NORTH PULSE NETWORK NPN

جيا كرد: شركة “دلتا كريسنت إنرجي” الأميركية لم تقم بعد بخطوات عملية في هذه المناطق

قال بدران جيا كرد نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها إن شركة “دلتا كريسنت إنرجي” الأميركية لم تقم بعد بخطوات عملية في هذه المناطق، وأضاف في أول حديث علني حول الاتفاق النفطي لـ “اندبندنت عربية” أن الشركة تحركت لتحضير الأرضية اللوجستية خارج مناطق الإدارة الذاتية ومن الممكن أن تتطور في “المرحلة القريبة المقبلة” مع تحركات أميركية عسكرية ودبلوماسية فيها والاعتقاد ببقاء طويل الأمد.

هزيمة “داعش”

ففي 18 سبتمبر (أيلول) الجاري أعلن الحساب الرسمي للتحالف الدولي ضد “داعش” وصول ست مركبات قتالية إلى شمال سوريا وشرقها، لمساعدة “شركاء التحالف في المعركة المستمرة من أجل هزيمة داعش” إضافة إلى ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون وصول حوالى 100 جندي إلى تلك المنطقة.

والتقى جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي قيادات سياسية كردية للحضّ على الاتفاق بينها والتأكيد أن الحلّ في البلاد سيكون وفق القرار الدولي 2254 وأن على الأكراد أن يكونوا جزءاً من المعارضة السورية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرر بقاء عدد من قوات بلاده في مناطق شمال سوريا وشرقها لحماية حقول النفط فيها، عقب قرار سحب تلك القوات، الأمر الذي استغلته تركيا وشنت عملية “نبع السلام” لتحتل مع فصائل سورية معارضة مناطق بين سري كانيه (راس العين) وتل أبيض المحاذيتين لحدودها وصولاً إلى الطريق الدولي M4 في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

توقيع اتفاق

لكن بقاء القوات الأميركية في المنطقة وفرض عقوبات قيصر على الحكومة السورية وشخصيات بارزة في النظام السوري مكنت الأجواء لشركة “دلتا كريسنت إنرجي” الأميركية من توقيع اتفاق استثمار حقول النفط في المنطقة التي تنتشر فيها قوات التحالف الدولي مع الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها أواخر يوليو (تموز) الماضي، عقب حصولها على رخصة من وزارة المالية الأميركية ومكتب  OFAC إذ قامت بمفاوضات مع الإدارة الذاتية منذ العام الماضي، وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي أثناء إعلان السناتور ليندسي غراهام توقيع الاتفاق بين الإدارة الذاتية والشركة الأميركية النفطية، أن الاتفاق أخذ وقتاً أكثر مما كان متوقعاً، مضيفاً “نحن في إطار تطبيقه الآن”.

إعادة التأهيل

المسؤول في الإدارة الذاتية جيا كرد أكد أن عمل الشركة سيكون منصباً على إعادة التأهيل والترميم للآبار والشبكات التي تضررت خلال السنوات الاخيرة و”التي أدت إلى تعطيل وتوقف قسم كبير من الآبار عن عمليات الإنتاج وبقائها خارج الخدمة”، بالإضافة إلى تأمين المواد اللازمة من أجل تطوير العمليات والتكرير والتسويق على حد قوله.

أضاف أن الواردات النفطية لدى الإدارة الذاتية تعاني “صعوبات وتحديات كبيرة” تشكل دخلاً أساسياً للإدارة الذاتية في تلبية النفقات الضرورية لتلبية حاجات المنطقة، وقال إن استثمار القطاع النفطي بشكل أوسع وأكثر احترافية سيفتح الطريق أمام حركة تنمية نوعية في المنطقة وسيكون لها انعكاس إيجابي على الجوانب المعيشية والاقتصادية للمواطن وللبيئة وللمجتمع.

في المقابل، دانت دمشق في الثاني من أغسطس (آب) الماضي توقيع الاتفاق بين الإدارة الذاتية والشركة النفطية الأميركية واعتبرته “سرقة موصوفة متكاملة الأركان” وأن الاتفاق باطل و”لا أثر قانونياً له”.

وقبل بدء “دلتا كريسنت إنرجي” عملها في شمال سوريا وشرقها اعترضت الشركة البريطانية غولف ساندز على توقيع الاتفاق مع الإدارة الذاتية حيث عملت ساندز مع شركة دجلة للنفط المتعاقدة مع دمشق في البلوك 26 الواقع جنوب رميلان والبالغة مساحته 5414 كيلومتراً مربعاً.

وكانت ساندز تمتلك 50 في المئة من حصة الإنتاج إلى جانب القيمة ذاتها من حصة العمل في عقد الشراكة الموقع مع دمشق، وتمكنت الشركة من اكتشاف حقل خربة الشرق عام 2008 واليوسفية عام 2010 وبلغ إنتاج الحقلين الواقعين جنوب مدينة رميلان في أقصى شمال سوريا وشرقها 25000 برميل يومياً عام 2011، لكنها توقفت عن العمل أواخره بسبب العقوبات الاقتصادية على النظام، وبحسب المعلومات فإن غولف ساندز أعلنت إفلاسها وشطبت من البورصة البريطانية.

قضية قانونية

في هذا السياق، قال جيا كرد إن اعتراض شركة غولف ساندز ورفعها الدعوة ضد الشركة الأميركية قضية قانونية بين الشركتين، وإن شركة “دلتا” اتخذت جميع القضايا القانونية بالاعتبار وقررت التوجه للعمل في مناطق الإدارة الذاتية وموقف الشركة البريطانية ضعيف قانونياً أمام الشركة الأميركية.

في هذا الوقت، قال الخبير الاقتصادي جلنك عمر إنه لا يمكن الربط بين العقد الموقع بين الإدارة الذاتية وشركة “دلتا كريسنت إنرجي” وعقد شركة غولف ساندز الموقع مع دمشق قبل الأزمة السورية، ويرجح أن تجرى عملية تسوية قانونية بين الشركتين البريطانية والأميركية بشأن عمل الأخيرة في مناطق شمال سوريا وشرقها البعيدة عن سيطرة النظام.

المصدر: اندبندنت عربية

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.