NORTH PULSE NETWORK NPN

خلو: الإدارة الذاتية منحت دورا كبيراً للشيوخ والأعيان وكل من تعرضوا للاغتيالات كانوا من داعمي فكر الإدارة

نورث بالس

أكد السيد حكم خلو عضو هيئة الأعيان في شمال شرق سوريا أن الإدارة الذاتية باعتبارها إدارة مجتمعية منحت دوراً كبيرا للشيوخ والأعيان في حل المشاكل المجتمعية، وأن أكثر من80% من القضايا المجتمعية يتم حلها عن طريق لجان الصلح، مشيراً إلى أنهم يعملون على إصدار ميثاق عهد عشائري ومجتمعي لتغيير العادات السلبية في المجتمع، موضحاً أن كافة الشيوخ والأعيان الذين تم اغتيالهم في المنطقة كانوا من مؤيدي فكر الإدارة الذاتية.

حديث حكم خلو جاء خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على شاشة قناة روجآفا، وفيما يلي نص حديثه في البرنامج:

“هيئة الأعيان تشكلت بمبادرة من أعيان وشيوخ ورجالات المجتمع”

أوضح السيد حكم خلو في بداية حديثه بأن هيئة الأعيان تشكلت في شباط 2019 بمبادرة من الأعيان والشيوخ ورجالات المجتمع، وأن هيكليتها عبارة عن هيئة مستقلة يبلغ عدد أعضائها حوالي 30 شخصية من كاف مناطق شمال وشرق سوريا، وتضم ممثلين عن كافة العشائر والقبائل، وأنه تشكلت للهيئة لجان تابعة لها في كافة المناطق ترتبط وتنسق مع الهيئة في حل القضايا المجتمعية، ولكن انفكت اللجان عن الهيئة فيما بعد، وتعمل الهيئة حاليا بشكل مستقل بموجب هيكليتها الأولى.

“الغاية من تشكيل الهيئة هو الرد على إهمال وإقصاء مكونات وشرائح المجتمع من قبل الأنظمة الاستبدادية”

وحول ضرورة وأهمية تشكيل هكذا هيئة قال حكم خلو: “إن أردنا التحدث عن أهمية الهيئة يجب أن نقرأ تاريخ سوريا ولو بشكل ملخص، فالمجتمع السوري بجانبه الكبير يغلب عليه الطابع العشائري ومازالت العادات والتقاليد العشائرية متجذرة في المجتمع السوري، وتكويناتها العشائرية موجودة حتى في المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها.

وقال خلو: “طبعا الغاية من تشكيل الهيئة هو الرد على إهمال وإقصاء مكونات المجتمع أو شرائح من المجتمع ومنعها التفاعل مع مجريات الأحداث والشؤون المجتمعية، فالدول الاستبدادية والقوموية همشت المجتمعات إلى حد كبير، ولم يبق للمجتمعات وللشيوخ والوجهاء والأعيان دور في حل مشاكل المجتمع، علماً أن المنظومة العشائرية عمرها من عمر تكون التجمعات البشرية، وهذه المنظومة لم تفقد قيمتها حتى الآن كونها مازالت فعالة في الكثير من المناطق”.

وأكد خلو أن وهذه المجموعة في الأزمة السورية كانت مستهدفة من قبل الأجندات الخارجية في محاولة استخدام الشيوخ وبعض الأعيان كورقة لتمرير مصالحها، وعلى رأسها تركيا والنظام وإيران وحتى روسيا وأمريكا، فالكل يعمل لاستقطاب واختراق هذه الشريحة.

وأضاف خلو: “نحن في شمال شرق سوريا كوننا نؤمن بأن المجتمع هو الأساس في فلسفة الأمة الديمقراطية وحتى في مفهوم الإدارات الذاتية، ونعطي دور للمجتمع، لذا كان لابد من تفعيل هذا الجانب الذي تم تهميشة في ظل الأنظمة الاستبدادية والشمولية”.

“هيئة الأعيان تضم كافة المكونات والإثنيات والأديان في المنطقة”

وعن الشخصيات التي يمكنها الانضمام إلى هذه الهيئة، قال خلو: “اسمنا هو هيئة أعيان شمال وشرق سوريا، بالتالي يحق لكافة المكونات والإثنيات والاديان التمثيل في الهيئة، وهذه الهيئة تضم حاليا العرب والكرد والتركمان والسريان والمسيحيين والمسلمين والإيزيديين”.

