دمشق تتجـ.ـاهل اجتماع باريس بضـ.ـغط تركي وبوادر خـ.ـلاف بين التيـ.ـارين السعودي والتركي داخل السـ.ـلطة
نجح مؤتمر “وحدة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا” الذي انعقد في مدينة الحسكة الجمعة الفائتة بدعم غربي واضح، في توحيد الرؤى السورية، وأرسى رسالة أمل نحو تحول ديمقراطي شامل في البلاد، وكشف في الوقت نفسه السياسة الإقصائية التي تنتهجها سلطة دمشق للاستفراد بالسلطة، وحجم الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها بارتكاب مجازر بحق العلويين والدروز واستمرار الانتهاكات بحق الكرد في الشمال السوري وعدم حماية المسيحيين من المتشددين وفقاً لمراقبين الذين أكدوا إن رد السلطة على هذا المؤتمر برفض المشاركة في اجتماع باريس المرتقب يعد خطأ جسيم آخر ستدفع دمشق ثمنها. حيث أكدت مصادر في دمشق على إن سلطة دمشق باتت تتجاهل اجتماع باريس تحت تأثير الضغوط التركية التي ازدادت بعد زيارة وزيرالخارجية التركي مؤخراً إلى دمشق، مما يعكس ضعفاً في موقفها السياسي. وفي هذا السياق كشف بدران جياكُرد (مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية) عن رفض تركيا لمشاركة دول التحالف الدولي كوسطاء في الحوار مع الحكومة الإنتقالية ورفضها أن يعقد الاجتماع المرتقب في باريس. ويشير مختصون في العلاقات الدولية إلى أن التهرب من المشاركة في الحوارات الدولية يفقد النظام السوري الجديد المزيد من مصداقيته على الساحة الدولية، وسيُسرع من تآكل شرعيته السياسية والقانونية، خاصة أنه بات يتصرف بأساليب مماثلة لسياسات النظام البعثي منها التهرب من المفاوضات.
وأكدت زلال جكر (نائبة الرئاسةالمشتركة لحزب سوريا المستقبل) على أن تهرب سلطة دمشق من المشاركة في اجتماع باريس جاء نتيجة ضغوط تركية مباشرة «ما يعكس ضعف موقف السلطة وارتهان قرارها السياسي». وشددت جكر خلال مشاركتها في الاجتماع النصف سنوي للمجلس التنفيذي لمقاطعة الطبقة على أن «أي حوار يجب أن يتم بإرادة مستقلة وبعيداً عن الإملاءات الخارجية، مشددة على أن التهرب من التفاوض لا يخدم إلا مصالح خارجية ويعطل أي مسار لحل سياسي حقيقي». وأضافت «في هذا السياق، تحاول الدولة التركية عبر قنواتها السياسية وتحركاتها الميدانية إفشال اتفاقية 10 آذار، التي أثبتت نجاح الحلول السورية– السورية» وأكدت أن «التوافق والحوار هما السبيل الأمثل لمعالجة القضايا الوطنية بعيدًا عن التدخلات الخارجية».
وعلى صعيد التهديدات المستمرة لسلطة دمشق تجاه إقليم شمال وشرق سوريا وحملة خطاب الكراهية التي تشنها وسائل الاعلام التابعة لها ضد الإدارة الذاتية وقسد، تداولت وسائل اعلام تحركات لارتال عسكرية لقوات سلطة دمشق زعمت أنها توجهت لقتال قسد، لتنفي وزارة دفاع السلطة ذلك بعد ساعات وأشارت في بيان إلى أن المشاهد المصورة المتداولة تعود إلى إحدى تدريبات قواتها جنوبي مدينة حلب. وأكدت على إن الأنباء المتداولة في هذا الخصوص، غير دقيقة ولا تعكس الواقع، داعية وسائل الإعلام إلى تحري الدقة. وفي هذا السياق قالت “زلال جكر” أن المشهد السوري يشهد في الآونة الأخيرة تصعيداً إعلامياً ممنهجاً يهدف إلى «خلق أرضية تمهّد لحرب سورية– سورية، من خلال تغذية النعرات الطائفية وإثارة الانقسامات بين المكونات، عبر أبواق إعلامية تحاول شق الصف الشعبي وزعزعة الثقة بين أطرافه»، ونوّهت إلى وجود محاولات لإثارة فتنة عربية– كردية، مؤكدة أنها فشلت منذ سنوات طويلة، وأشارت إلى أن التجربة أثبتت أن «وحدة المكونات السورية اليوم تعكس حقيقة التكاتف والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، بعيدًا عن أي مشروع تقسيمي».
ووفقاً لمراقبين تتفق معظم التحليلات الخاصة بالشأن السوري على وجود تيارين متنافسين داخل سلطة دمشق، وهما التيار المدعوم سعودياً والذي يحاول التخفيف من حدة العنف في سوريا وفسح المجال للاستثمارات وضمان مصالحها وإعادة البناء ودمج سوريا مجدداً في البيئة العربية، والتيار المدعوم من تركيا والذي يشجع سلطة دمشق على الخيار العسكري لفرض سلطة الدولة على كافة المناطق، تجلى ذلك بشكل واضح في محاولة السيطرة على محافظة السويداء وإطلاق التهديدات ضد إقليم شمال وشرق سوريا. ويؤكد المراقبون على أن سلطة دمشق تتخبط بين التيارين، ويشير تسريبها لتصريحات حول عدم مشاركتها في اجتماع باريس نتيجة الضغوط التركية كون إصدار بيان رسمي بخصوص ذلك، إلى حقيقة هذا التخبط والصراع الصامت بين التيارين…
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.