NORTH PULSE NETWORK NPN

حملة تأمين مخيم الهول تُضعف من سطوة داعـ.ـش على وسطه الاجتماعي

يشكل مخيم الهول هاجساً أمنياً مستمراً للمجتمع الدولي عامة وللسلطات المحلية في إقليم شمال وشرق سوريا خاصة، ولايزال يحتفظ بسمعته المخيفة كأخطر مخيم في العالم، ولا يزال يوصف بالقنبلة الموقوتة أو دويلة داعـ.ـش. حيث تعمل خلايا التنظيم على إعادة بناء سطوته على الوسط الاجتماعي بداخلها الذي كان يخضع له، من ناحية محاولة تفعيل جهاز الحسـ.ـبة وتلقين الأفكار المتطرفة للأطفال وتنفيذ عمليات إغتيال ضد من يشك في ولاءه، وجعل المخيم في وضع يمكن من خلاله تنفيذ تمرد من داخله دون أية مبالاة تجاه سلامة الأطفال والنساء والعجزة الذين كان سبباً في المأساة التي يعيشونها وفقاً لعدد من تم مقابلتهم من داخل المخيم. لقد تسبب هذا الأمر بالإضافة إلى زيادة تهـ.ـديدات خلايا التنظيم ضد المجتمع إلى مبادرة العشرات من المجتمع الأهلي إلى تقديم شكاوى تجاه ازدياد نشاط خلاياه حول مخيم الهول الأمر الذي ساهم في تمكين قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية من تحليل المعلومات بدقة أكبر وتنفيذ عمليات استباقية ضد الخلايا في أرياف ديرالزور والحسكة والرقة وداخل مخيمي الهول وروج والتي تكللت على مايبدو بالنجاح حتى الآن دون وقوع خسائر.

وفي السياق، تستمر قوى الأمن الداخلي وبمؤازرة وحدات حماية المرأة في حملة تفتيش وملاحقة المطلوبين لتأمين مخيم الهول بعد ورود معلومات كافية عن تزايد نشاطات خلايا التنظيم داخل المخيم، أسفرت حتى يوم الأحد عن إلقاء القبض على مجموعة من العناصر وضبط أسلحة وأجهزة اتصال، وسط أنباء عن استمرار الحملة حتى تحقيق أهدافها. يأتي ذلك بعد الحملة التي وصفت بالناجحة في مخيم روج بريف رميلان، في منتصف شهر نيسان الجاري، وأسفرت عن ضبط أسلحة والقبض على عناصر.

وتعليقاً على مجريات العملية، أعربت مصادر من المجتمع الأهلي لشبكة (NPN) عن ارتياحها تجاه مشاركة وحدات حماية المرأة وأساييش المرأة في الحملة، وتكفلها بتأمين الحماية والتعامل مع النساء أثناء عمليات التحري والتفتيش وإلقاء القبض على المطلوبين. وتم التأكد من صحة ذلك لدى مطابقة هذا الأمر مع مشاهد الفيديو التي غطت العملية حيث تبين مدى الارتياح والهدوء الواضح في سلوك نساء المخيم أثناء سير العملية، كما وأمكن ملاحظة احترام قوات الحملة للخصوصية الاجتماعية داخل المخيم، مما يفسر التساؤلات حول إمكانية بناء الثقة بين قسم كبير من نساء المخيم وقوات حفظ الأمن والحماية الخاصة بالمرأة، لتحرير النساء من قبضة التنظيم.

* توقيت حملة تأمين المخيم:
أفاد مصادر متابعة بأن العملية تأتي في ضوء التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها سوريا، وتطور التحديات الأمنية بعد الاتفاقات التي توصلت إليها قيادة قسد مع سلطة دمشق، وتوارد معلومات عن محاولات التنظيم تحقيق مكاسب لرفع معنويات عناصره المنهارة وإعادة بناء الثقة معهم بعد سلسلة من العمليات الفاشلة التي نفذها ضد الأعيان المدنية والوسائط العسكرية لإقليم شمال وشرق سوريا ولم تسفر عن أية مكاسب تكتيكية مقارنة باستنزاف موارده. كما ويعد نجاح الحملة عامل لاستمرار مشاكل التنظيم الداخلية.

