NORTH PULSE NETWORK NPN

صراع اقتصادي بين “أسماء وماهر” الأسد

نورث بالس

 

منذ أكثر من خمسين عاماً، لم تكن عائلة الأسد التي تحكم سوريا ممزقة على رؤوس الأشهاد كما هي اليوم، بعد أن تفجر الصراع بين زوجة ” بشار الأسد”، أسماء الأسد وشقيقه ماهر الأسد وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرة حكومة دمشق.

 

وتسيطر قوات ماهر الأسد المعروفة بـ “الفرقة الرابعة” على كافة الإتاوات التي ترفض على المواطنين والتجار عبر الحواجز التي نشرها في كافة المناطق التي تسيطر عليها ويدعمه في ذلك قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية.

 

فيما تسيطر أسماء الأسد على كافة الشركات والمعامل والمؤسسات الخدمية والإنتاجية التي تتم افتتاحها على اعتبرها مدنية، كما أنها تشرف على شبكة واسعة من المنظمات التي تعمل على السيطرة على كافة المساعدات الدولية التي تقدم لسوريا، وخاصة الهلال الأحمر السوري.

 

ولكن وفي ظل التدهور الاقتصادي بسبب الانهيار غير المسبوق لقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وهجرة رؤوس الأموال والعمال وإعلاق المئات من المعامل والمصانع أبوابها بسبب عدم توفر الدعم الحكومي وخطط ناجعة للرقي بالواقع الاقتصادي المتهالك، تظهر صراعات بين شقيق الأسد وزوجته للسيطرة على ما تبقى من الاقتصادي المحلي.

 

وفي السياق تستمر الأصوات التي تتعالى من داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا، رفضاً للانتهاكات التي تمارسها الحواجز التابعة لفصيل “الفرقة الرابعة” الذي يقوده ماهر الأسد المدعومة من إيران، وذكرت مصادر محلية أن هذه الحواجز تكشف عن صراع يدور بين ماهر الأسد وبين أسماء الأسد.

 

وأشاروا إلى أن هذه الحواجز تعترض المواطنين وتفرض على كل من يمر من خلالها باتجاه السويداء “إتاوة مالية”، مقابل السماح بإدخال ما يحملون مهما كان نوعه.

 

وأشار كثيرون إلى أن الخلل الرئيسي هو في ضباط تلك الميليشيا التي تعطي أوامرها بالتضييق على المارين والداخلين إلى السويداء، حسب تأكيدهم، ولفت كثيرون إلى انتشار تلك الحواجز وبشكل رئيسي بين دمشق والسويداء ، مؤكدين أنها تمارس عمليات “النهب والسلب والتشليح”.

 

وربط مراقبون للشأن السوري الصراع الدائر بين أسماء وماهر الأسد بأنه “الصراع الإيراني – الروسي”، مضيفين أن “الإيرانيين يمثلهم (ماهر الأسد متزعم الفرقة الرابعة) والروس تمثلهم (أسماء الأخرس زوجة رأس النظام)، حيث أن الصراع الأساسي هو على كعكة المخدرات التي تمر عبر محافظة السويداء، وكل مَنْ هو محسوبٌ على أحديهما مستفيدٌ من كل أموال جبايات المخدرات أو الممنوعات، و يبقى أهل السويداء ضحية هذا الصراع بينهم.

 

وينتشر تجار المخدرات في المنطقة بشكل مكثف بدعم من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في الجنوب السوري، وحيث يعملون على تهريبها عبر الأردن إلى دول الخليج العربي ومنها إلى دول الاتحاد الأوربي.

 

وأعلنت القوات الأردنية تنفيذها ضربات داخل الأراضي السورية يوم أمس استهداف فيها تجار المخدرات ومناطق تواجدهم، كما أنها تعلن بين والوقت والأخر ضبطها لكمية كبيرة من المخدرات قادمة سوريا، حيث المنطقة التي تدعهما إيران وروسيا.

 

وأنذر ناشطو السويداء من أي محاولات تهدف لتسليم مدينة السويداء لعناصر فصيل “الفرقة الرابعة” والميليشيات الإيرانية، لافتين إلى أن المنطقة عندها لن تسلم من القصف الإسرائيلي الذي سيطال المواقع الإيرانية بشكل خاص.

 

واعتبر مراقبون أن الخلاف بين الشريكين السابقين يمكن أن يكون دليلاً على إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي السوري الذي شهد انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من ستين مليار دولار في عام 2010، إلى 17 مليار اليوم، حيث يسعى الطرفان إلى تركيز الثروة القليلة المتبقية في أيديهم وأيدي رجال الأعمال المرتبطين بهم.

 

ويجري ذلك بعد الخلاف الذي ظهر بين الأسد ومخلوف في أغسطس/آب 2019، ووقتها بدأت شائعات تتحدث عن توقيف مخلوف في المنزل والاستيلاء على جزء من ممتلكاته، بعد الصدمة التي أحدثتها الصور التي نشرها ابناه على منصات التواصل.

 

وضعت “أم تي أن”، ثاني أكبر شبكة للهاتف المحمول، تحت وصاية إحدى المقربات من أسماء الأسد، وربما يكون مصير مشابه ينتظر سيرياتل، إما التأميم وإما الاستيلاء على رأس المال، حيث أن أسماء الأسد أيضا تريد تأمين مستقبل أطفالها، بحسب المراقبين.

 

ويقود ماهر الأسد “الفرقة الرابعة” في قوات حكومة دمشق، القوة العسكرية المعروفة ببطشها، وبصورتها الأقرب إلى ميليشيا طائفية تفرض “الأتاوات”، وتحمي صناعة وتجارة وتهريب الكبتاغون، وترتكب أفظع المجازر.

 

وكان القضاء الجنائي الفرنسي قد أصدر أخيراً مذكّرة توقيف بحقّ ماهر الأسد إلى جانب بشار الأسد، وضباط آخرين، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عبر استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في غوطتَي دمشق صيف العام 2013، حيث قُتل أكثر من 1400 شخص، وذلك بعد عامين من التحقيق في الشكوى التي تقدَّمَ بها في باريس عدد من المنظمات الحقوقية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.