أوكرانيا توافق على التفاوض مع موسكو على وقع قرقعة السلاح ومعارضة الغرب

نورث بالس

أعلنت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الأحد، أنها وافقت على إجراء محادثات مع روسيا ستعقد على الحدود مع بيلاروسيا قرب تشيرنوبيل، في قرار اتخذ بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

وكتبت الرئاسة الأوكرانية على الشبكات الاجتماعية إن «الوفد الأوكراني سيلتقي الوفد الروسي دون أي شروط مسبقة، على الحدود الأوكرانية – البيلاروسية في منطقة نهر بريبيات».

وكان الرئيس الأوكراني أعلن رفضه، في وقت سابق من اليوم، إجراء محادثات مع موسكو في مينسك قائلاً: «المحادثات في مينسك كان يمكن أن تُعقد إذا لم تهاجم روسيا أوكرانيا من أراضي بيلاروسيا».

وقال في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت: «وارسو وبراتيسلافا وبودابست وإسطنبول وباكو. اقترحنا كل هذه المدن. وأي مدينة أخرى ستكون مناسبة لنا».

وكانت وكالة أنباء وكالة أنباء «إنترفاكس» نقلت عن المتحدث باسم الكرملين قوله في وقت سابق اليوم، إن وفداً روسياً وصل إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات مع أوكرانيا، في أول مفاوضات منذ أن بدأت روسيا غزوها في 24 فبراير/ شباط الجاري.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن الوفد الروسي يضم مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع ومكتب الرئيس فلاديمير بوتين، وينتظر وصول نظرائهم الأوكرانيين إلى مدينة غوميل في بيلاروسيا.

وكان فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي في المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمنطقة غوميل البيلاروسية أعلن أن كييف وافقت على عقد الاجتماع وأن الوفد الروسي ينطلق إلى مكان إجرائه.

وأكد ميدينسكي أن روسيا مستعدة للتفاوض بشأن السلام في أي وقت.

من جانبه، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن يبقى الوفد الروسي في غوميل وأن يتم تأجيل المفاوضات مع أوكرانيا لبعض الوقت.

وجاء إعلان ميدينسكي عن موافقة كييف على عقد المفاوضات بعد محادثة هاتفية جمعت الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع لوكاشينكو.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن لوكاشينكو، بعد محادثته مع زيلينسكي، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعداد كييف لإجراء محادثات مع موسكو في غوميل.

وأضاف بيسكوف أن لوكاشينكو طلب من بوتين عدم استدعاء الوفد الروسي، وذلك بسبب تلقي إشارات من الجانب الأوكراني بشأن استعداده لحضور المحادثات في غوميل.

وأكد بيسكوف أن الوفد الروسي “مستعد تماماً للمفاوضات وهو في المكان ويبقى في انتظار الأوكرانيين”.

وفور وصول الوفد الروسي إلى مكان المفاوضات، أعلن ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في المفاوضات أنه سينتظر وصول الوفد الأوكراني حتى الساعة الثالثة بعد الظهر اليوم فقط.

وقال ميدينسكي، وهو مساعد الرئيس الروسي، في تصريح للحصفيين: “نقترح بهدوء ما يلي: حتى الساعة الثالثة سنظل هنا وننتظر رد الجانب الأوكراني لتأكيد قرارهم الخاص بالذهاب للمفاوضات في غوميل. وبعد تلقينا هذا التأكيد، نتقدم على الفور إلى مكان المفاوضات ولنلتقي زملاءنا المفاوضين (الأوكرانيين)”.

واضاف: “نحن من أنصار السلام. في حال رفض التفاوض، سيتحمل الجانب الأوكراني كامل المسؤولية عن إراقة الدماء. لكننا هنا حتى الساعة 15:00 (بالتوقيت المحلي وهي الساعة 12 بتوقيت غرينيتش) في انتظار رد من الجانب الأوكراني”.

بالإضافة إلى ميدينسكي، يضم الوفد الروسي، الذي وصل في وقت سابق إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، مسؤولين على مستوى نواب وزيري الدفاع والخارجية والسفير الروسي في بيلاروسيا بوريس غريزلوف ورئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس دوما (النواب) الروسي ليونيد سلوتسكي.

من جهته، قال ميخائيل بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن الوفد الروسي وصل إلى غوميل لإجراء محادثات مع علمه أن “هذا الأمر لا طائل من ورائه”.

وكان رؤساء أجهزة استخبارات كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قد وصلوا ليلة أمس إلى كييف لحث الرئيس الأوكراني زيلينسكي على عدم التفاوض مع روسيا، وأن دولهم مستعدة لدعمه بالسلاح والمال، حسب تسريبات لوكالات أنباء غربية، وخرج رئيس الاستخبارات الألمانية من الأراضي الأوكرانية بعد منتصف ليلة أمس. فيما ذهب الرئيس الأمريكي لقضاء إجازته الأسبوعية، غير آبهٍ للحرب الدائرة رحاها على الأراضي الأوكرانية.