NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا.. أي عمل عسكري في سوريا مرهونٌ بفشل “الجهود الدبلوماسية”

نورث بالس
صعّدت تركيا من لهجة تهديداتها ضد مناطق شمال وشرق سوريا، مهددة بشن عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها ربطت عمليتها المزعومة بفشل المحادثات مع كل من الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول تركي كبير، (لم تكشف عن اسمه)، اليوم الجمعة، 15 أكتوبر/ تشرين الأول، أنه “من الضروري تطهير المناطق، لا سيما منطقة تل رفعت، التي تنطلق منها الهجمات ضدنا باستمرار”.
وقال المسؤول إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيناقش هذه القضية مع نظيره الأمريكي، جو بايدن، خلال لقائهما في قمة “مجموعة العشرين”، التي ستُعقد نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
كما أشار مسؤول تركي آخر لـ”رويترز” أن “وحدات حماية الشعب” (YPG) يجب صدها لمسافة 30 كيلومتراً على الأقل، وأن روسيا تسيطر تماماً على المناطق التي جاءت منها الهجمات الأخيرة، إلى جانب بعض العناصر الإيرانيين”.
وأضاف أن أردوغان سيجري محادثات أيضًا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد محادثاته مع بايدن، قائلًاً، “إذا لم تكن هناك نتيجة من المحادثات الدبلوماسية ولم يغادر (حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب) هذه المناطق، فإن العملية تبدو حتمية في تل رفعت وعدة مواقع أخرى”.
وشنت القوات التركية ثلاث عمليات توغل في الأراضي السورية في السنوات الخمس الماضية وفرضت سيطرتها على مئات الكيلومترات على طول الشريط الحدودي وتوغلت بعمق نحو 30 كيلومتراً في شمالي سوريا، بعد نيلها موافقة روسية وأمريكية على عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
الرئيس التركي، قال اليوم، الجمعة 15 من تشرين الأول، إن “كفاح تركيا في سوريا سيستمر بشكل مختلف للغاية في الفترة المقبلة”، حسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.
وسبق أن حمّل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مسؤولية الهجمات التي استهدفت القوات التركية في سوريا إلى روسيا والولايات المتحدة، مشددًا على أن بلاده “ستفعل ما يلزم”.
وأعلنت الحكومة التركية مقتل اثنين من جنودها بالقرب من مارع في ريف حلب في 10 أكتوبر/ تشرين الأول،
كما أعلنت ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا في 11 من تشرين الأول، سقوط ثلاث قذائف على منطقة كركميش التابعة للولاية، من الأراضي السورية، دون أنباء عن وقوع قتلى أو إصابات.
لكن مراقبين ومحللين سياسيين قللوا من شأن تصريحات المسؤولين الأتراك، بما فيها تصريح الرئيس أردوغان. فيذهب العديد منهم إلى الاعتقاد بأن لغة التهديد التركية ما هي إلا محاولة من أردوغان لإعادة شعبيته داخل تركيا، التي اهتزت بسبب السياسات الخارجية الخاطئة التي ينتهجها، في ظل تنامي دور المعارضة الداخلية وتزايد حظوظها في تحقيق تقدم على تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الحاكمين، كما حصل في انتخابات البلديات في المدن التركية الكبرى، إلى جانب توسع دور حزب الشعوب الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب المعارضة. فقد ربط المحلل السياسي “أحمد عبد الله” بين تهاوي سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، والتدهور الاقتصادي الذي تمر به تركيا، وشدد على “عدم قدرة أردوغان شن عملية عسكرية جديدة في سوريا، على ضوء هذه المعطيات، إلى جانب وقوف معظم الدول الأوروبية وكذلك أمريكا وروسيا ضد أي تصعيد عسكري في سوريا، هذا إذا ما أضفنا إليها قدرة قوات سوريا الديمقراطية على إلحاق ضربات موجعة بالقوات التركية وصدها لها”، حسب تعبير “عبد الله”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.