إعادة هيكلة تنظيم داعش الإرهابي … قراءة في البنية السرّية بعد الهزيمة الميدانية
رغم الهزيمة العسكرية التي مُني بها تنظيم داعش وفقدانه السيطرة على الجغرافيا التي كان يحتلها في سوريا والعراق، تشير معطيات أمنية إلى أن التنظيم لم يُهزم فكريًا أو تنظيميًا، بل أعاد ترتيب صفوفه ضمن بنية سرّية جديدة تعتمد على الخلايا النائمة والعمل اللامركزي.
وبحسب مراقبين فإنه عقب مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، أُعلن عن تولي أمير محمد سعيد سليبي، الملقب بـأبو إبراهيم القرشي، قيادة التنظيم. وينحدر سليبي من مدينة تلعفر العراقية، ويُعد من الشخصيات التي نشأت داخل البيئة التنظيمية المتشددة منذ سنوات، وكان من بين المعتقلين سابقًا في سجن بوكا سيّئ الصيت، الذي تحوّل إلى ما يشبه “
أكاديمية لتفريخ التطرف
ووفق المعلومات المتوفرة، يعتمد التنظيم حاليًا على تقسيم إداري يضم 14 ولاية و5 دواوين، في محاولة للحفاظ على السيطرة التنظيمية دون الحاجة إلى تواجد علني.
ووتضيف المعلومات أنه يشرف على هذا الهيكل مجلس شورى يتزعمه المدعو جمعة عواد البكري، ويعاونه عدد من القياديين، من بينهم:
-سامي جابر الجبوري: مسؤول الشؤون الدينية والتعبئة الأيديولوجية
-أبو حارث العراقي: المشرف على السلاسل القيادية
-أبو حمزة المهاجر
-حسن جمعة (أبو وليد)
وتؤكد مصادر أمنية أن معظم هذه الشخصيات لها تاريخ مشترك داخل المعتقلات العراقية، حيث تشكّلت نواة التنظيم الحالية.
محللون يؤكدون أنه ضمن بنيته الجديدة، يعتمد التنظيم على ما يُعرف بـلجنة الأنصار، وهي شبكة تُعنى بترسيخ الولاء والانضباط التنظيمي، وتنشط بشكل أساسي داخل العراق.
وتعمل هذه اللجنة وفق هيكل ثلاثي يُطلق عليه داخليًا اسم المثلث حيث تبقى الخلايا في حالة سبات وترقّب، بانتظار أي فراغ أمني أو انسحاب للقوى الدولية لتنفيذ عمليات إرهابية.
تؤكد هذه المعطيات أن تنظيم داعش انتقل من مرحلة “الدولة المزعومة” إلى مرحلة التنظيم السرّي العابر للجغرافيا، مستفيدًا من الفوضى الأمنية وبعض البيئات الهشّة وهو ما يفرض، بحسب مختصين، استمرار التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، والتحالف الدولي، إلى جانب العمل المجتمعي والفكري، لضمان عدم إعادة إنتاج التطرف تحت أي مسمى.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.