NORTH PULSE NETWORK NPN

الكرد في إدلب … واقع معيشي متردي وتهميش من قبل المنظمات والجهات المهيمنة

إدلب / نورث بالس
لا يكاد يختلف واقع الكرد في مناطق إدلب وريفها الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقاً) عن حال باقي الأقليات فهم يعانون من أوضاع معيشية صعبة ضمن مواقع تواجدهم نتيجة التهميش من قبل الجهات المسؤولة من الإدارة المحلية والمنظمات الإنسانية لهم.
مصادر محلية ذكرت لـ “نورث بالس” أنه يتركز تواجد الكرد حالياً في إدلب وريفها ضمن قرية “الكفير” والتي تقع بالقرب من مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، إضافة لنحو ثلاثة قرى صغيرة محيطة ويقدر تعدادهم بشكل تقريبي في هذه القرى بنحو أربعة آلاف نسمة بحسب إحصاءات مجالس محلية هناك.
وتعيش هذه القرى تهميشاً إعلامياً كبيراً وعدم اهتمام من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، وتهميشاً من قبل ما تعرف “بحكومة الإنقاذ” الجناح المدني “لتحرير الشام” .
“جاسم الحسن” وهو ناشط إعلامي يقيم في ريف إدلب الغربي في شهادته لـ”نورث بالس” يقول، أن قرية الكفير تعتبر القرية الأساسية لتواجد الكرد في ريف إدلب وتبعد عن مدينة إدلب نحو (50 كم) غرباً، تعيش هذه القرية ضمن أوضاع مأساوية إذ لا يتواجد فيها مشفى أو صيدلية أو نقطة طبية، ويوجد فيها مدرسة واحدة وهناك مدرسة أخرى قامت القوات التركية بتحويلها لنقطة عسكرية لها، كما وتعاني القرية من تردي الصرف الصحي وانتشار القمامة.
مضيفاً، “يعتمد غالبية سكان قرية “الكفير” الكردية على جانب الزراعة كمصدر دخل أساسي لهم وخصوصاً زراعة أشجار الزيتون والرمان ورغم معاناتهم تلاحقهم “تحرير الشام” وتفرض عليهم الأتاوات والضرائب على مواسمهم، ومنذ أكثر من ثلاثة سنوات لم تقم أي منظمة إنسانية بزيارة هذه القرية وتقديم المساعدة لسكانها، دون معرفة السبب الذي يجعل هذه المنظمات تغض النظر عنها ولا تبدي لها أي اهتمام”.
ويتابع الحسن، “وتعاني القرية من شح مياه الشرب ويضطر الأهالي لشراء صهاريج المياه بأسعار تصل لنحو 50 ليرة تركية للصهريج الواحد، أما المدرسة الوحيدة التي توجد في القرية فهي الأخرى بحاجة للترميم ودعمها بالقرطاسيات ومستلزمات التعليم، ويعمل حالياً كادرها التعليمي بشكل تطوعي دون مرتبات شهرية “.
ويؤكد في ختام شهادته على أن “تحرير الشام” تتعمد تهميش هذه القرية وقرى الكرد المحيطة لأسباب عنصرية.
بدوره يقول الشاب مهند العوض (اسم مستعار) وهو أحد أبناء قرية “الكفير” في شهادته لـ “نورث بالس” قائلاً، كان لقرية الكفير دوراً مهماً في احتضان النازحين والمهجرين رغم صعوبة أوضاع أهلها وتعرف القرية كونها القرية الوحيدة التي لا تأخذ إيجارات منازل من النازحين، “ورغم ذلك نقابل بسوء التعامل من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية حيث نرى المنظمات كيف تقدم الدعم للنازحين في القرية وتترك أهلها يعانون الأوضاع القاسية”.
ويضيف العوض، “غالبية الشباب يتكلمون اللغة العربية ولا يجيدون التحدث بالكردية نتيجة سياسات الصهر التي مورست عليهم من قبل حكومة دمشق سابقا وتركيا وفصائلها حاليا، وبسبب مجاورة القرى العربية المحيطة بها، وتنحصر اللغة الكردية فقط لدى كبار السن، كما يعاني الشباب من انعدام فرص العمل”.
العوض لا زال يبحث عن فرصة عمل كمدرس لمادة الرياضيات ولم توظفه أي مدرسة في المنطقة، ويرى أن الواقع ذاهب باتجاه مزيد من المعاناة والإهمال لقرى الكرد في ريف إدلب وعلى جميع الأصعدة .
ويشير أخيراً ، إلى تخوف الكثير من الشبان في قرية الكفير والقرى الأخرى الكردية من ضياع مستقبلهم نتيجة انعدام فرص العمل والتضييق الذي يمارس بحقهم من قبل الجهات المعنية والمنظمات التي من المفترض أن تكون مهتمة بحقوق الإنسان.
والجدير ذكره أن تواجد الكرد في الشمال السوري الخارج عن سيطرة القوات الحكومية لا ينحصر فقط في ريف إدلب الغربي الواقع تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” بل هناك الكثير من البلدات والقرى الكردية من أهمها مدينة “عفرين” في ريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا، يذكر أنه وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الماضي، أكدت فيها أن الفصائل الموالية لتركيا ارتكبت جرائم حرب بحق السكان الأصليين وجرى عمليات تغيير ديمغرافية ممنهجة للمعالم الثقافية والتراثية في المنطقة وفرض المناهج التركية على المواطنين.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.