NORTH PULSE NETWORK NPN

الصين وطهران ودمشق والأمم المتحدة يردون على الهجمات التركية

نورث بالس

حذرت طهران من مغبة تصعيد الجيش التركي من هجماته في سوريا، فيما طالبت حكومة دمشق مجلس الأمن بضرورة إلزام النظام التركي بإنهاء وجوده العسكري غير الشرعي على أراضيها، كما أعربت الصين عن قلقها العميق من الأعمال العدائية التي تقوم بها تركيا وإسرائيل في سوريا، في حين قال بيدرسون أن الجماعات الإرهابية التي لم تُهزم قد تستفيد من عدم الاستقرار.

وأكدت إيران، يوم أمس أنّ “العمليات العسكرية التركية” البرية، التي يُحتمل أن تشنّها تركيا في سوريا، لن تحل المشكلات، وإنما ستزيد في الوضع تعقيداً.

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصالٍ هاتفي بنظيره مولود جاووش أوغلو، أنّ “اللجوء إلى العمليات العسكرية البرية لن يساعد على حلّ المشكلات، بل سيُلحق الضرر ويزيد في الوضع تعقيداً”.

 

دمشق…نظام أردوغان يسوق الذرائع

ومن جهتها أكدت حكومة دمشق عبر نائب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة الحكم دندي أن “قوات النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية شنوا قبل أسبوع سلسلة اعتداءات على مناطق في شمال سوريا ذهب ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين وتسببت بأضرار بالغة في المنشآت الخدمية والبنى المدنية في تلك المناطق في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “بلاده إذ تدين بأشد العبارات هذه الاعتداءات فإنها تؤكد على أن الذرائع التي يسوقها النظام التركي لتبريرها باتت مكشوفة ولم تعد تخدع أحداً وخاصة في ظل استمراره بدعم التنظيمات الإرهابية ورعايته إلى اليوم “داعش” و”جبهة النصرة”.

كما طالب دندي تجدد مجلس الأمن بضرورة إلزام النظام التركي بإنهاء وجوده العسكري غير الشرعي على أراضيها.

ولفت دندي إلى ممارسات الدولة التركية والفصائل الموالية لها من استخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين عبر قطع مياه محطة علوك عن مليون مواطن في الحسكة ومحيطها والتلاعب بمستويات مياه نهر الفرات ما يفاقم حالات العطش والجوائح الصحية والمرضية الخطيرة، ولا سيما انتشار وباء الكوليرا.

كما أعربت الصين عن قلقها العميق من الأعمال التي تقوم بها تركيا وإسرائيل في سوريا، مطالبة بالوقف الفوري لهذه الهجمات وتجنب أي عمل من شأنه تصعيد الموقف.

ونقلت وكالة نوفوستي عن نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ قوله خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي: “يجب أن ندافع بحزم عن سيادة سورية ووحدة أراضيها”.

وأضاف: “إن الأعمال العدائية التي تقوم بها تركيا واسرائيل تنتهك بشكل صارخ سيادة ووحدة أراضي سوريا، وقد تؤدي إلى تصعيد الأزمة في سورية وانتشارها” مشيراً إلى أهمية مواصلة الحوار لحل القضايا ذات الصلة.

وأكد بدوره المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون، أن الديناميكيات المؤدية إلى تصاعد العنف في سوريا “مازالت موجودة بالفعل ومستمرة، وهو أمر خطير يدعو للقلق”.

وشدد بيدرسون على أن الدعوة لضبط النفس وخفض التصعيد تنطبق على جميع المناطق في سوريا، وأضاف “يعد النمط الحالي لتطور الأحداث مقلقاً للغاية، وينطوي على مخاطر حقيقية للمزيد من التصعيد”.

وحذر من أن ” هذا السيناريو قد تؤدي فيه عمليات عسكرية واسعة النطاق من قبل أحد الأطراف الفاعلة إلى آثار غير مباشرة على الجبهات الأخرى، مما قد يؤدي إلى زوال حالة الجمود الاستراتيجي التي جلبت قدراً من الهدوء النسبي لما يقرب من ثلاث سنوات. فمثل هذا التصعيد لن يؤدي إلى تفاقم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالفعل بالمدنيين السوريين وحسب، لكنه سيعرض الاستقرار الإقليمي للخطر أيضا. وستقوم الجماعات المصنفة إرهابية، التي تم تحجميها ولكن لم يتم القضاء عليها بشكلٍ كامل، على الفور باستغلال حالة عدم الاستقرار التي ستنتج عن ذلك”.

ودعا بيدرسون جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والانخراط في جهود جادة لإعادة الهدوء، والعمل على وقف إطلاق نار شامل على المستوى الوطني.

وشدد على ضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، وقال: “سوريا بحاجة إلى تراجع العمليات العسكرية وإلى المزيد من التركيز على العملية السياسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254”.

وعبر بيدرسون عن قلقه من استئناف العمليات العسكرية واسعة النطاق في سوريا بعد ثلاث سنوات من الهدوء النسبي، وأبدى خشيته من تبعات ذلك على المدنيين السوريين والأمن الإقليمي.

وأضاف أن “الجماعات الإرهابية التي تم إخضاعها ولكن لم تُهزم قد تستفيد من أي حالة عدم استقرار هذه”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.