“نظام البعث همش دور الشيوخ والأعيان من مفهوم طبقي”

وأشار خلو أن نظام البعث ومنذ حكمه لسوريا همش دور شيوخ العشائر والوجهاء والأعيان، وذلك من مفهوم طبقي، وذلك عبر إطلاق صفة الإقطاعيين عليهم، وقال: “ولكن نحن كهيئة لا نستهدف فقط الشيوخ والرجالات الذين يملكون الاقطاعات، فنحن نبني الهيئة على شخصيات لها دور فعال وبارز في المجتمع، فيوجد بيننا رجال دين ومثقفين وأناس لهم دور في المجتمع، وليس بالضرورة أن يكون من هم في الهيئة من شيوخ العشائر أو الآغوات”.

وأردف خلو: “ولكن النظام همش الجميع واهتم بمجموعة محددة من الشخصيات والرموز التي سخرتهم لخدمتها، كما حصل في قامشلو في أحداث حي طي حين استخدمت بعض هؤلاء الشخصيات لبث الفتن والتحريض وخدمة الأنظمة الشمولية”.

 “الإدارة الذاتية هي إدارة مجتمعية لذا منحت دوراً كبيرا للشيوخ والأعيان”

أما حول نظرة ومفهوم الإدارة الذاتية لدور شيوخ ووجهاء وأعيان المنطقة قال خلو: “الإدارة الذاتية هي إدارة مجتمعية وكون الأعيان والوجهاء هم جزء من هذا المجتمع كان لابد لهم من حضور في هذه الإدارة، ومن هذا المنطلق فتحت الإدارة المجال أمام الجميع، وحتى أمام المرأة التي أصبحت مثال للفخر والاعتزاز في عموم العالم، فما بالك بالشيوخ والأعيان، وعليه فتحت الإدارة المجال ليشارك الكل في إدارة المنطقة وتحقق الديمقراطية المجتمعية”.

“أكثر من80% من القضايا المجتمعية في المنطقة يتم حلها عن طريق لجان الصلح”

وحول دور وفاعلية هيئة الأعيان ولجان الصلح في حل المشاكل المجتمعية قال خلو: “لا أخفيك سرا عندما كنت في المجلس التشريعي ومن خلال تقديم مجلس العدالة لتقاريرها الشهرية للإدارة الذاتية، كانوا يذكرون في تقاريرهم أن 80 بالمئة من القضايا المطروحة لديهم تحل عن طريق لجان الصلح، فالفرق بين مفهوم العدالة لدى الإدارة الذاتية والدول، أن الإدارة أعطت أهمية للجان الصلح، فآلية حل المشاكل لدى الجهات القضائية في الإدارة الذاتية تبدأ من لجان الصلح وهذا  بتطابق ويتوافق مع القيم والأعراف التي كانت سائدة في المجتمعات قبل تشكل الدولة، وهذا يتطابق مع المفهوم المجتمعي، لذا يتقبله المجتمع، فنحن كهيئة شكلنا لجان وهذه تسعى للصلح من خلال مبادرات شخصية أو تأثير بعض الشخصيات على بعض الأطراف، وبالتعاون والتنسيق مع لجان الصلح التي شكلتها مجلس العدالة في كل منطقة، والكثير من هذه القضايا تحل بهذا الشكل، والتي لا تحل عن طريق اللجان تذهب إلى القضاء وتأخذ مجراها القانوني”.

“نعمل على إصدار ميثاق عهد عشائري ومجتمعي لتغيير العادات السلبية في المجتمع”

وحول نظرة هيئة الأعيان للعادات والتقاليد العشائرية السائدة في المجتمع وكيفية التعامل مع بعض العادات السلبية أو التي لم تعد تتناسب مع الواقع، قال خلو: “عندما نتناول الموروث العشائري من الأعراف والتقاليد لا تناوله بشكل كمي، بل هناك انتقاء للحالات التي تصلح للوضع الحالي، فمثلا حالات الثأر، فسابقاً قد يُقتل أولاد العمومة للقاتل وحتى أقاربه من هم من الأب الخامس، وقد تحرق الممتلكات والمنازل، فهذه الحالات هي سلبية في مجتمعاتنا، لذا ومن خلال لجاننا ومجالس العشائر تم وضع اتفاقات ومواثيق لإزالة هذه السلبيات، ونحن بصدد تجميع هذه المواثيق لتكون بمثابة ميثاق عهد على مستوى شمال وشرق سوريا، لحل هذه الاشكالات، فمثلا في موضع القتل سنحدد بأن يستهدف القاتل فقط، وأن يُرحل عائلة القاتل فقط، أما الاعتداء على الممتلكات مرفوض بشكل قاطع، فهذه الأمور وغيرها هي قيد البحث والدراسة بالتنسيق مع العشائر، فيما بادرت بعض العشائر والقبائل لإصدار بعض المواثيق ونحن بصدد النقاش معهم، وبعد الانتهاء منها سنقدمها للإدارة الذاتية لتصديقها لتكون ملزمة، وإعطائها طابع الإلزام لأنه لا يكفي أن نكتب ميثاق دون أن تكون هناك سلطة تنفيذية تتابع تطبيقه ومحاسبة المخالفين لها”.

