NORTH PULSE NETWORK NPN

حكمت حبيب: الأزمة الاقتصادية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الحكومة السورية لأنها لا تؤمن بالحوار الحقيقي

نورث بالس

حمّل نائب رئيس الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية، حكمت حبيب مسؤولية الأزمة الاقتصادية الخانقة في سوريا بالدرجة الأولى على حكومة دمشق “لأنها لا تملك الجدية في إنهاء الصراع والأزمة السورية، ولا تؤمن بالحوار الحقيقي”.

وجاء حديث حكت حبيب خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على شاشة قناة روجآفا، والذي تحدث فيها عن الكثير من القضايا والملفات المتعلقة بالأزمة السورية وسبل حلها، ورؤيتهم كمجلس سوريا الديمقراطية لشكل الحل، وجاء الحوار على الشكل التالي:

“نعمل ضمن إطار القاعدة المجتمعية لأنها البوصلة نحو إنجاح المشاريع الديمقراطية”

إن مجلس سوريا الديمقراطية منذ تأسيسه يعمل ضمن إطار القاعدة الاجتماعية، ففي قناعتنا أن القوى المجتمعية هي البوصلة الأساسية للسير نحو نجاح أي مشروع ديمقراطي، لذا اعتمدنا على التواصل مع المجتمع، وعقدنا اللقاءات والندوات الجماهيرية والشعبية وعلى مستوى المنتديات الثقافية أيضاً”.

وأضاف: “ويهدف مجلس سوريا الديمقراطية الوقوف بمسافة واحده مع كافه مكونات المجتمع السوري، ونؤمن بان هناك ثقافة لكل مكون من مكونات المجتمع السوري. ونعتبر تنوع الثقافات هي مصدر قوة”.

وأكد حبيب أنه و “على هذا الأساس كان مجلس سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع مكتب العلاقات ينظم فعاليه ثقافيه متنوعة كما حصل مؤخراً في الرقة، إذ نهتم بالجانب الثقافي لأبناء المنطقة لأن هناك كوكبة من المثقفين الذين لم يحالفهم الحظ خلال العقود السابقة ليعبروا حتى عن ثقافتهم. وعن هويتهم الحقيقية أو أن يعبروا عما يجول في خاطرهم وبهذا نفتح لهم المجال لإظهار مابداخلهم عبر كافة الفنون الأدبية”.

منوهاً أن الغاية منها أن تحافظ هذه الشعوب على انتمائها الحقيقي وتراثها التي ورثتها عن أجدادها، وأن يكون دافعاً للشعوب في الدفاع عنها.

وقال: “فنحن كمجلس سوريا الديمقراطية نحمل مشروعا متكاملا من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية، وهذا المشروع هو المرجعية السياسية للإدارة الذاتية ومظله سياسيه لقوات سوريا الديمقراطية”.

وأوضح حبيب أنه وبالمقارنة مع باقي المناطق السورية “سنجد أنه لا توجد مثل هذه الحرية لدى مكونات المجتمع السوري، حيث كانت هناك مساع من قبل النظام عبر عقود لمحو وصهر الثقافات المختلفة ببوتقة واحدة والقضاء على التنوع لدى الشعب السوري، والمناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي ومناطق الحكومة السورية لا توجد فيها مثل هذه المشاريع. فهناك فقط سلطه عسكريه وسلطه سياسية، ولا يهتمون بالمجتمع أو ثقافة المجتمع”.

وقال: “وتبين أن الائتلاف أو الاحتلال التركي والنظام السوري لا يختلفون عن بعضهم في مسعاهم لمحو الثقافات وصهرها”.

“بعد القضاء على داعش كان من الضروري إعادة هيكلية الإدارة الذاتية لتطويرها”

وأكد حبيب أنه وبعد أن استطاعت قسد تحرير مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا : “كان لا بد أن نعود مرة أخرى إلى المجتمع فكان لدى مجلس سوريا الديمقراطية مشروع وهو إقامة العديد من الندوات في شمال وشرق سوريا وبلغ عددها 14 ندوه وبعدها عقدنا المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات وذلك من أجل الاستماع إلى المجتمع ورؤيته لمرحله ما بعد القضاء على داعش، ولتطوير الإدارة الذاتية لأنها تشكلت في ظروف استثنائية وهي باتت بحاجة إلى مزيد من التطوير ويتم التحضير حاليا لعقد انتخابات لعموم المنطقة”.

