NORTH PULSE NETWORK NPN

على غرار لواء اسكندرون السوري… تركيا تسعى لتغير ديمغرافية مناطق شمال حلب بهدف ضمها لأراضيها

حلب / نورث بالس

إشارات عديدة تدل على زيادة وتيرة السعي التركي لتغير ديمغرافية مناطق ريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لها، حيث ازدادت الهيمنة التركية على القرار العسكري بالدرجة الأولى ثم على توسعها أكثر في الإدارة المحلية لهذه المناطق والتي تديرها بشكل ظاهري ما تعرف “بالحكومة المؤقتة” والتي بات دورها ينحصر فقط في تنفيذ الأجندات التركية، كل ذلك يجري بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” لمناطق ريف حلب الشمالي مطلع الشهر أيلول/ سبتمبر الفائت.
الناشط الصحفي ” أيمن القاسم” وفي شهادته “لنورث بالس” يقول، أن “القرار العسكري اليوم بات مرهوناً فقط بالسلطات التركية وقيادات الفصائل ليس لهم أي دور ويعتبرون بمثابة موظفين لدى الحكومة التركية، وكذلك حال “الحكومة المؤقتة” التي تجعل من نفسها أداة متحركة بيد تركيا، للأسف هناك استمرار في سياسة التغيير الديمغرافي الممنهجة في تلك المناطق حيث تستمر الفصائل بالتضييق على من تبقى من سكان مدينة عفرين الأصليين الكرد بشتى الوسائل”.
مضيفاً، “هناك معلومات ترد بشأن التعامل العنصري مع الكرد في عفرين لدرجة استغلال وضعهم المأساوي للعمل بأجور زهيدة جداً وهناك الكثير ممن يقع عليه النصب من قبل متنفذين في الفصائل حيث يتم تشغيلهم بأعمال يدوية مثل البناء والزراعة دون مراعاة أنهم أصحاب المنطقة الأصليين ويبلغ أجور العامل أقل من 15 ليرة تركي يومياً”.
ويوضح القاسم، أن التغيير الديمغرافي مستمر ومحاولة طمس الهوية الكردية في عفرين وما حولها من قبل تركيا وفصائلها في الشمال السوري، فمنذ بداية سيطرتها وهي تفرض سياسة التشديد الديني عليهم، وإرغام الكثير على اعتناق الدين الإسلامي من الإيزيديين وغيرهم، إضافة لبناء المساجد ومعاهد تحفيظ القرءان الكريم ويقابله هدم وتدمير الكثير من الأضرحة والمزارات الدينية الخاصة بالإيزيديين والكرد بشكل عام.
مؤكداً أن الفصائل التي تسيطر على منطقة عفرين وما حولها مثل “الجبهة الشامية” و “فرقة السلطان مراد” و” فيلق الشام” تحاول تهجير من تبقى من العائلات الكردية لخارج المنطقة باتباعها سياسة التضييق عبر الحواجز العسكرية وعبر فرض أفكار وثقافات عليهم وعبر منع غير المسلمين من ممارسة عاداتهم وطقوس عباداتهم والكثير من الوسائل المتبعة بغرض جعلهم يفكرون بالهجرة وترك منازلهم للاستيلاء عليها.
مصادر محلية أكدت “لنورث بالس” أن الانتهاكات بحق السكان الأصلين من الكرد مستمر من قبل عناصر وقياديي الفصائل الموالية لتركيا من اعتداء على الممتلكات ومصادرتها وزج البعض في السجون بتهم مختلفة، وإرغامهم على اتباع نظام إسلامي متشدد في تلك المناطق وتعمد المضايقات بحقهم بهدف ترحيلهم عن المنطقة ووضع يد الفصائل على ما تبقى من الممتلكات.
وفي ذات السياق تستمر سياسة التضييق على مصادر دخل هؤلاء المدنيين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، حيث ومع بداية مواسم قطاف الزيتون عمدت الفصائل ولاسيما فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” و”فرقة السلطان مراد” إلى وضع يدها على مساحات واسعة من الأراضي وقطاف مواسمها والتي تعود ملكيتها لمدنيين كرد تم تهجيرهم عنها.
وأضافت المصادر، أن الفصائل فرضت رسوم مالية كبيرة على المزارعين للسماح لهم بقطاف مواسم الزيتون وفرضت أيضاً رسوم مالية على معاصر الزيتون، بينما بدأ عدد من القياديين بنشر ورشات لقطاف الزيتون من الأراضي التي تمت مصادرتها ويتم بيع مواسم هذه الأراضي وسرقة عائداتها دون حسيب أو رقيب.
يذكر أن وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” كان قد قام بزيارة ميدانية على مقرات فصائل ما يسمى بـ “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا بتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر الفائت.
وبحسب المعلومات فإن آكار اجتمع مع قادة الفصائل بالقرب من معبر”باب السلامة” الحدودي، واستمر الاجتماع لأكثر من ساعتين، في حين يؤكد نشطاء حقوقيون أن وتيرة الانتهاكات قد ازدادت بعد هذه الزيارة ما يشير إلى رغبة السلطات التركية والفصائل التابعة لها بمزيد من تغيير ديمغرافية المنطقة بشكل عام وتفريغها من سكانها الأصليين وتثبيت الوجود التركي للتمهيد لضم هذه المناطق لتركيا رسمياً على غرار لواء اسكندرون.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.