قـ.ـوات سوريا الديمقراطية: نموذج وطني لحمـ.ـاية التعددية وبناء مستقبل مشترك
في مشهد سوري مثقل بالحروب والانقسامات، برزت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كقوة وطنية جامعة، تجسّد مشروعاً مختلفاً يتجاوز الانتماءات الضيقة ويحتضن تنوّع المكونات السورية. نشأت قسد في قلب الصراع، لكنها لم تكن مجرّد فصيل عسكري، بل تحوّلت إلى مظلة دفاعية تمثل تطلعات شعوب شمال وشرق سوريا في الحرية والكرامة والعدالة.
تتميز قسد بتركيبتها المتعددة التي تشمل الكرد والعرب والسريان والآشوريين والتركمان، وجميعهم ينخرطون في صفوفها على أساس المساواة والانتماء إلى مشروع وطني ديمقراطي، لا يميّز بين دين أو قومية أو مذهب. هذه الروح التشاركية جعلت منها أكثر من مجرد قوة عسكرية، بل أحد أعمدة الاستقرار والحماية في منطقة مزّقتها صراعات التطرف والاحتلال والاستبداد.
من خلال معاركها البطولية ضد تنظيم داعش الإرهابي، أثبتت قسد أنها القوة الأكثر فاعلية في التصدي للإرهاب، وقدمت تضحيات جسيمة دفاعاً عن الإنسانية، حيث كانت في الخطوط الأمامية لتحرير المناطق التي كانت ترزح تحت نير التطرف والوحشية. لكنّ دورها لم يتوقف عند الجبهة العسكرية، بل امتد ليشمل حماية المدنيين، ودعم مؤسسات مدنية ديمقراطية، وتعزيز دور المرأة، وإرساء قيم العدالة الاجتماعية.
ورغم الضغوط السياسية والتحديات الإقليمية والدولية، تواصل قسد التزامها بمبادئها الراسخة: بناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية، تعددية، تحترم حقوق الإنسان، وتصون كرامة جميع مكوناتها. وفي عالمٍ تمزقه المصالح، تبقى قسد درعاً صلباً في وجه القمع والتهميش، ومعبراً صادقاً عن إرادة الشعوب التي تنشد السلام الحقيقي والمستقبل المشترك.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.