عمـ.ـليات قطع جائـ.ـرة للأشجار في ريف عفرين تهـ.ـدد البيئة وتحـ.ـرم الأهالي من سُبل عيـ.ـشهم
على الرغم من اعلان فصيل “الجيش الوطني السوري” المـ.ـدعوم من تركيا حل نفسه والانضمام إلى وزار الدفاع في الحكومة الانتقالية السورية، لا يزال عناصرها الذين يسيطرون على الوضع الأمني في عفرين وريفها يتبعون “عقلية العصابة” التي حولت ممتلكات المواطنين بما فيها أشجارهم إلى “غنائم حرب”، ويسمحون لأنفسهم التصرف بها رغم إلحاقهم الضرر الكبير بأرزاق المواطنين والبيئة. ومنذ احتلال عفرين عام 2018م من قبل القوات التركية ومرتزقتها، تعرضت عشرات الآلاف من الأشجار من مختلف الأصناف للقطع و التحطيب من قبل المرتزقة للتجارة بها لاحقاً، بالإضافة إلى تهديد الاهالي في حال قيامها برفع اي شكوى ضدهم.
وفي السياق، تداول نشطاء في ريف عفرين يوم الثلاثاء، مشاهد فيديو توثق عمليات قطع جائرة لأشجار الزيتون في قرية “خرابة شران” بريف عفرين المحتل، والتي تشكل مصدر لتأمين معيشة أهالي القرية.
وتعتبر “المنظمة الدولية للشرطة الجنائية” (الإنتربول) عمليات القطع الجائر وغير المشروع للأشجار “جريمة” ويطلق عليها اسم “الجريمة المتصلة بالغابات” وعرفها بأنها: “الاستغلال غير المشروع لأصناف الأخشاب القيّمة للغاية والمعرضة للانقراض. قطع الأشجار غير المشروع في المناطق المحمية، أو في أراضي الشعوب الأصلية، أو خارج حدود الأرض التي مُنح امتياز استغلالها. غسل الأخشاب المقطوعة بشكل غير مشروع عن طريق الـمَزارع والشركات الزراعية الصورية…”، ووفقاً للإنتربول “لا يقضي المجرمون المتورطون في قطع الأشجار والاتجار غير المشروع بالأخشاب على التنوع البيولوجي فحسب، بل يعرضون للخطر سبل عيش الناس الذين يعتمدون على الموارد الحرجية”.
ولا يكتفي المرتزقة بعمليات قطع الأشجار فحسب، بل يعملون على مصادرة الحطب الناتج عن عمليات “كسح الأشجار”، ففي قرية شوربة التابعة لناحية معبطلي / ماباتا بريف مدينة عفرين المحتلة، أفادت مصادر خاصة بإقدام المدعو “طارق جورية ” القيادي في مرتزقة “فرقة الحمزات” وعناصره على مصادرة كافة حطب الزيتون الناتج عن كسح الأشجار من الفلاحين لتخزينها من أجل التدفئة.
ووثّقت منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا في تقريرها لشهر كانون الثاني 2025 إقدام فصائل مايعرف ب “الجيش الوطني السوري ” سابقاً والمنضوية حالياً ضمن هيكلية الجيش السوري التابع للحكومة الانتقالية، على قطع حوالي 2000 شجرة حراجية في غابة قرية صوغانكه ، وقطع 1160 أشجار مثمرة (زيتون – رمان – اجاص ) تعود ملكيتها للمواطنين الكرد السكان الأصليين للمنطقة. حيث تشهد معظم قرى ريف عفرين عمليات قطع جائرة للأشجار من قبل المرتزقة. ومن هذه الإنتهاكات إقدام عناصر فرقة “العمشات” على قطع 500 شجرة الفاكهة لعائلة كردية من أهالي قرية كورزيله جومه /قرزيحل – شيراوا بريف عفرين للاتجار بحطبها، وغالبية الأشجار تعتبر أشجار معمرة عمرها تزيد عن 40 عاما بعد تهديد أصحابها بالكتمان عن نشر الخبر تحت طائلة تهديدهم بالأختـطاف وتعذيبهم. كما وتم قطع 20 شجرة الزيتون بشكل جزئي من قبل عناصر فصيل “فيلق الشّام ” يوم السبت تاريخ 18 يناير الجاري ، وأن ملكية الأشجار عائدة للمواطن “أدهم خليل” من أهالي قرية نازا – ناحية شران بريف عفرين المحتلة، وهناك العديد من الانتهاكات المماثلة.
إن عمليات القطع الجائر للأشجار العائدة ملكيتها لأهالي عفرين وريفها تعد “جريمة” يمكن للـ “المنظمة الدولية للشرطة الجنائية” (الإنتربول) ملاحقتها، كونه ينطبق عليها اسم “الجريمة المتصلة بالغابات” كونها تعرض للخطر سبل عيش الناس الذين يعتمدون على الموارد الحرجية، كما ويتسبب قطع الأخشاب بطريقة غير مشروعة في إزالة الغابات وإتلاف الموائل وانقراض الأصناف ويسهم في الاحترار العالمي، ويمكن أن تُستخدم العائدات غير المشروعة من الجرائم المتصلة بالغابات في تمويل النزاعات بحسب “المنظمة الدولية للشرطة الجنائية” (الإنتربول)
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.