NORTH PULSE NETWORK NPN

“السرعة الجامحة..ظاهرة تغذي كابوس الحوادث في شمال وشرق سوريا”

نورث بالس

بين ثنايا الزمان، يقف العالم مراراً أمام الأخبار المفجعة التي تحمل سمات المأساة؛ حوادث الطرق الجسيمة التي تشهدها بقاع متفرقة والتي تحصد الأرواح وتزرع الأسى في القلوب. مآسٍ تغمر الأسر بالحزن وتلقي بظلالها على ممتلكاتهم بينما تختطف البسمات من لدن الحياة.

 

وخصوصًا في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث أصبحت الفترات الأخيرة شاهدة على تزايد أعداد الحوادث المرورية، لا سيما تلك التي ترتكب بفعل تجاهل القوانين المرورية، الإفراط في السرعة، الغفلة، وانعدام التحقق من سلامة المركبات قبيل الانطلاق. وبلا شك، فإن الطرق المتآكلة والمحفرة تسهم في خلق نقاط خطرَ تعيق الحركة وتهدد السلامة.

 

ففي صباح الأول من شباط تجلى قسوة القدر مع فقدان أربعة أفراد لحياتهم وإصابة العشرات في حادث مروع راصدةً ملامحه تحت سحابة الضباب بالقرب من مفترق الطريق الدولي الساعي نحو القامشلي والحسكة وثمة تفاصيل كشفتها وسائل إعلامية من مدير شركة هولير للنقل البري أن الباص كان يحمل على متنه ثمانية وعشرين راكبًا، لتتجسد الفاجعة في مصافحة الموت عند لحظة التقاء غير المبتغى مع شاحنة من الاتجاه المقابل.

 

وأشار المدير إلى أن السرعة المفرطة كانت إحدى جذور الكارثة، متحملاً جزءًا من ثقل ما حدث تحت وطأة الأسف، فالعزاء يختفي عندما يكون السبب معلومًا

 

وقفت قوى الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية قبلاً تحذر وتلهج بالتمسك بقواعد الأمان المروري، وخصوصًا في تلك الساعات الصباحية المُهمَلة بالضباب، لكن أدمع التحذير ظلت عالقة، غير مجدية في وجه القدر.

 

وكانت هناك وقائع أخرى، وفيات وآلام، لكن رغم هذه السلسلة من التراجيديات، نبقى قادرين على التقليل من وطأتها باتخاذ الحيطة والحذر، التحلي باليقظة والانتباه، استبعاد الشتات من أيامنا، والإمعان في الصيانة الدائمة لكل ما يحركنا على هذه الأرض.

 

المديرية العامة للمرور في الإدارة الذاتية تبذل جهودًا حثيثة نحو هدف تجاوز ظلال الحزن الملقاة على الطرق، خطوة خطوة، وسعيًا للتطوير، عبر التثقيف وتحسين حال الطرق السائرة نحو أقدارنا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.