وأضاف خلو: “هناك الكثير من السلبيات التي تراكمت في موروثنا الثقافي والعادات والتقاليد، كالعادات المتعلقة بالمرأة وهضم حقوقها، وموضوع خيم العزاء ووجبات الأكل المكلفة التي تقدم فيها وإطالة أيامها فكل هذه باتت تشكل عبء على المجتمع، لذا لابد من نقلة نوعية في عاداتنا وتقاليدنا نحو الأفضل بما ينسجم مع الحالة التي نعيشها اليوم”.

“الفضل الأكبر في تحقيق السلم الأهلي يعود لمفهوم ومنطق الإدارة الذاتية”

وفي رده على سؤال حول كيفية حفاظ مناطق شمال وشرق سوريا على السلم الأهلي رغم كل الحروب التي شهدتها وتدخل الكثير من الأطراف فيها ومحاولات خلق الفتن بين مكوناتها، قال خلو: “يبقى الفضل الأكبر للحفاظ على السلم الأهلي هو لفكر ومنطق الإدارة الذاتية، لأنها أعطت المجال لكافة أطياف المجتمع للتعبير عن نفسها، لذا انتفت المنازعات، ونحن كهيئة الأعيان بالإضافة إلى عملنا على حل المشاكل والنزاعات، نعقد اجتماعات للمجتمع لتوعيتهم حيال الأجندات المتدخلة التي تحاول خلق الفتن في المجتمع، وعليه نلعب دور لتنبيه وتوعية المجتمع أيضاً”.

“انجازات الإدارة وأخلاقيات قواتها العسكرية منحتنا القوة بين المجتمع”

وأضاف حكم خلو: “طبعا نحن نستند في قوتنا على الإدارة الذاتية وما أنجزته وما أنجزته قواتها العسكرية، فمثلا في أحداث حي طي، فتلك المجموعات التي تسمى “الدفاع الوطني” هم أنفسهم من نهبوا قامشلو في أحداث 2004، ولكن حين دخلت قوى الأمن الداخلي إلى حي طي لم تأتي أي شكوى حول سرقة ونحب منزل، فأخلاقيات هذه القوات وانجازاتها هي سندنا وتجعلنا نزداد قوة حينما نلتقي بالمجتمع”.

“إن أردنا خلق مجتمع سليم معافى لابد أن يكون للتسامح مساحة فيه”

وفي حديثه عن أهداف تدخل الشيوخ والوجهاء في إطلاق سراح عدد من المعتقلين لدى قوى الأمن الداخلي وقسد، قال خلو: “الأزمة السورية أتت  بالكثير  من الكوارث وفتحت الجروح في النسيج الاجتماعي السوري، ونحن إن أردنا الذهاب إلى مجتمع سليم ومعافى، فلا بد أن يكون للتسامح مساحة، لأن التسامح من أحد شروط العدالة الانتقالية وحل الأزمة”.

وأضاف: “لكن التسامح يجب ألا يكون لمن كان يده في الإجرام وقتل السوريين، وحين تدخلنا كوجهاء وأعيان وشيوخ عشائر في ملف إطلاق سراح بعض المعتقلين، كنا ننسق مع الإدارة الذاتية والقوات العسكرية، ودراسة ملفات المعتقلين وعليه تم إطلاق سراح العديد منهم كنوع من إعادة روح التسامح في المجتمع”.

