لا يزال أهالي عفرين يعانون تحت وطأة الانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها على يد فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا التي أعلنت عن حل نفسها، ورغم مرور نحو 7 سنوات على احتلالها يستمر الوضع الأمني في التدهور، حيث تستمر عمليات الخطف والاعتقال التعسفي والقطع الجائر للأشجار وفرض الأتاوات والمعاملة العنصرية تجاه السكان الأصليين الكُرد، بالإضافة إلى عمليات السطو على القرى وسرقة الممتلكات وسط حالة من الفلتان الأمني.
وفي 15 شباط الفائت زار رئيس السلطة في دمشق، أحمد الشرع، مدينة عفرين والتقى بعدد من الأهالي وناقش معهم الأوضاع المعيشية والتطورات الراهنة، قدّم الشرع خلالها إلى عفرين مجموعة من الوعود للأهالي، من بينها “حماية المدنيين ومنع أي اعتداء عليهم، إضافة إلى إعادة منازل المواطنين إلى أصحابها” وأشار إلى عزمه على “إنشاء غرفة لتلقي شكاوى المواطنين”، متعهداً بـ “إعادة الحقوق لأصحابها وإنصاف كل من سُلب منه حقه”، وأعلن عن أن جهاز الأمن العام التابع للسلطة الجديدة سيتولى إدارة مدينة عفرين بشكل رسمي”، داعياً “وجهاء المدينة إلى تقديم مطالبهم خطياً للعمل على معالجتها”. رغم ذلك يؤكد ناشطون وكذلك تشير الانتهاكات اليومية إلى أن وعود الشرع اختفت بانتهاء زيارته للمدينة.
وفي السياق، أكدت مصادر محلية بإقدام الفصائل الموالية لتركيا يوم الثلاثا، على اعتقال عدد من االمواطنين الكرد من قرية “قره كول” التابعة لناحية بلبل في بلدة سرمدا أثناء مخاولتهم الحصول من السلطات الأمنية فيها على موافقة يسمح لهم بنقل رفات ذويهم من مقبرة “تل قراح” إلى مدينة عفرين وأشارت المصادر إلى إخضاعهم لعمليات استجواب أمنية.
وأكدت “منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا” في تقرير لها يوم الاثنين الفائت على إن فصائل ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” تستمر في ممارسة الانتهاكات، والاستخبارات التركية برفقة ” الشرطة المدنية” لا تزال تعتقل المواطنين الكرد، ولا يزال العلم التركي مرفوعاً في العديد من الحواجز والأماكن وداخل مكاتب البريد والشركات التركية ومكاتب “الشرطة العسكرية- سابقاً”؛ ووثقت المنظمة خطف واعتقال 53 مواطناً كُردياً بينهم امرأة واحدة خلال شهر شباط الفائت. وتم الاعتداء بالضرب على مسن كردي وتعذيبه في ناحية شيراوا، والاستمرار في عمليات قطع الأشجار الحراجية والمثمرة، ففي ناحية جنديرس (جبل قازقلي – جبل حسنه) وحدها تم قطع غابات تقدر مساحتها بمئات هكتارات. كما ويستمر فرض الاتاوات والضرائب على أصحاب الوكالات الذين يديرون أملاك ذويهم الغائبين والمهجرين حتى الآن. بالإضافة إلى استمرار اعمال السرقة فمثلاً: بتاريخ 27 فبراير الفائت ، أقدم ثلاثة مسلّحين على إيقاف حافلتي ركّاب في الطريق الواصل بين قريتي “كُوركان تحتاني- معبطلي، كانوا قادمين من معمل في ناحية راجو”، وسلبت مبالغ مالية (رواتب) و17/ هاتف جوّال من الركّاب، وهم /17/ عامل، كانوا يعودون من المدينة إلى قريتهم، ثم لاذ المسلحون بالفرار.
رغم وعود الشرع والانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها لا يزال السكان الأصليين الكرد في عفرين وريفها يخوضون معركة البقاء في مناطقهم ولم تنجح معظم الأعمال الترهـ.ـيبية على إجبارهم على الهجرة أو النزوح، بل هناك إصرار على التشبث بالأرض وعودة المهجرين. في ةسط هذه التطورات قالت إلهام أحمد (الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية) إن ملف عودة المهجرين من عفرين إلى مناطقهم سيشهد انفراجة بطريقة “آمنة وكريمة” يأتي ذلك وسط تفاؤل حذر بنجاح عملية السلام في المنطقة…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.