NORTH PULSE NETWORK NPN

اجتماعات غير معلنة بين قيادات “تحرير الشام” و”الجيش الوطني” لحل الخلافات والاندماج

إدلب / نورث بالس
كشفت مصادر خاصة لـ “نورث بالس” عن انعقاد اجتماعات تجري بشكل غير معلن بين كل من “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لتركيا تابعة “للجيش الوطني” وذلك بهدف التوصل لتفاهمات حول ملفات خلافية عديدة.
المصادر أشارت إلى أن الاجتماعات تجري بشكل متبادل في كل من مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في إدلب وريفها ومناطق سيطرة “الجيش الوطني” في ريف حلب الشمالي، وتضم قياديين بارزين من الطرفين وتهدف للتوصل لتقارب وجهات النظر حول ملف ملاحقة خلايا تنظيم داعش إضافة للتوصل لصيغة تفاهم وتنسيق حول الدور التركي في المنطقة وقضايا أخرى.
كما كشفت المصادر أن الاجتماع الأول كان في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وكان في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير 2020 وضم عدد من الضباط والقياديين في فصيلي” فيلق الشام” و” فرقة السلطان سليمان شاه” التابعين “للجيش الوطني” وعدد من قياديي “تحرير الشام” وتناول الاجتماع ملف خلايا تنظيم داعش وسبل التنسيق بين الطرفين لملاحقته، كما وجرى اجتماع آخر بتاريخ شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري 2021 في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، وضم عدد من القيادات أيضاً وناقش فكرة إنشاء مقرات عسكرية متبادلة بين مناطق الطرفين وحل الخلافات العالقة بينهما وتوحيد الصف على المستويين العسكري والمدني.
وأكدت ذات المصادر، أنه حدث مرونة بين الطرفين بالنسبة لآرائهم ونظرتهم ومن المحتمل تطبيق اندماج قريب قد يكون بشكل غير كامل بين مناطق سيطرة الطرفين، وتنظر فصائل تركيا “لتحرير الشام” على أنها باتت طرفاً قوياً ومن الضروري التعاون معه لحل معظم المشاكل التي تحدث من فلتان أمني وحالة اقتصادية حرجة والتصدي لتهديدات روسيا و قوات الحكومة السورية بشن عمل عسكري جديد على المنطقة، وبدورها تحتاج “تحرير الشام” للتعاون مع الجانب التركي وفصائلها للحصول على الدعم اللوجستي والاعتراف الدولي بها وإزالتها عن لائحة الجماعات المصنفة إرهابياً.
وفي هذا الصدد يقول “حمزة الإدلبي” وهو ناشط صحفي في شهادته لـ “نورث بالس” أن هناك دلائل على وجود تشاورات بين “تحرير الشام” ونظيرتها فصائل تركيا وهي لربما تكون دلائل قطعية على اقتراب موعد اندماج محتمل بين الطرفين.
مضيفاً، وهنا نلاحظه من خلال التغييرات الجذرية التي تجريها “تحرير الشام” في سياستها الداخلية وتعاطيها مع الواقع في مناطق سيطرتها، من إزالة مظاهر التشدد الديني والذي تمثل بإزالة الكثير من الافتات والشعارات الإسلامية من الشوارع ومنع ارتداء اللثام لعناصرها على الحواجز والسماح ببعض الأشياء التي كانت تحرمها شرعاً على المدنيين وغيرها العديد من التساهلات الأخرى.
ويختم الإدلبي، أنه لا يوجد إلى الآن بيانات رسمية صدرت لتوضح ذلك إلا أن التقارب بوجهات النظر والتنسيق وحتى فكرة الإندماج يبقى خياراً مطروحاً في ظل التهديدات الروسية للمنطقة وضرورة وجود جسم موحد لجميع المناطق.
هذا وتجدر الإشارة أن السنوات الفائتة من عمر الأحداث السورية حملت الكثير من الخلافات والتي تطورت عدة مرات لشن عمليات عسكرية مابين “تحرير الشام” وعدة فصائل أخرى من بينها فصائل متواجدة حالياً ضمن تشكيل “الجيش الوطني” كان آخرها في العام 2018.
إعداد- أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.