NORTH PULSE NETWORK NPN

حلب على خطّ التـ.ـوتر الإقليمي: اشتـ.ـباكات الشيخ مقصود، عـ.ـودة د١عـ.ـش وارتبـ.ـاك أوروبي في مشهد دولي متشـ.ـابك

رأى مراقبون أن الاشتباكات التي شهدها حيّ الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب لم تأتِ في سياق أمني معزول، بل تزامنت مع تطورات سياسية لافتة، أبرزها زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، ما يعكس تداخلاً واضحاً بين المسارين الأمني والسياسي في المشهد السوري المتحوّل. وأشارت قراءات صحفية إلى أن هذا التوقيت يعكس حجم التعقيدات التي تحكم المرحلة الجديدة في سوريا، في ظل إعادة رسم التوازنات الداخلية والإقليمية.
وسلّطت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الضوء على التصعيد الأمني في حلب بين قوى الأمن الداخلي وقوات الحكومة الانتقالية في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، بالتوازي مع تصاعد نشاط مرتزقة تنظيم داعش في مناطق متفرقة من سوريا، ولا سيما في الجنوب، ما يثير مخاوف من استغلال التنظيم للفجوات الأمنية التي خلّفتها مرحلة ما بعد إسقاط النظام السابق.
وربطت صحيفة الأخبار هذا التصعيد بتزامنه مع زيارة وفد تركي ترأسه وزير الخارجية هاكان فيدان إلى دمشق، حيث عقد اجتماعاً في القصر الرئاسي مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني، بمشاركة وزيرَي الخارجية والدفاع التركيين ورئيس جهاز الاستخبارات. واعتبرت الصحيفة أن هذا التزامن يعكس توتراً سياسياً وأمنياً يتجاوز البعد الميداني، في وقت شهدت فيه خطوط التماس في مدينة حلب تصعيداً لافتاً.
من جهتها، ركّزت صحيفة النهار على النشاط المتصاعد لمرتزقة داعش، معتبرة أن التنظيم لم يختفِ من الساحة السورية، بل أعاد تنظيم صفوفه معتمداً على خلايا نائمة وعمليات “الذئاب المنفردة”، مستفيداً من هشاشة الوضع الأمني في بعض المناطق. وأشارت الصحيفة إلى تقديرات إسرائيلية تحذّر من اقتراب نشاط التنظيم من الحدود، في ظل حديث عن جهات إقليمية قد تجد في إعادة تحريكه فرصة لخدمة أجنداتها الخاصة وزعزعة الاستقرار في سوريا.
وفي سياق متصل، تطرّقت صحيفة القدس العربي إلى تعقيدات الملف الأوكراني، معتبرة أن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات متزايدة في لعب دور فاعل ومستقل في مسار التسوية، نتيجة غياب وحدة الموقف بين دوله الأعضاء، واستمرار ارتهانه الأمني والعسكري للولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، إلى جانب الحساسية السياسية والأخلاقية في التعامل مع روسيا، تقلّص هامش المناورة الأوروبي وتحدّ من قدرته على طرح مبادرات تفاوضية ذات صدقية.
ويعكس هذا المشهد المتداخل، وفق قراءات إعلامية، حجم الترابط بين الساحات الإقليمية والدولية، حيث تتقاطع التطورات الأمنية في سوريا مع الحسابات السياسية الإقليمية، فيما تبقى الملفات الدولية الكبرى، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، رهينة توازنات معقّدة تتجاوز قدرة الفاعلين التقليديين على ضبط إيقاعها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.