رغم حاجة البلاد للسـ.ـلام.. سلـ.ـطة دمشق تقـ.ـحم سوريا مجدداً في الصـ.ـراعات الإقلـ.ـيمية
شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية عنيفة على مواقع عسكرية وانظمة رادار لقوات سلطة دمشق في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق، وأشارت وسائل اعلام محلية إلى توغل للقوات الإسرائيلية إلى (ثكنة المجاحيد) ونقاط أخرى في محيط قرية “البكار” بين درعا والقنيطرة جنوب سوريا بالإضافة إلى قرى أخرى في ريف القنيطرة. وتعليقاً على العملية قال وزير الدفاع الإسرائيلي أن أي محاولة لتعزيز قدرات الجيش السوري في الجنوب ستواجه بالنار، مشدداً على أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيقابل بردّ عسكري، وأضاف “لن نسمح لأن يصبح جنوب سوريا كجنوب لبنان”، وذلك وسط تصعيد عسكري يشهده الجنوب السوري. يأتي ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 شباط طالب فيها بنزع السلاح بالكامل من جنوب سوريا. وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تسمح لأي قوات حكومية سورية بالانتشار جنوب دمشق وطالب “بنزع السلاح الكامل” من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة. وأضاف أن إسرائيل “لن تتسامح مع أي تهديد للمجتمع الدرزي السوري”.
وتبلغ مساحة درعا والسويداء والقنيطرة 11241 كيلومترا مربعاً تقريباً، وتشهد تدهور في الأوضاع الأمنية منذ سنوات، ورفضت الفصائل المسلحة المحلية الخضوع المباشر لسلطة دمشق الجديدة وطالبت بنوع من الحرية في حماية الأمن في مناطقها وسط سوء في الأوضاع الاقتصادية ونشاطات لخلايا داعـ.ـش وفلول النظام.
وتأتي هذه الغارات بعد أن تظاهرت مجموعات صغيرة نسبياً من السوريين في عدد من المناطق ضد تصريحات نتنياهو، ومطالبة سلطة دمشق “بنبرة تهديدية” من خلال أحد بنود البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني الذي نظمته في دمشق بضرورة خروج القوات الإسرائيلية من الجنوب السوري دون شروط مسبقة، بالتوازي مع التصريحات التحريضية التي أطلقها المسؤولون الأتراك تجاه القوات الإسرائيلية في سوريا، يُذكر أن سلطة دمشق لم ترد علناً على تصريح نتنياهو، وقال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في 23 كانون الثاني الفائت أن دمشق لا تسعى إلى قتال مع إسرائيل.
ويفسر خبراء في شؤون الشرق الأوسط التصعيد الإسرائيلي على أنه محاولة لمنع تركيا من ملء الفراغ الأمني الذي تركته إيران، وما يعزز المخاوف الإسرائيلية التصريحات غير الودية الصادرة عن المسؤولين الأتراك ومحاولات تركيا الاستيلاء على سوريا، فقد أكد وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” الثلاثاء رداً على تصريحات نتنياهو إن “السوريون لن يسمحوا لإسرائيل باحتلال أراضيهم”، وفي السياق حذر موقع “إسرائيل هيوم” العبري، من أن الوجود العسكري التركي المتزايد في سوريا، قد يصبح التهديد الرئيسي التالي لإسرائيل. واتهم تركيا بأنها تسعى لاستعادة “مجدها العثماني” في سوريا.
وبحسب تحليل نشرته “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” تعتزم تركيا أن تضع نفسها في موقع الطرف الأجنبي الأكثر نفوذاً في سوريا. ولتعزيز الأهداف التركية المتمثلة في استخدام سوريا لفرض قوتها إقليمياً، تروج أنقرة للحكومة السورية الجديدة باعتبارها معتدلة. ومع ذلك، يظل كل من الشرع وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهـ.ـاب الأمريكية والأمم المتحدة بسبب علاقاتهما التاريخية العميقة مع تنظيم القـ.ـاعدة. بالإضافة إلى احتضان تركيا فصائل الجيش الوطني السوري المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأوضح التحليل أن أنقرة تحرص على زيادة نفوذها الإقليمي من خلال استغلال حكومة الشرع الانتقالية. حيث يرغب أردوغان بنظام في دمشق يمكنه استخدامه للمساعدة في وضع تركيا كدولة مهيمنة في بلاد الشام، على الرغم من النكسات الإيرانية. وأجرت تركيا محادثات مع سلطة دمشق الجديدة في شباط 2025 لإنشاء اتفاقية دفاع مشتركة من شأنها أن تسفر عن قواعد جوية تركية جديدة في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد. ويريد أردوغان أيضًا من دمشق المساعدة في القضاء على قوات سوريا الديمقراطية، في إشارة إلى توغل عسكري تركي واسع النطاق.
يرى مراقبون أنه على الرغم من الدمار الذي حل بسوريا ورغبة السوريين في إعادة إعمار بلادهم وتحقيق السلام الداخلي، والتخلص من حقبة النظام البعثي الذي ورط سوريا في محاور الصراع الإقليمي، تعمل سلطة دمشق الجديدة على تعزيز عملية انفرادها بالسلطة بالارتكاز على الدعم التركي، وإقحام سوريا مجدداً في محاور الصراع الإقليمي ضد إسرائـ.ـيل، والتي يدفع السوريون ضريبتها اليوم وقد تتفاقم الأوضاع بشكل أسوء في الأيام القادمة في ظل فشل سلطة دمشق في تنظيم حوار وطني حقيقي بين جميع السوريين ولا يقصي أحداً، ومن أبرز تداعيات هذا الفشل عودة الأزمة السورية إلى المربع الأول والبدء بتشكيل مجالس عسكرية جديدة للدفاع عن المناطق والتي بدأت بالمجلس العسكري للسويداء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.