مستقبل انـ.ـدماج قـ.ـوات سوريا الديمقراطية في الـ.ـجيش السـ.ـوري الجديد وتحـ.ـدياته

في تصريح خاص لشبكة نبض الشمال، تحدثت إيرينا تسوكرمان عن التحديات التي تواجه إمكانية اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري الجديد، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعتمد على عدة عوامل معقدة، بما في ذلك المفاوضات السياسية، الديناميكيات الإقليمية، والمصالح الأمريكية.

وأكدت تسوكرمان أن الإرادة السياسية في دمشق تعد من أبرز العوامل الحاسمة. فعلى الرغم من أن الحكومة السورية قد نظرت إلى قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها قوة انفصالية بسبب ارتباطاتها بالحكم الذاتي الكردي، فإن أي اندماج محتمل يتطلب من قوات سوريا الديمقراطية التنازل عن بعض درجات الحكم الذاتي. وهو ما قد يمثل نقطة خلاف كبيرة بين الأطراف المعنية.

وأضافت تسوكرمان أن قوات سوريا الديمقراطية ستسعى للحصول على ضمانات لحقوق الأكراد والأقليات غير الكردية، ونموذج حوكمة لامركزية، مع احتمالية الاستمرار في الحصول على الدعم الغربي.

أما على صعيد العلاقات الإقليمية، فقد شددت على أن تركيا تعارض بشدة أي اعتراف بقوات سوريا الديمقراطية بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، مشيرة إلى أن أنقرة قد تمارس ضغوطا على دمشق لمنع هذه الخطوة.

فيما يتعلق بالمصالح الأميركية، ذكرت تسوكرمان أن الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية كان قائما على قيمتها الاستراتيجية، خاصة في مكافحة الإرهاب ضد داعش وكونها قوة موازنة ضد النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة. وأوضحت أن الولايات المتحدة قد تدعم هذا الاندماج فقط إذا تم الحفاظ على بعض الاستقلالية للجيش السوري الجديد، مع ضمان عدم زيادة النفوذ الإيراني في سوريا.

وأضافت تسوكرمان أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعمليات المضادة للإرهاب، خاصة ضد تنظيم القاعدة، لكن تزايد العزلة الأميركية في المنطقة قد يغير التوجهات المستقبلية، بما في ذلك في سوريا. وأكدت أن الدعم الأميركي قد يتزايد في حال تم الحفاظ على بعض الاستقلالية لقوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري الجديد، شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى تعزيز السيطرة الإيرانية.

ختامًا، أشارت تسوكرمان إلى أن المعارضة التركية ستكون أحد التحديات الرئيسية أمام أي محاولة لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، لكنها لفتت إلى أنه إذا تم توفير ضمانات محددة، قد تظهر مرونة أميركية حيال هذه القضية.