“سبب اهتمام كافة أطراف النزاع بالعشائر أن الأخيرة تملك قدرات هائلة داخلها”

وعن أسباب اهتمام كافة القوى المتدخلة في الأزمة السورية بالعشائر ومحاولات التقرب منها، قال حكم خلو: “سأذكر لك تجربة أمريكية، فحين احتلت العراق وظهر تنظيم القاعدة والزرقاوي لم تستطع حسم الموضوع عسكريا، لذا لجأت أمريكا حينها إلى ما اسموها “صحوة العشائر” لأن العشائر تمتلك قدرات كامنة هائلة داخليها وتستطيع لعب دور فعال في هكذا أمور، ولذلك فالعشائر والوجهاء هم مستهدفون من قبل كافة القوى التي تدخلت في الأزمة السورية وبشكل خاص تركيا وإيران، فالأولى تبني خيم باسم العشائر وإيران تدعوهم إلى طهران”.

وأردف خلو: “أما نحن نبقى أيضاً بالمقابل قوى نسعى إلى الذهاب بالمنطقة إلى ماهو أفضل وترسيخ مفهوم التعايش والسلم الأهلي في مجتمعاتنا التي لعبت الأنظمة السلطوية كثيرا بعقليتها. ونسعى لتوعية المجتمع تجاه كل تلك المخططات داخليا وخارجيا”.

“كافة الشيوخ والأعيان الذين تم اغتيالهم كانوا من مؤيدي فكر الإدارة الذاتية”

وعن أسباب كثرة استهداف واغتيال الشيوخ والوجهاء مؤخراً في شمال وشرق سوريا والجهات التي تقف خلف ذلك، قال خلو: “إن أردنا معرفة من هي الجهات التي تقف خلف اغتيال الشيوخ والوجهاء في شمال وشرق سوريا، علينا أن نعرف من هم المستهدفون وماهو فكرهم، فلو راجعنا الأمر سنرى أن كافة المستهدفين هم من مؤيدي الإدارة الذاتية وفكر التعايش المشترك. فالإدارة الذاتية ليست مستهدفة فقط في كيانها الإداري والعسكري والسياسي والجغرافي، بل مستهدفة حتى في النخب الداعمة لها من الشيوخ والأعيان والسياسيين ورجالات المجتمع، ومثالهم الأخير الشهيد هايس الجريان الذي كان أحد أعضاء الوفد الساعي لدرء الفتنة في موضوع حي طي، لذا استهدفوه لأنه كان خارج لعبة تلك الأطراف المعادية للإدارة الذاتية، وفي المقابل كل الشخصيات المعادية للإدارة وفكرها لا أحد يستهدفهم”.

“الشيوخ والوجهاء في المناطق المحتلة من تركيا ومناطق النظام لا يجرؤون التواصل معنا”

ورداً على سؤوال إن كان هناك أي تواصل بين هيئة الأعيان وشيوخ ووجهاء العشائر في المناطق المحتلة من قبل تركيا أو متاطق سيطرة الحكومة السورية، قال خلو: “تواصلنا مع الشيوخ والوجهاء وأعيان في المناطق المحتلة من قبل تركيا والمناطق التي تسيطر عليها النظام ضعيف، والسبب أن كل من يقع تحت الاحتلال التركي لا يجرؤ التواصل معنا لأن الأمر سيكلفه كثيراً، وكذلك الأمر من هم في مناطق النظام، ولكن هذا لا يعني قطع كافة أشكال التواصل، إذ لدينا مساع لفتح الآفاق والطرق مع بعض الوجهاء والأعيان والشخصيات، ونهدف لأن نكون هيئة أعيان لجميع السوريين”.

“هيئة الأعيان لا تتدخل في الجانب السياسي ولكن نود أن يكون لنا تمثيل في هذا الجانب”

وحول دور هيئة الأعيان في المواضيع السياسية بجانب دورها المجتمعي، قال خلو: “نحن كهيئة الأعيان لم نتدخل في الجانب السياسي حتى الآن لأننا جانب مجتمعي ونلعب دور في تهدئة الأمور، مع العلم نود أن يكون لنا تمثيل في الجانب السياسي في المؤتمرات التي تخص سوريا كوننا جزء من المجتمع السوري”.

“على كافة السوريين السعي لامتلاك زمام مبادة البحث عن حل الأزمة داخلياً”

وفي ختام حديثه قدم حكم خلو رسالة إلى كافة شيوخ ووجهاء وشعوب سوريا دعاهم فيها إلى السعي لامتلاك زمام مبادرة البحث عن حل للأزمة السورية وتوحيد الجهود والتكاتف والتخلص من التدخلات الخارجية، وعدم الانجرار خلف المخططات والأجندات الخارجية.

إعداد: لزكين إبراهيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.