NORTH PULSE NETWORK NPN

تصـ.ـاعد الانتـ.ـهاكات في ريف عفرين.. اعـ.ـتداءات مسـ.ـلحة وحـ.ـرائق وجـ.ـرائم قـ.ـتل تضـ.ـرب المدنيين

تواجه منطقة عفرين المحتلة تصاعداً خطيراً في وتيرة الانتهاكات التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، في ظل غياب أي تحرك فعّال من المجتمع الدولي. وتشير الوقائع المتكررة إلى أنّ هذه الانتهاكات تتم بشكل منظم ومنهجي، على يد مجموعات مسلحة تُعرف بارتباطها الوثيق بذوي مرتزقة الاحتلال التركي، الذين يفرضون سلطة الأمر الواقع على المنطقة منذ سنوات.

في ناحية راجو بريف عفرين، تعرّض المواطن محمد قضيب البان لهجوم دموي في منزله، حيث اقتحم عنصران مسلحان المنزل وانهالا عليه بالطعن باستخدام سكين، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى وسط حال من الذعر والقلق بين السكان المحليين.

وفي حادثة منفصلة، تعرض المواطن محمود علي إسماعيل (45 عاماً) من قرية مامالا لكمين أثناء عودته مع طفله من سوق راجو. حيث اعترض طريقه ملثمون مسلحون واقتادوه تحت تهديد السلاح إلى إحدى المناطق النائية داخل الأحراش، وهناك تعرّض للضرب المبرح وتم تجريده من دراجته النارية وهاتفه المحمول ومبلغ مالي. ولم يكتفِ المعتدون بذلك، بل تركوه في حالة صحية حرجة أمام أنظار طفله البالغ من العمر 8 سنوات، في مشهد يعكس حجم الانهيار الأمني والوحشية التي تُمارس بحق المدنيين.

وفي تطور مروّع آخر، عثر على جثة رجل مجهول الهوية داخل بئر مياه تقليدي بعمق نحو 15 متراً، في منطقة زراعية تقع على أطراف مدينة عفرين. وقد جاء اكتشاف الجثة بعد بلاغ من الأهالي بسبب انبعاث روائح كريهة من المكان. وتشير الترجيحات الأولية إلى أن الجريمة تقف وراءها عناصر مسلحة، في سياق مسلسل من الجرائم التي تنفّذ بعيداً عن أي رقابة أو محاسبة قانونية.

وفي ناحية شيه، واصلت المجموعات المسلحة عملياتها التخريبية، حيث أضرمت النيران عمداً في الأحراش المحيطة بجبل أرنده، مما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي الطبيعي، ضمن سياسة “الأرض المحروقة” التي تُستخدم كأداة للضغط والتهجير. وبالتوازي مع ذلك، أُبلغ عن سلسلة سرقات طالت عدداً من منازل الأهالي، ضمن حملة ممنهجة تستهدف طمس هوية المنطقة وتجريف بنيتها السكانية.

ما يجري في ريف عفرين يُعدّ تصعيداً خطيراً في مسار الانتهاكات التي تتسم بالاستمرارية والتنوع، من عنف جسدي وسرقة، إلى جرائم بيئية وقتل متعمد، ما يستدعي تحركاً فورياً من المنظمات الحقوقية والدولية. فاستمرار هذا الوضع من دون مساءلة قانونية أو رقابة دولية يعمّق معاناة السكان المحليين، ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والانتهاكات.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.