NORTH PULSE NETWORK NPN

القرم روسية وإدلب سورية

تحت العنوان أعلاه، كتب ستانيسلاف إيفانوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول تجاوز أردوغان للخطوط الحمر في روسيا وسوريا.
وجاء في مقال إيفانوف، كبير الباحثين في مركز الأمن الدولي بمعهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية:
قال الرئيس التركي أردوغان، في خطابه أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر 2021: “نولي أهمية كبيرة لحماية وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي لا نعترف بضمها”. وأكد ممثلو الخارجية التركية أن انتخابات مجلس دوما الدولة التي أجريت في شبه جزيرة القرم ليس لها قوة قانونية بالنسبة لأنقرة.
مع كل ضبط النفس الظاهري الذي أبداه المسؤولون الروس على تصريحات أنقرة المعادية لروسيا، يفترض أن لا تمر تصريحات أردوغان من دون عقاب. فإذا كانت موسكو في السابق تغض النظر إلى حد كبير عن مثل هذه التصريحات وعن مغامرات أردوغان الخارجية ذات التوجه الواضح المناهض لروسيا في ليبيا وسوريا، فقد تتفاقم هذه الخلافات وغيرها من الخلافات ذات الطبيعة المبدئية.
لقد دخلت روسيا في تعاون وثيق مع أنقرة بشأن سوريا، على أمل أن تساهم السلطات التركية في حل سلمي للأزمة السورية، وتقوم بفصل الجماعات الراديكالية عن قوات المعارضة المسلحة في إدلب. ولكن هذا لم يحدث. فبحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، غزت القوات التركية شمال سوريا. وبطبيعة الحال، لم يحارب الأتراك مقاتلي داعش الجهاديين، لأنهم تعاونوا معهم لفترة طويلة من قبل.
على خلفية العمليات العدوانية في سوريا، والتي تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، يحاول أردوغان اتهام روسيا بضم شبه جزيرة القرم، متجاهلاً حقوقها التاريخية في شبه الجزيرة ورأي الغالبية العظمى من سكان القرم. من الصعب القول بماذا يهتدي الرئيس التركي في خطابه المعادي لروسيا. ففي الوقت نفسه، أعلنت أنقرة عن رغبة أردوغان في زيارة روسيا في 29 سبتمبر وإجراء محادثات مع بوتين.
في ظل الظروف السائدة، قد يتم تأجيل زيارة عمل أردوغان إلى روسيا، وإذا تمت، فسيواجه الرئيس التركي موقفا صعبا في تبرير تصريحاته وبيانات وزارة خارجيته بشأن الانتخابات في شبه جزيرة القرم وغيرها من القضايا التي تدور حولها الخلافات الأساسية بين الدولتين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.