NORTH PULSE NETWORK NPN

هل “تحرير الشام” تقاتل المتطرفين بوحي من تركيا؟

نورث بالس
شنت أرتال عسكرية مدعومة بالسلاح الثقيل، تابعة لـ”هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، اليوم الإثنين، 25 أكتوبر/ تشرين الأول، هجوماً عنيفاً على مقرات تابعة لجماعة “جند الله” الإرهابية التي يقودها حالياً “مسلم الشيشاني”، في مناطق جبل الزاوية والتركمان شرق محافظة اللاذقية.
وقالت مصادر عسكرية من محافظة إدلب للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن “هيئة تحرير الشام، أرسلت مساء أمس الأحد، 5 أرتال عسكرية مدججة بالسلاح الثقيل والرشاشات المتوسطة، إلى جبل التركمان شرقي محافظة اللاذقية، وإلى محيط مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، وذلك لقتال جماعة جند الله التي يقودها مسلم الشيشاني، وجماعة أبو فاطمة التركي المستقلة، وجماعة السلطان عبد الحميد، وهي مجموعة صغيرة مستقلة تتمركز في جبال التركمان”، وجميع تلك الفصائل المتشددة مرتبطة بتركيا، حسب خبراء في التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
وأكدت المصادر أن “الهيئة استخدمت الدبابات في هجومها على هذه الجماعات، ومدافع الهاون، ومدافع من عيار (106)، وقذائف الـ (RBG)، وتمكنت من السيطرة على مقرين لجماعة السلطان عبد الحميد في جبل التركمان، والسيطرة على مقر لجماعة جند الله أيضاً، فيما كانت لا تزال الاشتباكات مستمرة في الحي الشمالي من مدينة جسر الشغور، وعلى أطراف مقرات أبو فاطمة التركي ومسلم الشيشاني في منطقة اليمضية شمالي شرق محافظة اللاذقية”.
وشددت المصادر على “وقوع 5 قتلى على الأقل من الطرفين، بالإضافة لعدة جرحى”، مُشيرةً إلى أن “الهيئة تمكنت من أسر بعض العناصر الذين وقفوا إلى جانب جماعة جند الله التي يقودها مسلم الشيشاني في صد هجوم الهيئة”.
وكان القيادي العسكري “مسلم الشيشاني” قد أكد مساء أمس الأحد في تسجيل صوتي له نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الأخبار المحلية أنه “لا يريد قتال المسلمين، وأن هيئة تحرير الشام مُصرة على البغي واستباحة دماء المسلمين، ولكنه مجبر على رد عدوانهم على مقراته وعناصره”، وقال: “لن نموت في سجون الذل، سنقاتل حتى الموت”.
وتتهم “الهيئة” تورط بعض المنتسبين إلى جماعة جند الله في قضايا أمنية وجنائية، وادعت أنها طلبت من قاداتهم التعاون لضبطهم ومحاسبتهم أصولاً، إلا أن الأمر لم يواجه بمسؤولية ونُشرت على إثره إشاعة مفادها إخراج المجموعة من إدلب، وفق ما نشرته الهيئة على معرفاتها الرسمية.
ويذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن العمليات التي تشنها “الهيئة” لها ارتباط وثيق بما يحصل في إدلب بين تركيا وروسيا. فحسب اعتقاد المحلل السياسي “أحمد العبد الله” أن روسيا تدفع “الهيئة” إلى تصفية أنصار تركيا في إدلب، معتبراً أن “الهيئة” تبحث عن ثغرات في البنية العسكرية الهشة لتلك التنظيمات كي تقدم نفسها ضمن إطار شرعي وتكسب ود الروس، خاصة أن معظم عناصر تلك التنظيمات الإرهابية هم من الأتراك وممن دربتهم تركيا ومولتهم، ما يشير إلى توتر العلاقة بين “الهيئة” وتركيا.
لكن محلل آخر، رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، ويقيم في إدلب، قال بأن العمليات ما هي إلا محاولة تركية لتصفية كل من يخرج من تحت عباءتها، حيث أن تلك التنظيمات باتت تعمل خارج التعليمات التركية، ما دفع بتركيا إلى “تأديبها” عن طريق “الهيئة”، وفق وصفه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.