“الأحـ.ـزاب الكردية تتوحد في مؤتمر تاريخي وتطرح رؤية شاملة لحل القضـ.ـية الكردية ضمن سوريا الديمقراطية”

خاص – شبكة نبض الشمال

في خطوة وصفت بالتاريخية، عقد مؤتمر موسع جمع كافة الأحزاب الكردية بدعم شعبي غير مسبوق، حيث نجح المؤتمر في توحيد الموقف الكردي تجاه مستقبل سوريا، دون استثناء أي طرف سياسي. ويعد هذا الإنجاز سابقة نوعية في العمل السياسي الكردي، مما يفتح الباب أمام دمشق للتعاطي الجاد مع رؤية كردية موحدة تقدم تصوراً جديداً لحل القضية الكردية ضمن إطار وحدة البلاد وديمقراطيتها.

وفي تصريح خاص لشبكة نبض الشمال، قال نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات:

“للمرة الأولى منذ عقود، تتحدث القوى الكردية بصوت واحد . الحكومة السورية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالاستجابة لهذا الواقع الجديد والانخراط في حوار وطني شامل، بعيدا عن الضغوط الإقليمية أو السياسات القديمة التي عفا عليها الزمن.”

ورغم البيان الرسمي الصادر عن الحكومة السورية، الذي بدا موجهاً لإرضاء بعض الأطراف الداخلية والإقليمية، وعلى رأسها تركيا، إلا أن الواقع الجديد بات يفرض نفسه بقوة؛ فالكرد، بحسب خليل، “لن يعودوا إلى ما قبل 2011 ولن يقبلوا بسياسات الإقصاء أو التهميش التي عانوا منها لعقود.”

وأكد المراقبون أن الخطوة التالية يجب أن تكون بالانتقال إلى التواصل المباشر مع جميع الكيانات السياسية والمجتمعية في سوريا، وليس الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية، عبر عقد لقاءات موسعة في شمال وشرق سوريا، والتوجه لاحقًا نحو دمشق وغيرها من المناطق، لطرح رؤية سياسية شاملة لإنقاذ البلاد من أزمتها الخانقة.

كما شدد خليل، على أن الاعتراف بجميع المكونات القومية والطائفية والمجتمعية في سوريا، وعلى رأسهم الكرد، هو المدخل الأساسي لبناء الثقة وإنهاء عقود من التمييز والتهميش. وقال:

“القضية الكردية في سوريا لم تعد قضية محلية فحسب، بل باتت ملفاً مركزياً لأي مشروع وطني حقيقي. الحل يكمن في دولة ديمقراطية يضمن دستورها حقوق جميع المكونات دون استثناء.”

ووفق وثائق المؤتمر، تتمسك الحركة الكردية بحل القضية الكردية ضمن إطار وحدة سوريا، بعيداً عن مشاريع الانفصال أو فرض الهيمنة، مما يضع الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية لتقديم ضمانات حقيقية لكافة السوريين، بمن فيهم الكرد، لبناء وطن ديمقراطي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.