NORTH PULSE NETWORK NPN

أزمـ.ـة الإتـ.ـصالات الهاتفـ.ـية في سـ.ـوريا تتـ.ـفاقم وسـ.ـط مـ.ـحاولات جـ.ـهات إقليـ.ـمية السـ.ـيطرة عليها

يعد قطاع الإتصالات السلكية واللاسليكة من أهم القطاعات الحيوية للتي لا يمكن الإستغناء عنها أو إهمال تطويرها في ظل عصر العولمة والثورة الرقمية، رغم ذلك بقي هذا القطاع في سوريا متدهوراً ولحقت به خسائر كبيرة طالت بنيته التحتية من مقاسم وأبراج تغذية هوائية وشبكات اتصال سلكية ولاسلكية، نتيجة سنوات الحرب ليؤدي ذلك إلى توقف الخدمة عن مساحات واسعة من البلاد، وبلغت الخسائر مليارات الليرات. ومع خروج العديد من المناطق عن سيطرة النظام البعثي بدأت الحكومات المحلية إيجاد بدائل للاتصالات والإنترنت تحميها من عمليات المراقبة والتتبع التي كان يمارسها النظام بحق معارضيه، ففي شمال وشرق سوريا تم تأسيس شركة “آر سيل” (روجآفا سيل) المتخصصة بتقديم خدمات الإنترنت مع اعتماد بعض المواطنين على شبكات الدول المجاورة، وفي الشمال السوري وشمال غرب سوريا هيمنت شركات الإتصال التركية على قطاع الإتصالات بدرجة كبيرة، وفي الجنوب كان الاعتماد على شبكة فودافون الأردنية مع استخدام البعض للإنترنت الفضائي، بينما احتكرت كل من سيرياتيل و “إم تي إن” مناطق سيطرة النظام البعثي.

ومع سقوط النظام البعثي برزت الكثير من الأنباء حول محاولات تركية للسيطرة على مشغلات الخلوي في الداخل السوري لأهداف “تجـ.ـسيسية” بحسب مراقبين، وانتشرت مخاوف لدى شريحة واسعة وخاصة معارضي النفوذ التركي في سوريا من تعرض اتصالاتهم للمراقبة والتنصت، وبرز ذلك بشكل واضح ولأول مرة في مركز سيرياتيل بحلب في بداية العام 2025م، بالتوازي مع توجيه اتهامات مماثلة لشركات إيرانية.

وفي السياق، أكد وزير الاتصالات في حكومة تسيير الأعمال في دمشق، حسين المصري، الخميس الفائت لوكالة “سانا” أن الوزارة أرسلت عينات من شرائح الموبايل إلى شركة متخصصة للتحقق، بعد انتشار تقارير حول خصوصية البيانات، وأوضح أنه “بعد انتشار تقارير إعلامية حول تعرض خصوصية بيانات المواطنين للخطر عبر شرائح الموبايل، أرسلت الوزارة عينات من الشرائح إلى شركة متخصصة للتحقق من مدى توافقها مع المعايير الفنية العالمية”. وتعليقاً على اتهـ.ـامات وجهتها قناة “سوريا” المقربة من تركيا حول “إمكانية تجسس إيران على هواتف المشتركين” أصدرت شركتا سيرياتيل و “إم تي إن” بيانات توضيحية بخصوص مصدر شرائح الـ “SIM” الخاصة بهما، حيث نفت شركة “إم تي إن” للاتصالات استخدام شرائح اتصال إيرانية الصنع في السوق السورية، في حين أكدت شركة “سيريتيل” استيرادها شرائح اتصال من مصادر متعددة من بينها إيرانية الصنع عتم 2021م بسبب أزمة التوريد التي رافقت وباء كورونا آنذاك إضافة إلى العقوبات الأمريكية-الغربية المفروضة على سورية..

وقالت شركة “إم تي إن” في بيان، الخميس، إنه “لا يوجد أي تعامل فني، تقني، أو تجاري مع شركة “ساغا” الإيرانية سابقاً أو حالياً، مؤكدة أن الشرائح المستخدمة في السوق السورية من إنتاج شركات خليجية، أوروبية، وصينية متخصصة. بينما أعلنت شركة “سيريتل”، إرسال عينات عشوائية من شرائح اتصال قديمة وجديدة إلى شركات عالمية متخصصة في أمن الاتصالات، ليتم فحصها وتقديم تقرير موثوق بالنتائج تشاركه مع وزارة الاتصالات والهيئة الناظمة للاتصالات. وسط شكوك حول تعمد إثارة هذا الموضوع للتغطية على النشاطات الأمـ.ـنية التركية داخل هذا القطاع في سوريا.

يُذكر أن شركة “سلام تليكوم” التركية أعلنت في نهاية العام 2024م بعد سقوط النظام عن افتتاح فروع لها في الشمال السوري كخطوة أولى لتغطية كامل سوريا، وهي شركة تستهدف العرب عموماً والسوريين خصوصاً، من خلال عروض مميّزة وخدمة عملاء باللغة العربية بحسب موقع “تـ.ـرك برس”. وقال تركي عبد الحميد المتحدث باسم “سلام تليكوم” لموقع “حلب اليوم”، إن الشركة عملت كمشغل عالمي في كافة ولايات الدولة التركية، وبأن بثها التجريبي انطلق رسمياً في الشمال السوري منذ أكثر من 4 أشهر.

وحذر مهندسو إتصالات أنه بدون وجود شركة وطنية للاتصالات والإنترنت في سوريا لا يمكن تحقيق أمـ.ـن المعـ.ـلومات للمواطنين، وحتى الآن لم تبدي حكومة تسيير الأعمال في دمشق أي موقف حقيقي تجاه الأزمة، وسط توقعات بخصخصة قطاع الإتصالات الأمر الذي سيثير حفيظة القوى الوطنية ومنظمات حقوق الإنسان وسيعزز الشعور بالمراقبة الأمـ.ـنية لدى المواطن التي غرسها النظام البعثي طيلة فترة حكمه كما يقول ناشطون وبعض معتقلي الرأي السابقين..

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.