انتقام ضحيته العلويون.. العنف الطائفي يخيم على مستقبل سوريا
تشهد سوريا موجة جديدة من أعمال العنف الطائفي، حيث تستهدف هجمات مجهولة قرى ذات غالبية علوية في مناطق متفرقة من البلاد.
ففي الأيام الماضية، قُتل عشرة مدنيين في هجوم نفذه مسلحون مجهولون في ريف حماة، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
استخدم المهاجمون أسلحة مزودة بكواتم صوت واقتحموا المنازل في منتصف الليل، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص، بينهم طفل وامرأة مسنّة، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وتتكرر هذه الهجمات منذ سقوط النظام السابق، حيث وثّق المرصد السوري 162 حالة قتل مشابهة.
أعمال عنف طائفية
لم تكن هذه المجزرة هي الأولى من نوعها، فقد باتت أعمال العنف ضد الطائفة العلوية تتكرر بشكل ممنهج منذ سقوط النظام السابق.
يرى محللون أن هذه الهجمات قد تكون جزءًا من عمليات تطهير عرقي تهدف إلى زيادة التوترات الطائفية في البلاد، وهو ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف لا تنتهي بسهولة.
وفي هذا السياق، علقت بينتي شيلر، خبيرة الشؤون السورية في مؤسسة هاينريش بول الألمانية ، قائلة: “من المحتمل أن تكون هذه الهجمات انتقامية أو ذات دوافع أيديولوجية، وربما تهدف إلى تشويه سمعة النظام الجديد في سوريا”.
وأضافت بينتي شيلر في تقرير نشره موقع “دويتشه فيله” الألماني على أن المناطق ذات الأغلبية العلوية أصبحت هدفًا مستمرًا لهذه الأعمال العنفية منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.
وفقًا لما ذكرته منى غانم، رئيسة المنظمة غير الحكومية السورية “منتدى المرأة السورية للسلام”، فإنَّ “معظم هؤلاء المسلحين ملثمون ولا نعرف هويتهم”. بحسب تقرير “دويتشه فيله”.
وأشارت غانم إلى أنَّ بعض الأشخاص يعتقدون أن هؤلاء الملثمين هم أعضاء في النظام السوري الذي تم الإطاحة به، إلا أنَّها تشير إلى أن هذا الافتراض غير دقيق، موضحةً أنَّ العديد من السوريين كانوا مرتبطين بهذا النظام.
كما أفادت غانم أنَّ بعض سكان المنطقة يعتقدون أن من يقف وراء هذه الهجمات هم إرهابيون أجانب قاتلوا في صفوف “هيئة تحرير الشام”، التي يترأسها أحمد الشرع.
وتشير الخبيرة الألمانية إلى أن الحكومة الانتقالية في سوريا تواجه مشكلة كبيرة في بسط سيطرتها على جميع أنحاء البلاد، حيث تعمل بعض فصائل المعارضة دون الالتزام بتوجيهات دمشق، مما يفاقم الأزمة ويضعف سلطة الحكومة الانتقالية.
في الوقت ذاته، يزداد الانقسام الطائفي في البلاد ويهدد بتفاقم الصراع الطائفي الذي قد يدفع سوريا نحو المزيد من الدماء.
وتشكل الطوائف العرقية في سوريا قرابة 30 في المئة من السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، فيما يُعتقد أن العلويين يشكلون حوالي 10 في المئة منها بينما يمثل المسلمون السنة حوالي 70 بالمئة.
ومع استمرار الفوضى، تبقى الطوائف العرقية والطائفية في سوريا عرضة لمزيد من التوترات، ما يهدد بدوامة جديدة من العنف في البلاد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.