NORTH PULSE NETWORK NPN

سلسلة اغتيالات طالت شيوخ عشائر دير الزور.. ماذا يجري هناك؟

نورث بالس

شهدت مناطق ريف دير الزور الشرقي، توتراً عشائرياً إثر استهداف مجهولين، لاثنين من كبار شيوخ القبائل السورية في دير الزور يوم الأحد 2 آب / أغسطس، ضمن سلسلة هجمات استهدفت مؤخراً عدداً من الوجهاء والشيوخ في المنطقة.

حيث أفادت مصادر مطلعة لـ “نورث بالس”، إن الهجوم نفذه مسلحون يستقلون ثلاث دراجات نارية، استهدفوا فيه السيارة كان يستقلها الشيخ “خليل إبراهيم الجدعان الهفل”، والشيخ “مطشر الحمود”، عند (مفرق الرغيب)، في بلدة الحوايج التابعة لبلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، وكان الهفل متجهاً إلى بلدة غرانيج من أجل التدخل لحل اقتتال عشائري وقع في البلدة مؤخراً، إلا أن الاستهداف أسفر عن مقتل “مطشر الحمود” مع “دعار مخلف الخلف”، إضافة للسائق على الفور، وإصابة الشيخ “خليل إبراهيم الجدعان” إصابة بليغة.

خليل إبراهيم الجدعان هو شقيق “مصعب الهفل” شيخ قبيلة العكيدات، ويمثله بالنيابة عنه في الأمور المتعلقة بالقبيلة.

وكشف الشيخ “إبراهيم خليل جدعان الهفل”، إن السيارة كانت تقله مع خاله الشيخ “مطشر حمود الهفل”، وخاله الآخر “مانع حمود الهفل” وأحد أقربائهم “دعار مخلف الخلف”، تعرضت لإطلاق رصاص كثيف من قبل مسلحين ملثمين على دراجات نارية، وقال الهفل: “إن المسلحين كانوا يقفون على طرفي الطريق ضمن حرش زراعي، وكان من الجلي تماما أنهم يحملون أسلحة رشاشة قصيرة.”

وسبق اغتيال وجهاء قبيلة العكيدات بيومين فقط، اغتيال مختار قرية الدحلة الشيخ “علي السلمان الويس البجاري” على يد مجهولين أطلقوا عليه النار أثناء ذهابه إلى مسجد القرية لتأدية صلاة عيد الأضحى، ونعته قبيلة البقارة وعدد من عشائر الويس.

لم يكن “البجاري” ينتمي لأي طرف سياسي وإنما كان وجيها مُصلحا، وذلك حسب الملتقى العام والديوان الرسمي لعشيرة البورحمة التي ينتمي لها الفقيد كفرع من قبيلة البقارة.

كما اغتال مجهولون يوم وقفة عيد الأضحى، الخميس 30 تموز، المتحدث الرسمي لقبيلة العكيدات، علي سليمان الحمادة، الملقب بـ “أبو نعيم الكسار” في بلدة البصيرة شرق دير الزور.

مصدر أمني فضل عدم ذكر اسمه قال لـ “نورث بالس”، إن استهداف شيوخ ووجهاء العشائر العربية في دير الزور يأتي لخلط الأوراق في المنطقة، بعد لقاء الذي جرى بينهم مع قائد قوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي”، وإطلاق قوات سوريا الديمقراطية حملة “ردع الإرهاب” في الريف الشرقي لدير الزور، والتي أسفرت عن اعتقال العديد من أمراء وإرهابي تنظيم داعش.

وأضاف: “إذ المنطقة تتجه نحو الاستقرار وتحقق المزيد من المكاسب الأمنية والمؤسساتية، مع العلم إن أغلب وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة لا تربطهم علاقة تنظيمية بـ “قسد”، بل إن اجتماعاتهم ولقاءاتهم مع مؤسسات وإدارات الادارة الذاتية، تدخل ضمن الإطار الخدمي والاجتماعي ( تعليم – صحة – خدمات)، مع ارتياح كبير من الأهالي بتلبية أغلب متطلباتهم ضمن الإمكانيات المتاحة والمتوفرة من قبل الادارات القائمة.”

وتشير أصابع الاتهام إلى خلايا نائمة تابعة لحكومة دمشق فهي دعت في مناسبات عدة إلى الانضمام لما أسمته “المقاومة الشعبية” للوقوف ضد القوات الأمريكية، وأخرى خلايا تابعة لجهاز المخابرات التركية وهي الأخرى تسعى جاهدة لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية لتستفيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

يرى مراقبون، إن تلك العمليات تهدف لخلق فتنة عشائرية في المنطقة فحكومة دمشق على دراية تامة أنه إذا حدث أي خلاف أو اقتتال عشائري ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة ككل، كون المنطقة طبيعتها السكانية ذو تركيبة عشائرية بالكامل، وأي شقاق أو صدع في البنية العشائرية لا يلتأم بسهولة.

ويذكر إن أغلب صفحات ومعرفات تنظيم داعش، نفت وقوفها وراء استهداف وجهاء وشيوخ العشائر بدير الزور، رغم أنه وزع مناشير تهديدية على السكان بالابتعاد عن مؤسسات الإدارة المدنية في دير الزور.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.