السلام مع إسـ.ـر|ئيل ومحـ.ـاربة د|عـ.ـش أبرز التحديات أمام سلطة دمشق لتنفيذ الشروط الأمريكية
أثار منشور على منصة “إكس” لـ توماس باراك (السفير الأمريكي لدى تركيا ومبعوث ترمب إلى سوريا)، الأحد، تحدث فيه عن تسبب اتفاقية سايكس- بيكو بتقسيم سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق مكاسب إمبريالية، وليس من أجل السلام، الكثير من التساؤلات حول أي “سوريا” تريدها الولايات المتحدة، وقال باراك أن “حقبة التدخل الغربي في شؤون الشرق الأوسط قد انتهت”، معتبراً أن الوضع الجيوسياسي العام أصبح منوطاً بالحلول الإقليمية والشراكات، والدبلوماسية القائمة على الإحترام. يأتي ذلك بعد سلسلة إجراءات نفذتها الإدارة الأمريكية تجاه النظام السوري الجديد بشكل متسارع أبرزها وقف العقوبات مقابل تحقيق مجموعة من الشروط، معظمها تجعل سلطة دمشق في مواجهة الكثير من القوى الداخلية والخارجية، الأمر الذي يضعها “أمام مفترق حقيقي” كما يقول الدبلوماسي الأميركي والسفير السابق “فريد هوف” في لقاء مع مجلة “المجلة” الذي أكد وجود الكثير من العوائق أمام تحقيق هذه الشروط. كما أن الشراكة الوثيقة بين التحالف الدولي وإقليم شمال وشرق سوريا ومبادرة القائد الكردي للسلام في المنطقة يفرض على سلطة دمشق التخلي عن نهجها الإقصائي تجاه الإدارة الذاتية ومحاولات تنفيذ عمليات تآمرية لتقويض استقرارها وإيقاف خطاب الكراهية الموجهة ضدها.
وذكرت كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض) في منشور لها على منصة “إكس” الشروط الرئيسية التي وضعتها إدارة ترامب لرفع العقوبات على سوريا وتطبيع العلاقات مع دمشق وهي:” 1. التوقيع على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، 2. ترحيل جميع الإرهابيين الأجانب من سوريا. 3. ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين. 4. مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور ‘داعـ.ـش’ 5. تحمل المسؤولية عن مراكز احتجاز مقاتلي ‘داعش’ في شمال شرق سوريا”، وأضاف السفير هوف شرطاً آخر وهو “التنازل عن الجولان كأمر واقع، والاعتراف بأن مزارع شبعا سورية لا لبنانية”. وفي السياق قدمت سلطة دمشق وعوداً لتنفيذ هذه الشروط، وقامت بسلسلة من الإجراءات تمثلت بلقاء بعض المسؤولين الإسرائيليين بشكل غير معلن، وإجبار عدد من قادة الفصائل الفلسطينية على مغادرة سوريا، والاشتباك مع عدد من خلايا داعـ.ـش في حلب وإدلب، وزيارة مخيم الهول والاجتماع مع الإدارة الذاتية لبحث استلام دمشق السوريين المتواجدين فيها. بالإضافة إلى زج المقاتلين الاجانب في مناطق تنشط فيها فلول النظام وحـزب الله اللبناني في المنطقة الحدودية بين حمص ولبنان.
يرى مراقبون الخطوات التي نفذتها سلطة دمشق مجرد إجراءات أولية ويتعين عليها رفع وتيرة عملياتها لتنفيذ الشروط الأمريكية التي قال وزير خارجيتها في وقت سابق أن إدارتها ستجدد قرار وقف العقوبات كل 130 يوماً، ويتعين على دمشق رفع مستوى التنسيق والاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان تنفيذها بشكل موثوق. وأكدت معظم التحليلات الأمنية والسياسية على أن المضي قدماً في تنفيذ كامل هذه الشروط سيجعل لسلطة دمشق الكثير من الاعداء، وستصبح في مواجهة حتمية مع التنظيمات الجـ.ـهادية مثل القـ.ـاعدة وداعـ.ـش والتنظـ.ـيمات الفلسطينية والتنظيمات العربية القوموية التي طالما جعلت القضية الفلسطينية قضيتها الرئيسية، بالإضافة عدم تقبل إيران وروسيا والصين لمسألة خسارة نفوذهم في سوريا وتحولها إلى دولة غير صديقة لهم.
يؤكد الكثير من الخبراء في الشأن السوري على أن سلطة دمشق بأمس الحاجة لبناء علاقات استراتيجية مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية لمواجهة التحديات وزيادة القوة اللازمة للتعامل معها. ومعظم الملفات التي تمسها الشروط الأمريكية هي قضايا تهم إقليم شمال وشرق سوريا أيضاً واستراتيجيتها في الأساس قائمة على معالجة هذه القضايا.
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.