“إن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها سوريا يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الحكومة السورية”

وعن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا عامة وأسبابها وسبل الحل، أكد حكمت حبيب أن سوريا تمر بأزمة اقتصاديه نتيجة الأزمة العامة التي تمر بها سوريا وبسبب الحصار المفروض عليها ومنها قانون قيصر، وأشار بأن كل ذلك سببه سياسات الحكومة السورية.

ونوه حبيب أنهم في مجلس سوريا الديمقراطية كانوا في تواصل مباشر مع المجتمع لمناقشة هذه الأزمة عبر تلك الندوات التي يعقدونها، مشيراً أنهم لاحظوا اختلاف تأثيرات الأزمة من منطقة إلى أخرى.

وقال: “ففي مناطق شمال وشرق سوريا يوجد أيضا معاناة بكل تأكيد لأسباب عديدة منها، الحصار المفروض علينا وإغلاق البوابات الرسمية نحو مناطقنا، والتي أغلقت بأسباب سياسية ووقع الشعب ضحية تلك السياسات، بالإضافة إلى المعابر التي وضعها النظام السوري باتجاه مناطقنا كمعبر الطبقة والتي من خلالها يتم أخذ الآتاوات من قبل بعض تلك الميليشيات التي تشرف عليها”.

وأضاف حبيب: ” كما أنه لا توجد استثمارات في مناطق شمال وشرق سوريا. والسبب المباشر هو التهديدات التركية المستمرة لهذه المنطقة، والمستثمرون الذين يريدون إجراء استثمارات في هذه المناطق يبحثون عن مناطق آمنه”.

وأشار حبيب أن ورغم أن الإدارة الذاتية تحاول فتح بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتلافي هذه الأزمة والتقليل من معاناة الشعب السوري، ولكنها غير كافية.

وأكد حبيب أن كل هذه الأمور يتحمل مسؤوليتها في الدرجة الأولى الحكومة السورية، لأنها لا تملك الجدية في إنهاء الصراع والأزمة السورية، ولا تؤمن بالحوار الحقيقي”.

“المنظمات الدولية والإغاثية لا تلعب دوراً حقيقياً لدعم المنطقة”

وناشد حبيب المنظمات الدولية بالدخول إلى كافه المناطق السورية والوقوف في مسافة واحده من كافه المناطق، وأن لا يقتصر دعمها لمنطق دون غيرها. وحرمان شعوب من مناطق شمال وشرق سوريا من هذا الدعم.

وأشار حبيب أنه وعلى الرغم من وجود بعض تلك المنظمات في شمال شرق سوريا إلا أن وجودها يبقى في المجال الشكلي والضعيف، ولم تقدم دعما بشكل حقيقي لتخفيف المعاناة. وقال: “فمثلا بعض المنظمات في مناطق الجنوب كالشدادي يعقدون اجتماعات لتعليم الأهالي كيفية غسل اليدين بشكل صحيح فينا هذه المناطق تفتقر إلى المياه.

“محاولات حكومة دمشق اللعب على الورقة العشائرية لن تنجح”

وتعليقاً على محاولات الحكومة السورية العودة إلى مناطق شمال وشرق سوريا من بوابة العشائر وتحريضها ضد الإدارة الذاتية، قال حكمت حبيب: “كلنا يتذكر أنه عندما انطلقت ما يسمى الثورة السورية وتحولت إلى صراع لم تقم الحكومة في هذه المنطقة بحماية شعوب شمال وشرق سوريا وتركتها عرضة لهجمات داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية، وانبرى حينها أبناء المنطقة للدفاع عنها وكان السباق إلى ذلك هم أبناء الشعب الكردي الذين يحملون الهوية الوطنية السورية، وشكلوا وحدات حماية الشعب والمرأة، وانضم إليهم فيما بعد كافة أبناء المنطقة من كافة المكونات، واستطاعوا بذلك تحرير عموم المنطقة وقدموا في سبيل ذلك أكثر من 11 ألف شهيد فالشعب السورية والعالم كله بات ينظر بعين الاحترام والتقدير لهذه المقاومة”.

