NORTH PULSE NETWORK NPN

المخدرات تمهّد الطريق أمام بشار الأسد للخروج من عزلته الدولية

انتهى تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية واستعادت دمشق موقعها بين العرب، ولكن بأي ثمن؟، فالعديد من الصحف الغربية ما زالت تتحدث عن تجارة المخدرات التي يمارسها نظام بشار الأسد وحاشيته، والتي تتدفق بشكل كبير إلى الدول العربية والخليجية، والتي من المحتمل أنها لم تتوقف إلى يومنا هذا.

الآن، وبعد مرور 10 سنوات، لا توجد أي معلومة حول خطة إعادة إعمار سوريا، لكن بدلاً من ذلك، تصل إلينا كل يوم أخبار جديدة عن تجارة المخدرات هناك، حيث يتهم النظام بالدخول إلى “صناعة عالية الدخل وغير قانونية” تتمثل بإنتاج حبوب الكبتاغون وتصديرها من سوريا إلى دول البحر الأبيض المتوسط وكذلك إلى العالم العربي”.

وسخرت صحيفة أمريكية من سلاح بشار الأسد الذي استخدمه ضد الدول العربية، وتمكن من خلاله “فك عزلته”، فجميعنا يعلم بأن السيطرة على عقول شعب ما وتخريبها، هي الوسيلة الأفضل للفتك بهذا الشعب وبدولته، وهذا ما يقوم به الأسد، وترجمته تصريحات دبلوماسييه ومسؤوليه، الذين لم يتوانوا عن فرض مطالبهم ورمي تهديداتهم في كل حدب وصوب وفي كل اجتماع سياسي سري أو معلن.

وكتبت صحيفة “نيوز دايز” في عنوان تقريرها عن إمبراطور المخدرات “حبة صغيرة بيضاء، تمنح الأسد أداة قوية للضغط على الدول العربية”، مشيرة إلى دور تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود، وإغراق دول الخليج العربي بحبوب الكبتاغون بإخراج بشار الأسد من حالة المنبوذ وإعادته إلى كرسي سوريا في الجامعة العربية مقابل تعهدات بوقف تدفق هذه المادة إلى الخليج.

يأتي هذا بعد ان كشفت إحدى أشهر الصحف البريطانية بدورها عن معلومات خطيرة تتعلق بارتفاع معدل إدمان المخدرات في الخليج. حيث كشف تحقيق لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية كيف انتهى الأمر بضحايا “كبتاغون الأسد” من أبناء دول الخليج العربي لطلب المساعدة من بريطانيا، حيث يذهبون لتلقي العلاج من الإدمان.

وفق ما جاء في التحقيق، بدأ معالج الإدمان من مدينة برمنغهام البريطانية “رامز علي” بملاحظة شيء غير عادي للغاية منذ ثلاث سنوات، وهي رسائل تصله من شباب مرضى من السعودية والكويت، تبين أنهم يشكون من الاكتئاب والقلق والأرق.

وبحسب علي، جميع هؤلاء الشباب كانوا مدمنين على الكبتاغون الذي يتم تصنيعه من قبل حاشية الأسد وينتشر عبر الشرق الأوسط في تجارة بمليارات الدولارات حوّلت سوريا إلى دولة مخدرات.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجارة الكبتاغون التي يديرها الأسد، آخذة في الازدياد على الرغم من سعي دول المنطقة لمكافحة هذه التجارة، التي تقدر قيمتها بنحو 30 مليار دولار أمريكي، والتي أصبحت ورقة مساومة قيّمة لبشار الأسد في سعيه لإنهاء وضعه المنبوذ بعد أن دمّر سوريا وقتل وشرّد الملايين من الشعب السوري.

ولتحويل الكبتاغون إلى صناعة بمليارات الدولارات تطلب الأمر ديكتاتوراً يائساً مستعداً لفعل أي شيء للبقاء على قيد الحياة، حيث كان بشار الأسد بحاجة للمال بسرعة ووجده في الكبتاغون، وذلك بعد أن شن حرباً على الشعب السوري منذ عام 2011 أدت إلى قتله وتشريده للملايين، ليجد نفسه وأقرب دائرته وحكومته في عزلة، أثرت بدورها سلبًا على الشعب السوري الذي يعاني الأمرين من استمراره بالحكم.

وسرعان ما بدأ عملاء نظام الأسد في إنشاء المصانع والاستيلاء على الأعمال لتحويلها إلى منشآت لإنتاج الكبتاغون، ومن خلال العمل مع حلفاء مثل ميليشيا حزب الله “الإيرانية” يُدير نظام الأسد وشركاؤه ولا سيما ماهر الأسد شقيق بشار، الذي يرأس ميليشيا الفرقة الرابعة، صناعة سموم بكميات ضخمة ويوزعها في جميع أنحاء العالم.

الكاتب : محسن المصري

 

المقال يعبر عن رأي الكاتب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.