NORTH PULSE NETWORK NPN

“حاميها حراميها” المثل الذي بات ينطبق على الأجهزة الأمنية في مدينة حلب

نورث بالس

يزداد يوما بعد يوم حدة الانتهاكات التي يقوم بها المسلحين التابعين للقوى الأمنية الحكومية في مدينة حلب بحق الأهالي، واللذين كان من المفترض أن يكونوا الجهة التي تحمي أمن المواطنين، الأمر الذي ولد الخوف في نفوس أهالي المدينة اللذين لم يعد يأمنون على أنفسهم وممتلكاتهم، وتأتي هذه الأفعال في وقت يعيش فيه الشعب ظروفاً معيشية غاية في الصعوبة.

تشهدت مدينة حلب في الآونة الأخيرة حالات نهب وسلب لممتلكات المواطنين والتعرض لهم وتهديهم، وكل ذلك من قبل الجهات الأمنية التي من المفترض أن تكون الحامي ولكنها تحولت إلى (الحرامي) ورغم تقديم الأهالي الكثير من البلاغات للجهات المعنية لتوقيف تلك الجماعات، لكن دون جدوى، حيث أن قوات الشرطة لاتجرؤ هي الأخرى من إيقاف تلك الجماعات المسلحة لأنها تابعة لجهات لها سلطة أكبر من الشرطة، بحسب ما أفاد به الأهالي.

المواطن أبو يحيى “اسم مستعار”  البالغ من العمر 29 عاما وهو من سكان حلب يقول في تصريح لشبكة “نورث بالس” بأنه تعرض للسرقة في إحدى الشوارع الرئيسية بحي سيف الدولة، حيث كان يقود سيارته من نوع (سوزوكي) فأوقفته سيارة من نوع جيب لا تحمل أي لوحة، فقط كان مكتوب على أحد أبوابها (الفرقة 25) وقال: “بعد أن أوقفوني نزل منها شخصان مسلحان وأقدموا على ضربي بدون أن أعرف السبب وحطموا نوافذ سيارتي وسلبوا مني مبلغ 70 ألف ل.س، وهاتف سامسونج”.

وأكد أبو يحيى أنه سارع لتقديم بلاغ ضدهم في إحدى المخافر حول الحادثة ووصف لهم نوع السيارة وأوصاف المسلحين، وقال :”لكنهم رفضوا تسجيل البلاغ كون السيارة تابعة لفرع الجوية بحسب ما قاله عناصر المخفر” ونوه بأنه لجأ لدوائر حكومية أخرى وقدم شكواه ولكن دون جدوى ليتخلى في النهاية عن حقه مجبراً.

وفي نفس السياق، أفاد المواطن أبو نعمة “اسم مستعار” البالغ من العمر 32 عاما، بتعرض محله للسرقة (محل بيع أجهزة الموبايل) في حي صلاح الدين بوضح النهار، وقال: “دخل أشخاص إلى المحل وقاموا بتهديدي وطلبوا مني مبلغ مالي كبير وعندما رفضت إعطائهم قاموا بأخذ ثلاث أجهزة هاتف عنوة والتي يقدر قيمتها بمليون ونصف المليون ليرة سورية، وهددني بأنه لو قمت بالإبلاغ عنهم فسوف يخطفون أحد أفراد عائلتي”.

وأردف أبو نعمة “أن الغريب في الموضوع بان مخفر الشرطة لا يبعد عن محلي أكثر من 50 مترا واتصلت على الفور بالمخفر ولكن لم يجب أحد على الهاتف”.

ويؤكد أبو نعمة أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل يقومون بعمليات نهب كثيرة أمام أعين الجميع، دون أن يتعرض لهم أحد كونهم يحملون سلاح ولديهم سلطة تمنع أي جهة أمنية التدخل لتوقيفهم ومحاسبتهم.

أما الطالبة “عبير محمد” البالغة من العمر 23 عاما وهي طالبة في كلية الهندسة بحلب تقول بأنها تعرضت للسرقة ثلاث مرات أثناء استلامها لحوالاتها المالية، حيث أنها من مدينة حمص وعائلتها تقوم بتحويل مبالغ مالية لها كل فترة من أجل متابعة دراستها في حلب.

وقالت محمد: “لم أعد أشعر بالأمان بهذا الوضع وسأقوم بإيقاف دراستي حاليا وأعود لحمص، ريثما تنتهي هذه المشاكل لأني لم أعد قادرة على البقاء في حلب وسط هذا الخوف والتوتر”.

هذا وأفاد مصدر حكومي في حلب لنورث بالس، أنه وخلال شهر شباط المنصرم سجلوا  68 حالة إبلاغ عن سرقات وسلب بمناطق مختلفة من حلب وغالبيتها ضمن الأحياء الشعبية ولم يتم القبض على أي من مرتكبيها حتى الآن، وذلك لأن غالبية الفاعلين ينتمون لجهات أمنية ويحملون بطاقات أمنية وأسلحة مرخصة.

وقال المصدر :”إن الأجهزة الأمنية كالشرطة والأفرع الأخرى التابعة لها لم تعد تستطيع الوقوف بوجه تلك المجموعات لأنها باتت خطرة للغاية وتمتع بسلطة ما فوق القانون” على حد وصفه.

إعداد: علي الآغا 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.