بشكل ممـ.ـنهج.. القـ.ـوات التركية تستـ.ـهدف الاعلاميين بالقـ.ـصف والتهـ.ـديد
أكد تقرير لـ”مركز توثيق الانتهاكات” الأحد، أن القوات التركية تستهدف الصحفيين بشكل متعمد، وأشار إلى فقدان 18 صحفياً كردياً لحياتهم منذ عام 2016م كحصيلة لما سمته بـ”الحرب التركية على الصحفيين في سوريا”. ويوم أمس فقد الصحفي “شرفان سيدو” (عكيد روج) لحياته بقصف جوي نفذته طائرة حربية تركية على محيط سد تشرين أثناء تغطيته لمجريات الأحداث في المنطقة؛ وأصدرت دائرة الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا بياناً للرأي العام نددت فيه هذه الجريمة، مطالبة الجهات الدولية المعنية بحماية الصحفيين بأن تكسر حاجز صمتها حيال ما ترتكبه القوات التركية ومرتزقتها من انتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في إقليم شمال وشرق سوريا. وأكد “اتحاد الاعلام الحر” على أن هجمات القوات التركية ومرتزقتها على “سد تشرين” تسبب بفقدان 3 صحفيين لحياتهم وإصابة ما لا يقل عن 8 صحفيين خلال شهر واحد، حيث تبين أنهم استهدفوا بشكل مباشر بعد تحديد احداثيات أماكن تواجدهم استناداً إلى تقنية البث المباشر التي كان الصحفيون يعتمدونها أثناء عرض تقاريرهم وتغطيتهم المصورة للأحداث بحسب شهود عيان.
ويشكل استهداف الاعلاميين خرقاً لكافة القوانين والأعراف الدولية التي تنص على حماية الصحفيين والإعلاميين في أوقات الحروب، وتنص المادة 34 من القانون الإنساني الدولي على ضرورة احترام وحماية الصحفيين في مناطق الصراع، على الرغم من أن الصحفيين لا يشكلون تهديداً لأي طرف.
وطوال عام 2024، واجه الصحفيون في جميع مناطق سوريا عقبات وهجمات مختلفة، مما أسفر عن إصابات أو ترهيب أو تدخل في عملهم الصحفي. وتم توثيق مقتل 8 صحفيين، وتم اعتقال 6 صحفيين على الأقل، وتم تسجيل العديد من حوادث الاعتقال والتدخل في العمل الصحفي، وانتهاكات أخرى ضد الصحفيين. ومنذ بداية الأزمة السورية عام 2011، فقد 771 صحفياً وعاملاً إعلامياً فقدوا حياتهم بسبب الصراع والاضطرابات. وتم احتجاز عشرات آخرين، ولا يزال عدد كبير مخطوفاً أو في عداد المفقودين.
وكشف تقرير أصدرته لجنة تقصي الحقائق في 2 تشرين الأول 2024م للتحقيق في الاعتداءات على الصحفيين في شمال وشرق سوريا، والتي تم تشكيلها من قبل اتحاد الإعلام الحر ومنظمة حقوق الإنسان في منطقة الجزيرة. أنه خلال مواجهات بين هيئـ.ـة تحـ.ـرير الشـ.ـام والجيش السوري، ارتكب أفراد يرتدون سترات صحفية انتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها هيـ.ـئة تحـ.ـرير الشـ.ـام. كما وجه بعض هؤلاء الأفراد تهديدات للمجتمعات السورية وشجعوا الخطابة العنصرية. ونوّه التقرير إلى أن مختلف الأطراف المسيطرة على الأراضي السورية انتهكت قوانين حقوق الإنسان، وخاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وبحسب ناشطين واعلاميين، لا تكتفي القوات التركية بالاستهداف المباشر للصحفيين بل وجهت العشرات من التهديدات إلى الصحفيين بالقتل، وفي السياق قال الرئيس المشارك لاتحاد الإعلام الحر، دليار جزيري، لوكالة “نورث برس” أن مراسلة تلفزيون روناهي “جوانا جمعة” تلقت تهديدات بالقتل بطائرة مسيرة من قبل منصات الإعلام الرقمية التابعة لتركيا، كما وتلقت الصحفيتان سيلفا إبراهيم وزينب خلف تهديدات من مواقع إلكترونية تابعة لتركية وخلايا نائمة لداعش على التوالي، تم تسليمها عبر وسائل الإعلام الرقمية.
ويرى حقوقيون استمرار صمت المنظمات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تحمي الصحفيين، إزاء هجمات الدولة التركية، يشجعها على زيادة هجماتها ضد المدنيين، وخاصة الصحفيين، والتسبب بتشويه الحقائق، وعلى الرغم من ذلك لا يزال العشرات من الصحفيين مخلصين لمهنتهم في أصعب الظروف وتقديم الحقائق للرأي العام، وتوثيق انتهاكات القوات التركية ومرتزقتها لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.