NORTH PULSE NETWORK NPN

محاولات روسية لتحسين العلاقات مع دمشق بهدف الاحتفاظ بقاعدتي حميميم وطرطوس

لا يزال الغموض يكتنف مصير القوات الروسية المتواجدة في قاعدتي حميميم وطرطوس، حيث تحاول روسيا بشتى الوسائل الاحتفاظ بهما قدر الإمكان وذلك من خلال الرهان على الموقف التركي الودي معها والذي تطور في اجتماعات استانا وسوتشي، وكذلك توليها مهمة نقل “بشار الأسد” إلى خارج سوريا وعدم تلبية طلبه بالتدخل العسكري المباشر لإيقاف زحف قوات “غرفة عمليات ردع العدوان” الأمر الذي ادرجه المراقبون في سياق صفقة ما وهو ما يعني عملياً اتفاق ضمني مع “هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام” من خلال تركيا، ويبدو أن استمرار القوات الروسية في القاعدتين يعكس حقيقة هذا الأمر. يُذكر أن الاتحاد الأوروبي قد طالب سلطة دمشق في وقت سابق بطرد الروس من القاعدتين مقابل إلغاء العقوبات بشكل كامل.

وذكرت موقع “أناليزي ديفيزا” الإخباري الإيطالي، السبت، أن موسكو تحاول الحفاظ على استمرار تواجدها في قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية بريف اللاذقية، واحتواء مطالب سلطة دمشق الجديدة بإجراء تعديلات في الاتفاقيات السابقة، وتبدو فكرة تسليم الأسد مقابل استمرار الوجود الروسي في البلاد صفقة قابلة للنقاش بحسب الموقع. وخلال مباحثات ميخائيل بوغدانوف (نائب وزير الخارجية) مع سلطة دمشق التي زارها لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد، لم يتم ذكر شيء عن القواعد الروسية للاعلام، وذكرت وسائل اعلام مقربة من دمشق أن “السلطة السورية الجديدة” طلبت من روسيا “معالجة أخطاء الماضي”.

وأنشأ الاتحاد السوفييتي قاعدة طرطوس في سبعينيات القرن الماضي، وتضم قطعاً من أسطول البحر الأسود الروسي، وتعد المركز الوحيد للإصلاح والتجديد لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، مما يجنب السفن الحربية الروسية رحلة العودة إلى قواعدها في البحر الأسود عبر المضائق التركية، كما ويمكن للقاعدة أن تستوعب غواصات نووية أيضاً. وتم توسيع القاعدة بعد للتدخل الروسي في الأزمة السورية عام 2012م بشكل مباشر لصالح النظام واستخدام قاعدة حميميم.

وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” ذكر مرهف أبوقصرة (وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال بدمشق) أن “روسيا سحبت عناصرها وأصولها العسكرية من جميع القواعد، باستثناء المنشأتين في طرطوس واللاذقية ذات القيمة الإستراتيجية العميقة لموسكو…”، وأعرب عن انفتاح حكومته على إبقاء القواعد الروسية “طالما هناك اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح سوريا”، وأشار أبو قصرة إلى أن موقف روسيا تجاه الإدارة السورية الجديدة “تحسن بشكل كبير”، يأتي ذلك وسط تقارير تفيد بقيام روسيا إخلاء قسماً من العتاد العسكري من ميناء طرطوس.

ويرى مراقبون أن روسيا تعوّل على دور تركي لإقناع دمشق بالاحتفاظ بقواعدها، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان محادثة هاتفية نهاية الشهر الماضي، ناقشا خلالها الوضع في سوريا، ويبدو أن سلطة دمشق من جانبها تحاول تأجيل موضوع القواعد واستخدامها “كورقة مساومة مع خصوم روسيا”، ويؤكد محللون وجود علاقة وثيقة بين التواجد الروسي في سوريا والحرب على أوكرانيا وتبدو تطورات هذه الحرب ستحدد مصير القوات الروسية في سوريا…

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.