وأضاف: “لكن الأنظمة الاستبدادية والمركزية لا تريد وجود إدارات تشاركها في الإدارة أو وجود مشاريع ديمقراطية في هذه المنطقة، وعندما خسر النظام كل الأوراق لجأ إلى ورقة الفتنة لذا بعد فشل النظام العودة للمنطقة بدأ يلعب على ورقة العشائر، ولجأ لبعض الشخصيات التي تدعي أنهم يمثلون العشائر، وفي الحقيقة أن النظام ومنذ أكثر من 5 عقود جهز شخصيات ووجهاء على مقاسه وليسوا هم أصحاب القوى العشائرية الحقيقة، واليوم أكثر من 60% من قسد هم أبناء عشائر المنطقة وكل عشائر المنطقة أدركوا بأنهم في هذه الحرب لم يجدوا  مشروعاً حقيقياً إلى في الإدارة الذاتية ولم يحمهم أحد غير قسد، لذا كل محاولات النظام ستبوء بالفشل، وهذا ماحصل في محاولاته الأخيرة في الحسكة وقامشلو”.

“في بحثنا عن الحل للأزمة نتواصل مع الموجودين في المنطقة الرمادية والمختلفين معنا أيضاً”

وأكد حبيب أنه وخلال المرحلة الماضية وعقد الندوات فإن كل المشاركين كانوا من هم موجودين في المنطقة الرمادية أو المختلفين مع مجلس سوريا الديمقراطية، وقال :”لم نبحث عن من هم داخل الإدارة الذاتية سابقاً، إنما بحثنا عن من هم في المنطقة الرمادية ليشاركونا في طروحاتهم وكانت هناك آراء جريئة وقيمة، وتلك الآراء والطروحات وضعت ضمن برنامج عمل مخرجات المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات”.

“الكثيرون باتوا يرون في مشروعنا بقعة الضوء التي ستجلب الديمقراطية لعموم سوريا”

وأردف حبيب : “ونحن الآن نبحث عن الشخصيات المجتمعية والعشائرية والمثقفين و السياسية التي مازالت مترددة أو مختلفة لنصل إليها ونناقشها، كما إننا على تواصل مع شخصيات قوى وطنية في عموم سوريا وعقدنا اجتماعات حتى مع الأحزاب التي تدعي المعارضة والمرخصة من قبل النظام، وتواصلنا معها وشرحنا لهم رؤية مسد وأجرينا معها الحوارات وتوضيح رؤيتنا، حيث لوحظ  أنهم كانوا يضنون أن هناك مشروع كردي في المنطقة، نتيجة التضليل والحرب الخاصة ضد الإدارة، وكانوا يتخيلون أن هذا المشروع يهدف لسلخ أجزاء من سوريا، ولكن بعد اللقاء مع الأحزاب في الداخل استطعنا أن نردم الهوة، وبات الكثيرون على قناعة أن هذا المشروع يعتبر بقعة الضوء التي قد تجلب الديمقراطية لعموم سوريا”.

“لدينا تواصل مع عدد من الدول العربية ولكن الأخيرة لاتزال تخشى من العلاقات العلنية معنا”

وعن علاقاتهم بالدول العربية أكد حكمت حبيب أنهم يتواصلون مع الكثير من الدول في الخارج ومن بينها دول عربية لتوضيح مشروعهم ورؤيتهم، وقال :”على هذا الأساس انطلقنا إلى دول عربية ولدينا ممثلية في مصر نتواصل من خلالها بشكل مباشر مع الجامعة العربية والخارجية المصرية، والتقينا برئاسة الجامعة العربية وبأمين عام جامعة الدول العربية، وأيضا لدينا تواصل ونشاطات مع الإمارات والسعودية، ونسعى لتطوير العلاقات على مستوى رسمي معها، وبشكل علني وواضح، ولكن ندرك أن تلك الدول لديها مصالح خارجية، وبعضها عليها فيتو خارجي ولا تستطيع فتح العلاقات العلنية معنا”.

“الجامعة العربية والتحالف العربي هم ضد الاحتلال التركي ولكن ليس لديهم قرارات فعلية وحاسمة”

وحول موقف جامعة الدول العربية من الاحتلال التركي لأجزاء من سوريا أكد حبيب أن الجامعة موجودة وهي لاتقبل الاحتلال ولكن ليس لديها قرارات فعلية حاسمة، وقال: “وهناك أيضاً تحالف عربي وتعاون مشترك من أجل الدفاع عن الدول العربية ولكنها غير مفعلة”.