* أهمية المخيم بالنسبة للتنظيم:
وفقاً لما أفاد به عدد من المختصين في شؤون الجماعات المتطرفة لشبكة (NPN) يشكل المخيم أهمية كبيرة للتنظيم، بسبب تواجد العشرات من المتطرفين الأجانب في داخله، كما أن فقدان ولائهم يعد ضربة كبيرة لأيديولوجيته خاصة في ظل تفضيل العشرات منهم العودة إلى بلدانهم والتخلي عن فكر التنظيم. بالإضافة إلى صعوبة الرقابة الأمنية بين الخيم المكتظة والقدرة النسبية على تأمين قنوات للتواصل ونقل السلاح عبر بعض المهربين. من ناحية أخرى يحاول التنظيم الحفاظ على وسطه الاجتماعي داخل المخيم بعد فقدانه لسطوته على المجتمعات المحلية التي خضعت لسيطرته في وقت سابق وعدم قدرته على تجنيد المزيد من العناصر، لذلك يبدو أنه يلجأ إلى محاولة تهريب عناصره السابقين من المخيم لتعويض النقص في أعداد عناصره في سوريا والعراق خاصة بعد الفراغ الأمني في سوريا إثر سقوط النظام البعثي وحاجته للمزيد من العناصر ذات الخبرة للسيطرة على مناطق في الداخل السوري، واعتماد ذلك كاستراتيجية وفقاً للمختصين، أي أن التنظيم يعتبر المخيم مسألة وجودية لمشروع دولته المزعومة، وبالتالي يشكل استمرار مغادرة العائلات للمخيم وتخليهم عن ولائهم للتنظيم ضربة كبيرة له وحتى فقدانه لمبررات وجوده في حال حل مشكلة مخيمي الهول وروج وتفكيكهما، مما يعني زوال التنظيم وعودته إلى المربع الأول عندما كان ينشط كمجموعات ملاحقة في العراق.

على صعيد متصل، أعلنت الرئيسة المشاركة لإدارة المخيم “جيهان حنان” في لقاء اعلامي، إن العمل جارٍ لإعادة جميع قاطني “الهول” إلى دولهم ومناطقهم، بالتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية، ودعت إلى زيادة الاستجابة الدولية في تحمل المسؤوليات والضغط على الدول لاستعادة رعاياهم من المخيم. وأكدت على انخفاض عدد سكان المخيم من نحو 73 ألف شخص في عام 2019 إلى نحو 35 ألفاً حالياً، في ظل جهود متواصلة لإعادتهم إلى بلدانهم ومناطقهم.

تشير معظم التقديرات إلى أن فقدان التنظيم لقادة الصف الأول والثاني، وتركيز قدراته على استهداف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية مقابل السماح باستمرار نشاطات مجموعاته في الشمال السوري الخاضع لسيطرة القوات التركية، قد استنزفت الكثير من طاقته وتكبد خسائر كبيرة، الأمر الذي يؤكد ارتكاب التنظيم أخطاء استراتيجية من خلال إهماله المناطق الهشة أمنياً في الداخل السوري والتي يمكن أن تتعايش مع مشروعه، والتركيز على مهاجمة مناطق شمال وشرق سوريا والتسبب بعداوة مع المجتمعات المحلية والعشائرية بعد استهداف أبنائهم المنخرطين في صفوف قسد ومؤسسات الإدارة الذاتية وتعطيل الخدمات وترهيب المستثمرين المحليين. وهذا ما يفسر استمرار اندحار التنظيم ونفور وسطه الاجتماعي عنه…

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.