الإدارة الذاتية تحمّل الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية التصعيد الخطير في مناطق الساحل
أدانت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، التصعيد الخطير الذي حدث في مناطق الساحل، وأودى بحياة شخص وإصابة عدد من المدنيين الأبرياء، محملة الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية هذه الممارسات التي تؤدي إلى تعميق حالة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد.
“تتابع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بقلقٍ بالغ الأحداث المتصاعدة التي يشهدها الساحل السوري وعدد من المناطق في الداخل السوري، عقب الاحتجاجات السلمية التي خرج فيها أبناء الشعب السوري مطالبين بحقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة، والداعين إلى بناء سوريا ديمقراطية فدرالية تضمن العدالة والمساواة لكافة أبنائها.
إنَّ تدخّل قوات تابعة للحكومة السورية الانتقالية لقمع هذه الاحتجاجات السلمية، واستخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين، وصولًا إلى استعمال السلاح، قد أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي نُدينه بأشد العبارات، ونعدُّه انتهاكًا صارخًا لحق السوريين في التعبير السلمي عن آرائهم ومطالبهم المشروعة.
تعرب الإدارة الذاتية عن قلقها العميق حيال هذا التصعيد الخطير، وتحمِّل المسؤولين في الحكومة السورية الانتقالية مسؤولية هذه الممارسات التي لا تؤدي إلا إلى تعميق حالة الفوضى وعدم الاستقرار، وتمنع الشعب السوري من المطالبة بحقوقه السياسية والمدنية، وتُعيد إنتاج سياسات القمع التي ثار عليها السوريون.
إنَّ هذه الممارسات التي ترتكبها بعض عناصر الحكومة الانتقالية والجهات الموالية لها، والتي يقف خلفها خطاب الكراهية والتحريض، وتغذية النزعات الطائفية وبث الحقد بين أبناء الشعب السوري الواحد، لا تخدم سوى أعداء سوريا، والساعين إلى تقويض الأمن والاستقرار، وضرب الجهود الرامية إلى توحيد الخطاب الوطني السوري وبناء مستقبل جامع لكل السوريين.
ونؤكد أنَّ ما يجري اليوم ليس المرة الأولى التي تتعرض فيها المناطق السورية لهجمات وانتهاكات تطال المدنيين على يد هذه القوات، فبالأمس كانت الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، والجنوب السوري، وغيرها من الهجمات والممارسات، ما يستدعي وقفة وطنية جادة لوضع حدٍ لهذه السياسات الخطيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
إنَّ هذه الممارسات تُشكِّل عائقًا حقيقيًا أمام أي توافق أو حوار وطني شامل، وتنسف فرص بناء سوريا الجديدة؛ سوريا حرة ديمقراطية لامركزية، بعد أكثر من نصف قرن من الظلم والاستبداد والعدوان الذي مارسه النظام البعثي البائد بحق الشعب السوري.
كما نؤكد أنَّ الفسيفساء السورية الغنية بتنوعها القومي والديني والمجتمعي تشكِّل مصدر قوة وفخر لسوريا والسوريين، وأنَّ الحفاظ على هذا التنوع وتعزيزه وصقله هو الضمانة الحقيقية لوحدة البلاد واستقرارها، وليس سببًا للانقسام أو الصراع.
وفي الختام، تدعو الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا جميع السوريين، وكافة القوى الوطنية والديمقراطية السورية، إلى تكثيف الجهود والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، قائم على الحوار والاعتراف المتبادل، بعيدًا عن خطاب الكراهية والتحريض والحقد الذي يحاول العابثون افتعاله لضرب السلم الأهلي وتمزيق النسيج الوطني السوري..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.