“بعض الدول العربية حين تتقاطع مصالحها مع تركيا تخفت صوتها حيال احتلاله لسوريا”

وعبر حبيب عن خشيتهم من استمرار الاحتلال التركي للأراضي السورية وسط صمت دولي وعربي تجاهها، وقال: “كلنا يدرك أن تركيا عندما تحتل منطقة لاتنوي الانسحاب منها بسهولة، ونلاحظ أنها بدأت في سوريا بربط تلك المناطق بتركيا مباشرة عبر تحويل العملة إلى التركية وفتح جامعات تركية، وهذه الأمور يقلقنا كقوة وطنية، فيما الدول العربية ورغم أن لديها مواقف واضحة في رفض الاحتلال التركي ولكن نخشى عندما تتقارب مصالح تلك الدول مع تركيا تخفت صوتها تجاه الاحتلال”.

“ليس لدينا ثقة مطلقة بأي مجموعة أو فريق دولي ونتعاون معهم بحسب سلوكياتهم معنا”

حيال موقفهم من السياسات الروسية والأمريكية تجاههم قال حكمت حبيب: “بكل تأكيد ليس لدينا ثقة مطلقة بأي مجموعة دولية أو أي فريق دولي، وهناك سياسة مصالح لتلك الدول، ونحن نتعامل مع الدول المتدخلة في الملف السوري في إطار بحثنا عن حل للأزمة السورية وإقامة سوريا ديمقراطية لا مركزية، وموضوع الثقة مرهون بسلوكيات تلك الدول”.

“لانريد دستورا خارجيا على غرار دستور بريمر للعراق، بل نريد دستورياً يكتبه السوريون”

وعن رؤيتهم لاجتماعات جنيف وآستانا ولجنة صياغة الدستور التي تم إقصاؤهم منها قال حبيب :”نحن ندرك أن اجتماعات جنيف وآستانا ولجنة صياغة الدستور لم تصل إلى نتائج، ولن تجلب أي حل سياسي بدون اشراك القوى الوطنية الحقيقة في الحل، وهناك الملايين من السوريين لم يشاركوا في تلك الاجتماعات وفي صياغة الدستور، ونحن لا نرغب في دستور يكتب لنا في الخارج، ولا نريد أن يكون هناك دستور على غرار الدستور العراقي الذي كتبه بريمر ولم يجلب للعراق سوى الانقسام والتشظي، بل نريد أن يُكتب الدستور داخل سوريا وبيد السوريين”.

“نشارك في اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر الوطني لقوى المعارضة الوطنية وسيبصر النور قريباً”

وعن مساعيهم لإيجاد حل بديل للأزمة السورية وتوحيد قوى المعارضة، أكد حبيب أنهم يؤمنون أنه لا يمكن إيجاد حل سوري بدون الحوار السوري، وقال :”لذا تم تشكيل لجنة تحضيرية ونحن جزء من اللجنة لعقد مؤتمر وطني لقوى المعارضة الوطنية الديمقراطية المؤمنة بالحل السياسي، وتمت دعوة الكثير من القوى والشخصيات الوطنية، لعقد المؤتمر الذي سيبصر النور ويُعقد خلال الأشهر القليلة القادمة فيما لم يحدد بعد المكان والزمان، فيما الهدف منه توسيع منصة المعارضة، وسيُعقد هذا المؤتمر لقوى المعارضة ليكون بداية للدعوة لعقد مؤتمر وطني لكافة السوريين من أجل الوصول لحل سياسي شامل”.

“الكثير من الدول أبدت دعمها لهذا المؤتمر ولكن لن يجري أي تدخل خارجي فيه”

ونوه حبيب أنهم يجرون حوارات متقدمة مع هيئة التنسيق لإنجاح المؤتمر، مؤكداً أنه مؤتمر وطني جاء برغبة من القوى الوطنية السورية، وهي تحضى بدعم من العديد من الدول التي تواصلوا مها، ولكنها لن تكون برعاية أو تدخل خارجي فيها.

“هناك شخصيات تركت الائتلاف وأخرى ستتركه قريباً سيشاركون في المؤتمر”

ورداً على سؤال ما إذا كانوا دعوا الائتلاف للمشاركة في المؤتمر قال حبيب : “لم نتواصل مع الائتلاف بشكله الحالي، إنما هناك شخصيات ضمن الائتلاف وأخرى تركت، وشخصيات تنوي ترك الائتلاف قريباً يتم التواصل معهم وسينضمون إلى المؤتمر”.

وختم حكت حبيب حديثه بالتأكيد أن شمال وشرق سوريا التي تعيش حالة من الأمن والاستقرار مقارنة بباقي مناطق سوريا ستكون نواة لحل الأزمة السورية ودمقرطتها.

إعداد: لزكين إبراهيم

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.