بالتزامن مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، في ظل ضعف البنية التحتية وملوحة مياه الآبار الجوفية، تعاني مدينة الشدادي، الواقعة جنوب مقاطعة الجزيرة، من تفاقم حاد في أزمة مياه الشرب، ما يضع السكان أمام معاناة يومية متجددة تهدد أمنهم المائي وتثقل كاهلهم المعيشي.
حيث أكد سكان الشدادي، أن “الكميات المتوفرة من المياه لا تفي باحتياجات السكان”، رغم تخصيص صهاريج من قبل بلدية الشعب في قطاعات المدينة و أن سعر خزان المياه سعة خمسة براميل من صهاريج بلدية الشعب يبلغ نحو 25,000 ليرة سورية، وهي كمية غالباً ما تكون غير كافية لتغطية احتياجات العائلة لأكثر من يومين.
وأشار الأهالي أيضا لوسائل إعلام محلية إلى أن العجز في التوزيع يدفع الكثير من الأسر إلى اللجوء إلى صهاريج المياه الخاصة، التي تُعد خياراً مكلفاً إذ تتراوح أسعارها ما بين 40,000 إلى 50,000 ليرة سورية للخزان الواحد.
من جهته، أوضح مدير قسم التنفيذ في بلدية الشعب بمدينة الشدادي، محمد المدلول، أن البلدية كانت قد أطلقت في العام الماضي مشروعاً لجر مياه نهر الفرات، بهدف تأمين كميات كافية ومستقرة من المياه للسكان. إلا أن المشروع يواجه عقبات فنية وإدارية، أبرزها انقطاع الضخ من المصدر الرئيس، وهو ما عرقل مراحل التنفيذ والتشغيل.
وأضاف المدلول أن البلدية تعمل حالياً على تغطية الحاجة عبر التعاقد مع محطتين لتحلية المياه تابعة لها، إضافة إلى ثلاث محطات خاصة، مع تشغيل 27 صهريجاً موزعين على الخطين الشرقي والغربي للمدينة، يتم توزيعهم عبر الكومينات لتوفير المياه للمناطق السكنية.
ولفت إلى أن تكلفة تعبئة خزان مياه سعة 5 براميل من داخل محطة التحلية تبلغ 13,000 ليرة سورية، في حين يُباع للمواطنين بسعر 25,000 ليرة، في ظل ارتفاع تكاليف النقل والتشغيل.
ما لم تُتخذ خطوات عاجلة وحلول مستدامة بالتنسيق بين البلديات والجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني فأن أزمة مياه الشرب في الشدادي مرشحة للتفاقم مع دخول فصل الصيف ذروته
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.