“ذكرى اليوم العالمي للمياه.. معاناة مستمرة وسط الأزمة المائية في شمال وشرق سوريا”
نورث بالس
“تحيي الأمم المتحدة في الثالث والعشرين من آذار/مارس اليوم العالمي للمياه، وهو تذكير سنوي بأهمية هذا المورد الثمين وضرورة التحرك لحل الأزمة المائية العالمية ففي سوريا، وتحديدًا في شمال وشرقها، تأخذ الاحتفالات منحنى مغايرًا حيث تكمن المأساة في حياة الأهالي المتأثرين بأزمة مائية حادة للعام الرابع على التوالي.
يخيّم الصمت الدولي على المعاناة الإنسانية المتفاقمة نظرًا للتدخلات العسكرية واستغلال الموارد الطبيعية في النزاعات. تتعمد الدولة التركية، حسب التقارير، خفض منسوب مياه الفرات، مما ينعكس بشكل مدمر على السكان، مبررة ذلك بحقوقها السيادية في حين تُرك السكان لمواجهة جفاف قاسٍ ونقص حاد في مياه الشرب.
يعزز الجفاف وانخفاض المخزون المائي من بحيرتي تشرين والفرات الأزمة، إذ تشهد المنطقة انقطاعات كهربائية متزايدة وتدهورًا في القطاعين الزراعي والحيواني. ينذر نقص المياه بتفاقم الأمراض ويزيد من صعوبات الحياة اليومية للسكان.
وفي خضم هذه الأزمة، يبرز دور محطة علوك كعنصر حاسم في إمداد مدينة الحسكة ومحيطها بالمياه، ولكن بعد سيطرة القوات التركية على سري كانيه، تحوّلت المحطة إلى أداة ضغط، متجاهلة الاتفاقيات الدولية بشأن حماية الموارد المائية.
تُعدّ مدينة الحسكة إحدى أكثر المناطق المتضررة جراء هذا النزاع الذي يغذيه الاستحواذ التركي على الموارد المائية واستخدامها كأداة حرب، الأمر الذي يحتاج إلى تحرك دولي لإيجاد حل دائم يضمن حقوق جميع الأطراف ويحفظ كرامة الإنسان وصحته.”
في خضم هذه المعضلات، يتعين على المجتمع الدولي وضع أزمة المياه في شمال وشرق سوريا على رأس أولوياته. لا بُدّ من ارتقاء الجهود الدبلوماسية والإنسانية لمواجهة هذه التحديات وتأمين حق الحياة من خلال الوصول العادل إلى المياه. كذلك، من الضروري إنهاء استخدام المياه كأداة حرب، والتحرك نحو استعادة الأنهار لدورها الطبيعي كمصدر للتعاون والسلام، بدلًا من أن تكون ساحات للنزاعات.
يجب التأكيد أخيرًا على أن الحل الجذري لا يكمن في توفير الحلول الطارئة فحسب، بل في تدعيم الأسس الكفيلة بالحفاظ على الأمن المائي وضمان الاستدامة للأجيال القادمة. حتى ذلك الحين، تستمر آمال ودعوات سكان المنطقة وأصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم، بأن يجلب مستقبل المياه بل وحاضرها الأمن والازدهار والرخاء لكل من يعيشون على ضفاف النهر العظيم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.