NORTH PULSE NETWORK NPN

الجدائل الخضراء تدعو للضغط على تركيا لإعادة ضخ مياه الفرات

نورث بالس

استنكرت مبادرة الجدائل الخضراء، اليوم الأحد، قطع السلطات التركية مياه نهر الفرات، داعية الدول المساهمة في قمة باريس للمناخ الضغط على تركيا لإعادة حصة سوريا من المياه تلافياً لوقوع كارثة إنسانية.
وأصدرت مبادرة الجدائل الخضراء، بياناً في مدينة القامشلي قرئ من قبل الناشط محمود جقماقي في مشتل الجدائل الخضراء بالمدينة، حول انتهاك الدولة التركية لاتفاقية المياه المتعلقة بحصة سوريا من مياه الفرات.
وجاء فيه:
“تكرار لما مارسته العام الماضي، وللشهر الرابع على التوالي تواصل الدولة التركية بخفض منسوب نهر الفرات والذي يعتبر من أهم موارد المياه في المنطقة وشريان للحياة وذلك في انتهاك واضح وصارخ للمعاهدات والمواثيق الدولية ما ينذر بكارثة بيئية وانسانية ليس فقط في مناطق الشمال السوري وانما على طول حوض النهر في سوريا والعراق.
مما لا شك فيه أن قضية قطع حصة سوريا من نهر الفرات ليست وليدة اللحظة وليست المرة الأولى من قبل دولة كتركيا تقطع المياه. فسبق أن قطعت مجاري أنهار في سوريا كنهر الخابور والساجور والجقجق ودجلة ونهر الأسود…الخ والتي لم تعد معظمها أنهاراً ولا حتى روافد بسبب القطع الكلي لها.
إن هذه الممارسات التي يمكن اعتبارها ممنهجة من قبل الدولة التركية يلقي بإثارة السلبية المباشرة على الوضع البيئي في مناطق حوض الفرات ككل والتي يهددها التصحر بسبب نقص الغطاء النباتي والوارد المائي هذا من جانب ومن جانب أخر فتركيا تستهدف لقمة عيش المواطنين وتهدد الامن الغذائي.
لذا فإن مخاطر قطع مياه نهر الفرات ليست مقتصرة فقط على تأثيراتها المباشرة على البشر لكن بشكل عام على البيئة والتوازن البيئي وحتى تغير المناخ وطبيعة المنطقة وتأثيرها السلبي المباشر على الثروة الحيوانية والسمكية والغطاء النباتي والواقع الزراعي وتراجع الإنتاج الزراعي وخصوبة التربة.
فهناك العديد من الاضرار الخطيرة التي ستنجم عن شح المياه عن الانهار منها ضيق السلسلة حول أعناق قطاعات الاعمال التي تتطلب المياه بكثرة أهمها الزراعة والصناعات الاستخراجية حيث ستقل إنتاجية المحاصيل وستتعرض التربة إلى خطر التعرية التي تؤدي إلى استنزاف عناصرها المغذية للنبات هذا من جانب ومن جانب أخر سيسبب في خرق التوازن للتنوع البيولوجي حيث سيؤدي إلى فقدان أنواع نباتية وحيوانية التي تصبح غير قادرة على النمو والتكاثر بطريقة كافية ….والعامل الأهم ستعرض البشرية للإصابة بالأمراض ويصبح عامل مساعد لانتشار الأوبئة بكثافة.
وكما هو معروف وحسب القوانين الدولية الناظمة لحق الحصول على المياه فإن لسوريا الحق في 500م مكعب وذلك للمحافظة على التوازن الذي أعقب بناء سد الفرات، لذا فإن استمرار قطع المياه سيكون له تداعيات بيئية وصحية وانسانية كارثية والذي سيلقي بظلاله على السكان بشكل مباشر وخصوصاً بعد تفشي فايروس كوفيد-19 والذي يتطلب فيه من كل شخص الاهتمام بالنظافة واستخدام المياه النظيفة، ناهيك عن أزمة في مياه الشرب وإنتاج الكهرباء وسقاية المزروعات الرئيسية.
لذا فإننا في مبادرة جدائل خضراء وباسم مؤسسيها وكافة المتطوعين نستنكر هذه الممارسات نناشد المؤسسات والمنظمات والنشطاء والأحزاب البيئية والدول الموقعة لقمة باريس للمناخ ذات التأثير الضغط على الدولة التركية لإعادة ضخ مياه نهر الفرات كما كان سابقاً وذلك تلافياً لكوارث لا يمكن التنبؤ بها إذا استمرت هذه الممارسات”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.