NORTH PULSE NETWORK NPN

التوتـ.ـرات الطائـ.ـفية تعيد الأز.مة السورية إلى المربـ.ـع الأول

 

شهدت مناطق في الداخل السوري تصاعد في التوترات الطائفية تطورت إلى اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وانتشار حالة من الخوف والهلع بين المدنيين، بالتوازي مع تصاعد خطاب الكراهية ذات الطابع الطائفي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تركزت المشاحنات بين الطائفة السُنية وطوائف العلويين والإسماعيليين والدروز، بالتزامن مع استمرار الهجمات على الكرد في عفرين وكوباني وتل تمر، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن الحوار الوطني السوري. وخلال هذا الأسبوع تم رصد عدة حوادث عنف طائفي أبرزها:

 

مهاجمة مسلحين يرجح أنهم من الإسلاميين، مواطنين من الطائفة الدرزية على طريق المطار في محيط مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية بريف دمشق أسفرت عن وقوع إصابات بينهم شيخين من الطائفة، لتندلع اشتباكات في اليوم التالي السبت بين “لواء درع جرمانا” وعناصر من جهاز الأمن العام التابع لسلطة دمشق جراء تهجم العناصر على حاجز لأهالي المدينة أسفرت عن سقوط نحو 10 أشخاص بين قتيل وجريح، ورغم مساع من وجهاء المدينة وشيوخ الطائفة الدرزية للتهدئة، تجددت الاشتباكات في مساء اليوم نفسه سُمِع خلالها أصوات انفجارات جراء سقوط قذائف ثقيلة مجهولة المصدر، بالتوازي مع سماع هدير طائرات استطلاع بدون طيار في أجواء جرمانا وفقاً لوكالة “سبوتنيك”. وفي السياق، أصدر المجلس العسكري في السويداء بياناً، قال فيه: “نظراً للتطورات الميدانية الخطرة التي تشهدها مدينة جرمانا بشكل متسارع وانطلاقاً من التزامنا بحماية الشعب، يعلن المجلس العسكري عن استنفار جميع وحداته المقاتلة من أجل الدفاع عن الشعب إذا اقتضت الضرورة وعلى الفور”. بالتزامن مع إصدار ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي تعليمات للجيش بـ”الاستعداد للدفاع عن جرمانا الدرزية بريف دمشق ضد هجمات السُنة”، وليمتد الاحتقان الطائفي إلى حلب حيث نشب شجار بين مجموعة طلاب جامعيين في السكن الجامعي في حلب، بينهم طلاب من السويداء، وسط أنباء عن إصابة أحد الطلاب بجروح على إثر الحادثة. ليتدخل جهاز الأمن العام إلى حرم السكن، وفتح عناصرها النار بالهواء بشكل عشوائي في محاولة لفض الشجار واعتقال عدد من الطلاب.

 

وفي الساحل السوري، شهد حي الجبيبات الذي تقطنه عائلات من الطائفة العلوية في مدينة جبلة، توتراً كبيراً، بعد دخول شبان من الطائفة السُنية على الحي وترديد عبارات طائفية أثناء تجولهم على دراجاتهم النارية، ليرد سكان الحي على المتهجمين، بالضرب المبرح، فيما أغلق الأمن العام شارع الجبيبات وفرض حظر تجوال في المنطقة، وتم نقل المصابين إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج، وسط حالة من الخوف والتوتر سادت المنطقة.

 

وفي قرية “كاف الجاع” التابعة لمنطقة القدموس بريف طرطوس ذات الغالبية الإسماعيليةاندلعت اشتباكات بين أهالي القرية وعناصر من قوات سلطة دمشق خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، وذلك بعد العثور على شابين من القرية مقتولين بعد يوم من فقدانهما.

 

كما شهدت قرية عين شمس بريف حماة عملية عسكرية نفذها عناصر تابعة لإدارة العمليات العسكرية أمس الأول، تحت ذريعة ملاحقة “فلول النظام البائد”، حيث أسفرت عن قتلى وجرحى، بينهم معتقل قُتل أثناء الاعتقال كما أسفرت العملية عن إصابة أخرين بجروح بليغة. وفي مدينة بانياس قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ملثمون يستقلون سيارتين إحداهما موحلة، أطلقوا النار من أسلحتهم الرشاشة على 4 شبان من الطائفة العلوية أحدهم مقعد كانوا جالسين في كافتيريا بالقرب من جسر الخراب في بانياس، مما أدى إلى مقتلهم، قبل أن يغادروا إلى جهة مجهولة.

 

وفي مصياف خرج المئات في مظاهرة احتجاجاً على الاعتداء على مقامات “إخوان الصفاء وخلان الوفاء” التي تعد من أهم المقامات لدى الطائفة الإسماعيلية في جبل المشهد العالي في مصياف، بعد دخوله من قبل القوى الأمنية، حيث اتهم الأهالي أفراد من القوى الأمنية إطلاق الرصاص على المقامات وصندوق التبرعات وتخريبه من الداخل. وفي 21 شباط، أقدم مجهولون على تحطيم شواهد القبور في مقبرة لأبناء الطائفة العلوية بقرية النقيب في ريف طرطوس، حيث تم تكسير الشواهد وتخريب القبور بطريقة ممنهجة. وذلك بعد تعرض مقابر في بلدة الحميدية بطرطوس لعملية تخريب مماثلة.

 

ويرى مراقبون تصاعد العنف الطائفي في سوريا مؤشر على فشل مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في دمشق بتاريخ 24- 25 شباط الفائت، وكشفت عن عدم جدية سلطة دمشق في إيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها مجتمعات الطوائف الأخرى، والذي يعد بمثابة مؤشر لإخضاعهم بالقوة للسلطة وبناء نظام حكم مركزي لا يراعي الخصوصية السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية في سوريا، الأمر الذي يعني عودة الأزمة السورية إلى المربع الأول ولكن بين سلطة جديدة ومعارضة جديدة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.