NORTH PULSE NETWORK NPN

روسيا تجرّ تركيا لمأزق اس 400 وتثني على “صمودها”

نورث بالس
أثنت روسيا اليوم الخميس على موقف تركيا من صفقة الصواريخ الدفاعية الروسية اس 400 التي سممت العلاقات التركية الأميركية ووضعت أنقرة في مأزق كبير فلا هي قادرة على التراجع عن تلك الصفقة خشية إغضاب الشريك الروسي ولا هي قادرة على إرضاء الحليف الأميركي.
ووجدت تركيا نفسها عالقة نتيجة حسابات خاطئة بين القوتين العالميتين المتنافستين والعدوتين من دون أن تحقق مكاسب تذكر سوى أنها وضعت نفسها تحت مقصلة الضغوط من الجانبين وعرضت نفسها لعقوبات أميركية أضرت بقطاعها للصناعات العسكرية الدفاعية وقد تتلوها إجراءات عقابية أخرى من شأنها أن تفاقم متاعب الاقتصاد التركي.
وقالت الخارجية الروسية في بيان تناقلته وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية المحلية “تثمن روسيا موقف أنقرة من شراء منظومات “أس-400 رغم الضغوطات الخارجية”، مضيفة أن موسكو تواصل اتصالاتها مع تركيا لتطوير التعاون في هذا المجال.
ونقلت وكالة نوفستي الروسية للأنباء عن يوري بيليبسون مدير الدائرة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية قوله “نشير بارتياح إلى التعزيز المتتابع للشراكة الروسية التركية في العديد من المجالات المهمة للجانبين. ولا يعد التعاون العسكري الفني استثناء من هذا الأمر. ويظهر تنفيذ المشاريع المشتركة وقبل كل شيء توريد الفوج الأول من منظومة أس-400 تريومف إلى أنقرة في عام 2019 حزم بلدينا للتعزيز الشامل للتعاون في هذا المجال. ونرى أن هناك قدرة جدية لتحقيق ذلك”.
وتابع بحسب ما ذكر موقع روسيا اليوم نقلا عن وكالة نوفستي “نثمن موقف الشركاء الأتراك الذين يعملون وفق المهام الوطنية لضمان دفاعهم الذاتي، بالرغم من الضغوطات الخارجية”.
وأوضح ردا على سؤال حول مواعيد شراء أنقرة لفوج ثان من منظومة أس-400 أن “الهيئات المعنية بذلك تبحث مسائل التطوير المستقبلي للتعاون العسكري الفني الثنائي لنسمح للخبراء بالعمل بهدوء والغرور ليس مفيدا هنا”.
وتأتي تصريحات الدبلوماسي الروسي بينما كانت نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند قد أكدت أمام الكونغرس في نهاية الشهر الماضي، لا تراجع عن العقوبات الأميركية المفروضة على تركيا بسبب شرائها منظومة الصواريخ الروسية، مضيفة أن واشنطن ستفرض عقوبات أخرى على أنقرة في حال استمرار شراء الأسلحة الروسية.
ويبدو أن الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن أجل فرض أي إجراءات عقابية على تركيا على الأقل في الوقت الراهن بعد لقاء القمة الذي جمعه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش الاجتماع الأخير لقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتفقا خلاله على تولي القوات التركية تأمين مطار كابول الدولي مع إتمام القوات الأميركية وقوات الناتو انسحابها من أفغانستان.
واعتبرت مصادر دبلوماسية أن قبول تركيا بتلك المهمة رغم أن ذلك يعرض القوات التركية للخطر، مقايضة غير معلنة بين الجانبين.
وكانت روسيا وتركيا قد وقعتا عام 2017 صفقة تقوم بموجبها أنقرة بشراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية أس-400. وتسلم الجانب التركي دفعة من تلك الصواريخ مع تنفيذ العقد في صيف وخريف عام 2019، لكنها لم تشغلها إلى حدّ الآن.
وأججت الصفقة التوتر في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، حيث تجاهلت أنقرة كل التحذيرات الأميركية واعتراضات حلف الناتو، بينما أعلنت الخارجية التركية في أبريل الماضي مواصلة المشاورات مع روسيا لشراء دفعة ثانية من الصواريخ الروسية.
ويثير التقارب الروسي التركي أزمة داخل حلف الناتو وتركيا عضو فيه، وتوترات آخذة في التفاقم مع حلفاء أنقرة الغربيين.
ويعتقد أن روسيا تعمدت استمالة تركيا مستغلة التوترات بين الأخيرة وحلفائها على خلفية ملفات كثيرة بينها الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية المصنفة إرهابية من قبل أنقرة وعلى خلفية التدخلات العسكرية التركية في سوريا وليبيا وإقليم قره باغ في جنوب القوقاز وأنشطة التنقيب في شرق المتوسط والنزاع البحري مع اليونان وكذلك الأزمة القبرصية، لدق أسفين بين أنقرة والحلف.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.