أقدمت قوات تابعة للحكومة الانتقالية في سوريا، ليل أمس، على اقتحام منزل أحد الشبان في مدينة مصياف بريف حماة، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الموثقة بحق المدنيين في المنطقة. وأفادت مصادر محلية أن الشاب صخر إسماعيل تعرّض للاعتقال بعد مداهمة منزله، رافقها توجيه السلاح نحوه وتعرّضه لإهانات لفظية، قبل اقتياده إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصادر، لم تكتفِ القوة المداهمة باعتقال الشاب، بل أقدمت أيضاً على سرقة محتويات سيارته المركونة بالقرب من المنزل، في تصرّف أثار استياء الأهالي، وسط غياب أي توضيحات رسمية حول أسباب الاعتقال أو الجهة التي جرى اقتياده إليها.
وفي سياق متصل، داهمت قوات الحكومة الانتقالية مدرسة في بلدة جب رملة بريف مصياف، حيث طالبت الكادر التعليمي بالكشف عن أسماء المعلمين المشاركين في إضراب احتجاجي نُفّذ في العاشر من كانون الأول الجاري، استجابة لدعوة أطلقها رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، الشيخ غزال غزال، على خلفية أحداث سابقة وصفها أهالي المنطقة بـ”المهينة”.
وأعرب عدد من الأهالي والمعلمين عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى استهداف المشاركين في الإضراب، في ظل ما وصفوه بتصاعد الضغوط الأمنية على المدنيين والمؤسسات التعليمية، واعتبار التحركات السلمية سبباً للملاحقة والتهديد.
وتأتي هذه الحوادث ضمن نمط متكرر من المداهمات والانتهاكات، حيث سبق أن نفذت دورية تابعة للحكومة الانتقالية، الشهر الماضي، عملية اقتحام في قرية الصومعة بريف مصياف، تعرّض خلالها أفراد إحدى الأسر للضرب والتهديد، إضافة إلى سرقة ممتلكاتهم، بحسب شهادات محلية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الممارسات يثير تساؤلات حول واقع الحريات العامة وضمانات حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الانتقالية، في ظل مطالبات متزايدة بوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.