NORTH PULSE NETWORK NPN

بعد قمة أردوغان وبوتين … هدوء حذر يخيم على خطوط التماس جنوبي إدلب

إدلب – نورث بالس

” لوين بعتها هذه المرة ” و ” بس خبرونا شو هي التخوم الجديدة ” بهذه التعليقات الساخرة جاء رد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصريح اردوغان الذي وصف لقاءه مع الرئيس الروسي “بالمثمر”.
فبعد انتهاء قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي أردوغان، والذي استمر قرابة الـ 3 ساعات خلف أبواب مغلقة، والتي جاءت على خلفية تصعيد متبادل في الاتهامات والتحركات الميدانية حول مدينة إدلب، لم يعقد الرئيسان في ختامه مؤتمراً صحافياً مشتركاً، خلافاً للبروتوكولات التي يتبعها الكرملين في زيارات مماثلة.
هذه الغموض الذي اكتنف أجواء القمة بين الطرفين زاد من مخاوف السوريين من وجود صفقات غير معلنة، ربما تنفذ في القريب العاجل، خلافاً لبعض التصريحات المعلنة من مسؤولي الدولتين.
أردوغان الذي وصف لقاءه بالرئيس الروسي بالمثمر، تلقى تصريحه هذا كمّاً كبيراً من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ” لوين بعتها هذه المرة ” و ” بس خبرونا شو هي التخوم الجديدة ” و ” النتائج الكارثية سوف تظهر على الأرض بعد أيام ” وتعليقات أخرى تسخر من هزالة الموقف التركي أمام الموقف الروسي الثابت والغير قابل للتفاوض.
ويبدي الأهالي في الشمال السوري عدم ثقتهم بالدور التركي في الملف السوري، مؤكدين أن تركيا منذ البداية كانت تبحث عن مصالحها وإظهار نفسها كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله.
وما زاد مخاوف الأهالي في إدلب هي التصريحات المتكررة للمعارضة التركية وأحزابها المطالبة بتغيير الموقف التركي والتطبيع مع حكومة دمشق، بحجّة إنهاء مسألة وجود اللاجئين السوريين في تركيا، والتخلص من تبعاتها، عبر إعادتهم إلى سورية بالاتفاق مع الحكومة السورية.
في الوقت الذي تظهر تركيا تراخياً كبيراً وتخلياً غير معلن عن موقفها كضامن للتهدئة المبرمة بينها وبين روسيا بخصوص إدلب، تستمر في زج الشباب السوريين في أزمات وحروب إقليمية وتجنيدهم كمرتزقة مأجورين في حروب خارجية تنفيذاً لمخططاتها وأجنداتها المختلفة.
هذا وتشهد أجواء إدلب وريفها هدوء حذر على خطوط التماس، على الرغم أن طائرات الاستطلاع الروسية لا تكاد تفارق أجواء إدلب، بالإضافة لوجود تحركات عسكرية تركية من خلال البدء في إنشاء نقطة عسكرية تركية جديدة على مفرق قرية “بنين” جنوبي إدلب.
“أبو خالد” أحد أبناء مدينة أريحا في حديثه لـ ” نورث بالس” أكد أنه لم يعد يثق بالدور التركي، وأشار إلى عدم فاعلية الوجود التركي اثناء سيطرة روسيا والحكومة السورية على طريق M5 والمدن الواقعة عليه مثل خان شيخون ومورك ومعرة النعمان وسراقب وغيرها.
وأضاف ” أبو خالد “: «لقد كان دور تركيا وقواعدها هو مشاهدة انتزاع الأراضي والسيطرة عليها من قبل روسيا والنظام السوري دون أن تحرك ساكناً، فضلاً عن أنها فقدت عدداً من عناصرها، واكتفت ببعض الضربات من الطائرات المسيرة على بعض نقاط النظام السوري».
من جانبه، قال ” مصطفى عبيدان ” وهو أحد الضباط المنشقّين عن القوات الحكومية لـ” نورث بالس” “اتهم تركيا بالتواطؤ مع روسيا وإبرام اتفاقيات خاصة غير معلنة، هذه الاتفاقيات تخدم في الدرجة الأولى مخططاتها التوسعية في سوريا”.
وأردف: “أن تركيا لا تعنيها إدلب بشيء، فعندما يقدم الروس أي عرض مقابضة مغري سوف يبيعونها فوراً”.
ويتساءل ” عبيدان ” ” هل يصدق العقل والمنطق أن الجهة التي تجنّد أبناءنا كمرتزقة مأجوين وزجهم في صراعات خارجية، ومن تتاجر بقضية اللاجئين السوريين في كل محفل، هي الجهة نفسها التي تتفاوض من أجل إنقاذنا، هذا أمر بعيد عن العقل، أهداف تركيا باتت واضحة ولا يمكن الوثوق بها بأي شكل”.
إعداد: أيمن عبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.