NORTH PULSE NETWORK NPN

الجيش الجزائري على نقيض تبون لا يثق في تركيا

الجزائر/طرابلس – أعاد تقرير أميركي تحليلي نشره موقع ‘المونيتور’ الإخباري تسليط الضوء على تصريحات سابقة للرئيس الجزائر عبد المجيد تبون كان قد أشار فيها إلى أنه لا مشكلة لديه مع جماعات الإسلام السياسي طالما تنشط ضمن الأطر القانونية، متحدثا عن تركيا وتونس مثالا، لكن المؤسسة العسكرية وعلى نقيض موقف تبون لا تثق في تركيا.
لكن موقف تبون الذي كان مثيرا في توقيته ومضمونه أغضب على ما يبدو قسما كبيرا من المؤسسة العسكرية والأمنية، وفق ما ذكر المحلل السياسي جلال حرشاوي. كما أغضب الرئيس الجزائري مصر بتصريحات حول ليبيا بدت وكأنها تدعم التدخل التركي حين كشف أن بلاده كانت ستتدخل في الأزمة الليبية لوقف هجوم قوات الجيش الوطني الليبي في ابريل 2019 على العاصمة طرابلس التي كانت تديرها حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج والتي تعتبر واجهة سياسية لحكم الإخوان المسلمين.
ويقول التقرير الأميركي إن ثمة مساع جزائرية مصرية لدعم الاستقرار في ليبيا بعد أن موقف تبون كان قد استفز القاهرة.
وترتبط كل من مصر والجزائر بحدود مترامية مع الجارة ليبيا التي تعتبر فضاء حيويا لأمنهما القومي.
وورد في التقرير الأميركي تصريح لحسين هريدي المساعد السابق لوزير الخارجية للشؤون العربية بشأن الأهمية الخاصة للتنسيق بين مصر والجزائر في الأزمة الليبية، خاصة بعد التطورات السياسية الأخيرة.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد اتخذ في الخامس والعشرين من يوليو/تموز على اثر احتجاجات عارمة، سلسلة قرارات اعتبرت بمثابة زلزال سياسي حين جمد عمل البرلمان الذي يترأسه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التي تهيمن على الحكم منذ نحو عشر سنوات ورفع الحصانة عن جميع النواب وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي المدعوم من الحركة الإسلامية التي تتهمها المعارضة بتلقي تمويلات ودعم من قطر وتركيا.
واعتبرت تلك الإجراءات التي اتخذها سعيد وفقا للفصل 80 من الدستور التونسي ضربة موجعة لجماعات الإسلام السياسي التي أصدرت بيانات تؤيد فيها النهضة وتعتبر أن ما قام به الرئيس التونسي انقلابا على الشرعية.
وقال هريدي إن “مصر والجزائر تتحملان مسؤولية الوقوف إلى جانب ليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار وهو ما سينعكس على منطقة شمال إفريقيا بالإيجاب”، موضحا أن مؤتمر برلين 1 الذي عقد في يناير من العام 2020 إلى جانب انعقاد ملتقى الحوار الوطني الليبي الذي استضافت تونس معظم جولاته تحت رعاية أممية، “وحد مواقف القاهرة والجزائر.”
وبالعودة لتصريحات تبون حول جماعات الإسلام السياسي واستشهاده بتركيا نموذجا والتي يحكمها منذ العام 2002 حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، يقول المحلل السياسي جلال حرشاوي إن قسما كبيرا من المؤسسة العسكرية والأمنية لا يثق بتركيا وضد كل أشكال الإسلام السياسي.
والموقف الأمني والعسكري الجزائري من جماعات الإسلام السياسي ليس أمرا طارئا في الساحة الجزائرية التي لاتزال فترة العشرية السوداء ماثلة وحاضرة في أذهان الجيش والشرطة وفي ذاكرة الجزائريين بوصفها أسوأ فترة.
وشهدت الجزائر في تسعينات القرن الماضي مواجهات مسلحة بين مسلحين إسلاميين تحصنوا بالجبال بعد أن ألغى الجيش نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها جبهة الإنقاذ الوطني (الفيس).
وقتل في تلك الحرب الأهلية نحو 200 ألف شخص وعاشت الجزائر حالة من الفوضى والرعب من عمليات إرهابية دموية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.