مخيم الهول.. الـ.ـسماح للسوريين الذين تخـ.ـلوا عن التعاطف مع داعـ.ـش بالعودة إلى مناطقهم
يشكل مخيم الهول واحداً من أبرز الملفات التي تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ورغم مناشداتها للمجتمع الدولي بحل مشكلة المتواجدين في المخيم والتي لاقت تأييداً من التحالف الدولي، وعملت بعض الدول على إستعادة مواطنيها مثل روسيا وطاجيكستان وبريطانيا وإسبانيا والعراق وغيرها، إلا أن الكثير من الدول لا تزال تمتنع عن إعادة مواطنيها ممن انضموا إلى صفوف تنظيم داعش، حتى أن بعض المجتمعات المحلية في سوريا تبدو قلقة من عودة السوريين الذين كانوا فيما ما مضى عنـاصر لدى التنظيم، رغم ذلك نجحت الكفالات العشائرية بعودة العشرات إلى مناطقهم في ديرالزور والرقة والطبقة، وتمكنت برامج الرعاية الاجتماعية التي وفرتها الإدارة الذاتية من إعادة تأهيلهم ودمـجهم في المجتمع.
وأعلنت الإدارة الذاتية في بيان يوم الخميس الفائت، عن إفساح المجال أمام المواطنين السوريين المقيمين في مخيم الهول “للعودة الطوعية إلى مناطق سكناهم” وأكدت أن هذا القرار كان قد اتُخذ سابقاً، حيث أصدر حينها في 5 تشرين الأول 2020 قراراً بإفساح المجال أمامهم للعودة، إلا أنَّ العوائل التي كانت تقيم في مخيم الهول كانت تخشى العودة بسبب وجود نظام الأسد، ومع سقوط النظام، لم يعد هناك داعٍ للخوف أو للبقاء في المخيم، حيث أكد البيان أن مكتب شؤون النازحين واللاجئين التابع لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية سيقدم كافة التسهيلات وتأمين رحلات للعوائل الراغبة بالعودة.
وبالتوازي مع عبئه الاجتماعي يشكل مخيم الهول تحدياً أمنياً كبيراً أمام كل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، ويضم مخيما الهول بريف الحسكة والروج بريف رميلان في مقاطعة الجزيرة أكثر من 40 ألف نازح، كثير منهم على صلة بتنظيم داعش ومن جنسيات مختلفة (50 دولة)، وقد صرَّح اللواء علي الحسن (الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا)، الخميس، لموقع الإدارة الذاتية الرسمي أنَّ خلايا داعـ.ـش حاولت استغلال الأوضاع الأمنية لإحداث اضطرابات داخل مخيم الهول، لكن قوى الأمن الداخلي كانت جاهزة تماماً لهذه المحاولات، واتخذت التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن، ومستغلين أيضا انشغال الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية في التصدي للهجمات في سد تشرين وجسر قره قوزاق. وعلى صعيد متصل قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن قواتها خلال العام 2024 قامت بالكثير من حملات التمشيط لضبط أوكار داعش وخاصة على الحدود السورية – العراقية والمناطق الصحراوية ومخيم الهول ومحيطه.
وفي السياق، يتفق موقف التحالف الدولي مع موقف الإدارة الذاتية حول ضرورة حل مشكلة مخيم الهول، وخلال زيارته الأخيرة إلى مخيم الهول في 16 كانون الثاني الجاري أعتبر مايكل كوريلا (قائد القيادة المركزية) المخيم بمثابة “جيش داعش” قيد الاحتجاز، وأكد الجنرال كوريلا أن القيادة المركزية الأمريكية ستظل تركز على دعم إعادة سكان مخيم الهول والروج إلى بلدانهم الأصلية. كما أكد الجنرال كوريلا أن القيادة المركزية الأمريكية ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لنقل مقاتلي داعش إلى بلدانهم الأصلية للبت النهائي في أمرهم.
يتفق الخبراء القانونيون وناشطو حقوق الإنسان وقادة التحالف الدولي وقسد، أنه بدون جهود دولية لإعادة المقاتلين وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم، فإن مخيم للهول والمخيمات الأخرى بالإضافة إلى مراكز الاحتجاز تخاطر بخلق جيل جديد من داعش، ويؤكد الموقف الجديد للإدارة الذاتية بالسماح للسوريين بمغادرة المخيم بشكل طوعي، على الانفتاح على أي حل يضمن معالجة مشكلة هذا المخيم بالتعاون مع المجتمع المحلي والدولي، وما يشجع هذا الأمر القناعة التي باتت تترسخ في أذهان من كانوا يتعاطفون معه التي تفيد بأن التنظيم خدعهم وفشل في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعاني منها المجتمعات المحلية….
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.