شهدت الأراضي السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية موجة جديدة من العنف، راح ضحيتها ستة مدنيين في سلسلة حوادث متفرقة شملت عمليات اغتيال، انفجارات، وإطلاق نار، في مشهد يعكس استمرار التدهور الأمني في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وحتى داخل العاصمة دمشق التي تخضع لسلطة حكومة دمشق، وفقاً لما أورده “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وفي التفاصيل، لقي رجل مصرعه في ريف حماة الشرقي جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أثناء قيامه بأعمال زراعية في منطقة أثريا. وتعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة مستمرة من الانفجارات التي تحصد أرواح المدنيين، لا سيما في المناطق الزراعية والمأهولة التي لم تُطهّر بعد من الألغام والمتفجرات المزروعة خلال سنوات الصراع.
وفي دمشق، وتحديداً في حي ركن الدين، أقدم مسلح مجهول على قتل فتى يبلغ من العمر 15 عاماً بإطلاق النار عليه بشكل مباشر، في حادثة أثارت ذعراً واسعاً بين السكان، خاصة وأنها وقعت في قلب العاصمة التي يُفترض أنها أكثر المناطق خضوعاً للإجراءات الأمنية الرسمية.
أما في ريف حلب الشرقي، فقد عُثر على جثة رجل قُتل برصاص مجموعة مسلحة قرب مفرق الصبيحية على أطراف مدينة السفيرة، في حين شهد ريف حلب الغربي عملية اغتيال أخرى، حيث استهدف مجهولون أحد المدنيين في قرية المنصورة، ما أدى إلى مقتله على الفور، وسط استمرار الانفلات الأمني وتنامي نشاط الفصائل المسلحة.
وفي محافظة السويداء، توفي شاب في مقتبل العمر من أبناء قرية سهوة البلاطة، جراء إصابته بطلق ناري خلال عبثه بسلاح ناري في منزله، في حادثة تسلط الضوء على خطورة انتشار السلاح الفردي في أوساط الشباب وغياب الرقابة.
أما في مدينة حمص، فقد تم العثور على جثة رجل كان قد اختُطف في وقت سابق على يد مسلحين مجهولين، حيث تمّت تصفيته بعد اقتياده إلى مكان مجهول، قبل أن يُعثر على جثمانه في حي القصور، في مشهد يكرّس ظاهرة الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القانون.
وتعكس هذه الحوادث المتسلسلة هشاشة الوضع الأمني في مختلف المناطق السورية، واستمرار حالة الفوضى وغياب سلطة القانون، في ظل انتشار السلاح وتعدد القوى المسيطرة ميدانياً، ما يجعل المدنيين الحلقة الأضعف في مشهد الصراع المستمر منذ أكثر من 13 عاماً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.