NORTH PULSE NETWORK NPN

الـ.ـقوات الأمريـ.ـكية مستـ.ـمرة في شـ.ـراكتها الاسـ.ـتراتيجية مع قـ.ـسد حتى لو سـ.ـحبت جـ.ـزء من قواتها

كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات الأمنية والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن انسحاب وشيك للقوات الأمريكية من سوريا، وباتت مادة إخبارية تستغلها وسائل الاعلام المقربة من تركيا وداعش وجهات أخرى في ما يشبه حرب نفسية ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، والتي تصور انهيار إقليم شمال وشرق سوريا بمجرد خروج القوات الأمريكية، وهو أمر يخالف الحقائق الموجودة على أرض الواقع والضرورات الاستراتيجية للولايات المتحدة والتحالف الدولي بضمان استمرار حالة الاستقرار في شمال وشرق سوريا خاصة في ظل وجود الآلاف من عناصر داعـ.ـش في المخيمات ومراكز الاحتجاز والتي وصفها الجنرال مايكل كوريلا (قائد القيادة المركزية الأمريكية) بأنه “جيش داعـ.ـش المعتقل” محـ.ـذراً من خطـ.ـورة فقـ.ـدان السيطرة عليه، وذلك في آخر زيارة له إلى شمال وشرق سوريا.

ويرى الكثير من السياسيين الأمريكيين أبرزهم “جيمس جيفري” في مقالة له لمجلة “المجلة” أن قوات سوريا الديمقراطية تعد “حليف قيّم وهام” للولايات المتحدة، واعتبر أن الحفاظ على الموقف الضعيف الذي تجد إيران نفسها فيه اليوم قد يكون الأكثر أهمية من بين تلك الهواجس التي تشمل أيضا الحد من أي نفوذ باقٍ لروسيا في سوريا، واحتواء تنظيم داعـ.ـش، والقضاء عليه بشكل كلي إن أمكن. وهذا يستلزم حضور غربي قوي في سوريا. ويؤكد خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة أن أي اتفاق بين واشنطن ودمشق لمحاربة تنظيم داعش لا يمكن أن ينجح بدون مشاركة قوات سوريا الديمقراطية خاصة في ظل غياب عامل الثقة مع السلطة الجديدة في دمشق (هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام) والتقارير التي تفيد بوجود علاقات جيدة بين تركيا وتنظيم داعـ.ـش بالإضافة إلى فقدان الثقة بين تركيا وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كإسـ.ـرائيل والعراق. لذلك من المتوقع استمرار الولايات المتحدة في علاقتها الحالية مع “قوات سوريا الديمقراطية”، لضمان استمرار العمليات ضد “داعش”، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على آلاف من عناصره السجناء وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم الذين يشكلون خطراً محتملاً، وأشار جيفري الى نجاح قوات سوريا الديمقراطية في منع “داعـ.ـش” من التسلل إلى المجتمعات العربية على طول نهر الفرات وفي عمق شمال شرقي سوريا، ومشاركة وتطوير المعلومات الاستخباراتية عن “داعش” في البادية والمناطق الأخرى البعيدة عن الشمال الشرقي، ما يسمح بتنفيذ ضربات أميركية في بعض الأحيان. من جانبه قال يوري بوشاروف (الخبير الإسرائيلي والاستاذ في العلوم السياسية) أنه من غير المرجح من الناحية العسكرية أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، وتفكيك قاعدتها الاستخباراتية الواقعة على الحدود مع الأردن (التنف).

وتدخلت القوات الأمريكية في الملف السوري بشكل مباشر منذ عام 2014م لمكافحة الإرهاب ومنع صعود تنظيم داعـ.ـش وعرقلة المشاريع الروسية والإيرانية في سوريا، ووقعت اتفاق شراكة وصفت بالاستراتيجية مع وحدات حماية الشعب ومن ثم مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة التنظيم، واستمرار تلك العلاقات مع 3 إدارات أمريكية متعاقبة (أوباما- ترامب- بايدن) وأبدت إدارة ترامب الجديدة مؤشرات على استمرار هذه الشراكة.

وأعلن أكثر من مسؤول في الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية عن رغبتهم في استمرار بقاء القوات الأمريكية في سوريا إلى حين القضاء على التهديدات المشتركة وتحقيق الاستقرار في سوريا، وأكد حسن محمد علي (منسق العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية) لصحيفة “الشرق الأوسط” أن “تنظيم داعش والقوى المعادية ينتظرون فرصة للانسحاب الأميركي، لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014″، منوهاً إلى وجود تنسيق وثيق لقوات سوريا الديمقراطية مع القوات الأمريكية.

وحتى الآن لم تصدر الإدارة الأمريكية أي بيان بخصوص وضع قواتها في سوريا، وأكدت الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بعدم علمهم بأي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا. وهو ما أكده أيضاً قاسم الأعرجي (مستشار الأمن القومي العراقي) في لقاء مع قناة “الحدث” الجمعة، وقال أن الولايات المتحدة “لم تبلغنا بسحب قواتها من شمال شرق سوريا” محذراً من أن “الانسحاب الأميركي من سوريا سيشكل خطراً كبيراً”. يُذكر أن قوات التحالف الدولي أعلنت الصيف الماضي أنها ستعيد النظر في تواجد قواتها في العراق في صيف 2025م وفي سوريا بصيف عام 2026م.

يرى مراقبون أن القوات الأمريكية قد تعمل على إعادة تموضع قواتها في سوريا بعد سقوط النظام البعثي، وستستمر في شراكتها الاستراتيجية مع قوات سوريا الديمقراطية كحليف موثوق خاصة مع تنامي قوة التنظيم بعد سيطرته على الكثير من مستودعات السلاح للنظامةفي البادية، ويعد هذا السبب الرئيسي الذي دفع بالولايات المتحدة التدخل في سوريا منذ نحو 10 سنوات، وسط توقعات باستمرار الحملة المركزة على التنظيم خلال السنوات القادمة، خاصة مع اعلان فرنسا ودول أخرى استمرار دعمها لـ قوات سوريا الديمقراطية …

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.