تدهور الأوضاع الأمـ.ـنية في حماة وديرالزور بعد تكليف زعـ.ـماء مرتـ.ـزقة كمسؤولين عـ.ـسكريين فيهما
تشهد محافظتي حماة وديرالزور تدهوراً متصاعداً في الأوضاع الأمنية، حيث تستمر أعمال العنف ذات الخلفية الطائفية وفوضى انتشار السلاح وعمليات الإغتيال ونشاطاً مُقلقاً للمجموعات الإسلامية المتشددة، في الوقت الذي كان فيه أهالي المحافظتين يتأملون تحسن في أوضاعهم الاقتصادية واستتباب الأمن في مناطقهم بعد سقوط النظام البعثي، إلا أن الأمور تبدو وكأنها تسير في اتجاه العنف الممنهج، خاصة أن المحافظتين تمتازان بطابع عشائري وديني محافظ، ولا يكاد يمر يوم إلا ويتم تسجيل حادثة عنف تسفر عادة عن ضحايا وسط عجز سلطة دمشق عن استتباب الأمن فيهما أو أنها في الأساس تنتهج سياسة الظهور بمظهر المُخلص من خلال التدخل بعد وصول التدهور الأمني إلى مستويات حرجة كما حدث في الساحل والبلدات الدرزية.
في سياق متصل، اقتحمت عناصر من فصائل مسلحة رديفة لوزارتي الدفاع والداخلية لدى سلطة دمشق، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت؛ قرية الشيحة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة الغربي، حيث أقدمت العناصر على إطلاق الرصاص بشكل عشوائي والاعتداء على المدنيين، وتوجيه تهديدات طائفية بالذبح ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأطفال والنساء وسقوط جرحى، إلى جانب تخريب ممتلكات خاصة في القرية وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما وقتل شاب علوي يوم السبت برصاصة في الرأس وأصيب آخر بجروح بليغة، إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، أثناء توجههما على متن دراجة نارية من قريتهما معرين بريف حماة إلى مدينة مصياف للعمل. وفي محافظة ديرالزور ألقى مسلحون مجهولون قنبلة يدوية قرب مشفى الحماد وسط مدينة الميادين شرقي ديرالزور دون تسجيل وقوع ضحايا. كما وشهد حي الجبيلة بمدينة دير الزور، حادثة قتل مروعة، حيث أطلق مسلحان اثنان يستقلان دراجة نارية النار على شخص، مما أدى إلى مقتله على الفور، ولاذا بالفرار إلى جهة مجهولة، وبحسب مصادر تشهد مدينة دير الزور فوضى أمنية نتيجة لانتشار السلاح بشكل غير مسبوق بين أيدي المدنيين دون أي ضوابط قانونية أو رقابة أمنية، وتمتع الكثيرين بالحصانة بسبب علاقاتهم بقوى الأمن أو الشرطة، مما زاد من حدة التوتر والانفلات، خاصة مع عودة العشرات من عناصر الفصائل الموالية لتركيا من الشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية، وبلغ التدهور الأمني درجة تسود بموجبه حالة من الخوف في المنطقة مع حلول الظلام ما أدى إلى فـ.ـرض واقع شبه حظر تجوال غير معلن خلال ساعات الليل والفجر من قبل الأهالي خوفاً على سلامتهم.
يربط العديد من المتابعين للشأن السوري تدهور الأوضاع الأمنية في محافظتي حماة وديرالزور، بتعيين زعامات فصائلية متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد المواطنيين السوريين في الشمال السوري، حيث يعد كل من “محمد الجاسم” الملقب بـ”أبو عمشة” زعيم فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمـ.ـشات) و”أحمد الهايس” الملقب بـ (حاتم أبوشقرا) زعيم فصيل “أحرار الشرقية” أبرز شخصيتين أثارتا الجدل بعد تنصيب الأول مسؤولاً عسكرياً في محافظة حماة والآخر مسؤولاً عسكرياً للمنطقة الشرقية على الرغم من تواجد اسميهما على قوائم مجرمي الحرب الدولية وارتكابهما جرائم بحق مواطنين سوريين.
وزعمت سلطة دمشق أن تعييناتها العسكرية تتم بشكل مدروس الأمر الذي يثير تساؤلات حول الهدف من تعيين شخصيات غير مسؤولة في مناصب المسؤولية. خاصة بعد تأكيد مصادر محلية على مشاركة فصائل العمشات في معظم الهجمات التي تعرض لها العلويون والإسماعيليون والمرشدين في محافظة حماة، كان جديدها إقدام مجموعة مجهولة الهوية على إحراق سيارة عائلة مسيحية في حي المغيبة بمدينة حماة، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، تخللها رمي مناشير ورقية تتضمن عبارات ذات طابع تحريضي طائفي بحق أبناء الديانة المسيحية، في مؤشر خطير يُنذر بمحاولة لزعزعة السلم الأهلي في المدينة. وفي محافظة ديرالزور قال المرصد السوري إنه بات من الصعب أحياناً التمييز بين عناصر الأجهزة الأمنية النظامية والمجموعات المسلحة غير النظامية، بسبب الانتشار الواسع للمسلحين مما خلق حالة من الخوف والشك والقلق الدائم بين الأهالي، وسط ارتفاع في معدل الجـ.ـرائم وتزايد حوادث السرقة، والتشليح، والاستهدافات العشوائية..
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.