NORTH PULSE NETWORK NPN

لضمان مصالحها.. جهـ.ـود روسـ.ـية لإظهار موسكو كصديقة لدولة سوريا

 

كشف سيرجي ناريشكين (رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي) الجمعة، إنه ألتقى مع مسؤول كبير لدى أجهزة المخابرات السورية دون الكشف عن اسمه، وأكد أنه عقد “اجتماعاً بناءً وودياً”، وأوضحت وكالة “تاس” الروسية أن اللقاء تم على هامش مؤتمر حول أفغانستان والذي عُقد الأسبوع الماضي في باكو وحضره قادة وممثلون رفيعو المستوى من دول الشرق الأوسط، ودول آوراسيا. يأتي ذلك بعد تمكن روسيا من امتصاص موجة الغضب ضدها جراء علاقاتها الوثيقة مع النظام البعثي ودورها الكبير في معاركه ضد المعارضة. حيث توقف الحديث تقريباً عن مصير التواجد الروسي في سوريا وخاصة في منطقة الساحل، كما أن الحملة المحلية والإقليمية والدولية التي تنتقد أو تحتج على التواجد العسكري التركي والإسراييلي في سوريا لا توجه بنفس القدر نحو التواجد الروسي.

وخلال كلمته في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الجمعة شدد فاسيلي نيبينزيا (الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة) على ضرورة ألا تبقى الدعوات إلى احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها “مجرد شعارات جوفاء”، وأن تلتزم بها عمليا جميع الدول، بما في ذلك جيران سوريا. وأشار نيبينزيا إلى أن المناطق الساحلية في سوريا لم تتعافَ بعد من الأحداث المأساوية الأخيرة، وقال إن نتائج عمل لجنة التحقيق وتقصي الحقائق “سيشكل أساس العلاقات المستقبلية بين دمشق والمجتمع العلوي، وكذلك الأقليات العرقية والدينية الأخرى”. وعبر السفير الروسي عن الموقف الروسي الجديد تجاه الشعب السوري من خلال تأكيده على أنه لا بديل عن عملية سياسية شاملة، بقيادة جميع السوريين وبدعم من الأمم المتحدة، وأضاف: “سوريا التي لا تشعر فيها كل مجموعة عرقية أو دينية بالقمع أو التهميش، وتحصل فيها على تمثيل مناسب في هياكل الأمن والسلطة، ستكون منيعة ضد أي محاولات لتقويض سيادتها أو سلامة أراضيها”.

ويرى مراقبون أن روسيا تمتلك الكثير من الأوراق السياسية التي تمكنها من الحفاظ على استمرلر وجودها في سوريا وتحسين علاقاتها مع سلطة دمشق الجديدة، وأبرز هذه الأوراق استعدادها للوساطة بين دمشق وتل أبيب، وإمكانية إعادة نشر قواتها كقوات فصل الجولان على غرار ما كانت تفعله قبل سقوط النظام البعثي، بالإضافة إلى حاجة المؤسسات السورية لقطع الغيار والاستثمارات الروسية، كما أنها تعد ضمانة لكبح محاولات تركيا للهيمنة على الساحل السوري وسط محاولات من سلطة دمشق الاتجاه إلى العمق العربي، وفي السياق شدد نيبينزيا على أهمية ضمان عودة إسرائيل إلى تنفيذ اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، وتوقفها عن قصف الأراضي السورية وسحب قواتها من البلاد، “خاصة وأن دمشق أكدت مرارا وتكرارا استعدادها لبناء علاقات بناءة مع جميع جيرانها دون استثناء”. من ناحية أخرى تشترك روسيا مع الكثير من الدول في هواجسها تجاه المقاتلين الأجانب في سوريا تجلى ذلك خلال كلمة نيبينزيا في الأمم المتحدة والذي قال إنه لا يمكن أن يكون هناك مكان في البلاد “للمقاتلين الإرهابيين الأجانب الملطخة أيديهم بالدماء والذين لا علاقة لهم بالشعب السوري”.

وعلى صعيد متصل، يرى مختصون في العلاقات الروسية- السورية أن الحكومة الروسية تحاول إظهار نفسها كصديق موثوق لسوريا “كدولة” بغض النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها، وتحاول من خلال السياسة التي تهدف من ورائها إلى الاحتفاظ بوجودها في الساحل السوري إيجاد نوع من التوازن والتبرير بخصوص علاقاتها مع النظام السابقة وعلاقاتها مع النظام الجديد، وتبدو قاعدة حميميم حاضرة في هذا السياق، خاصة بعد إبداء روسيا لستعدادها لاستخدام القاعدة في الأعمال الإنسانية لصالح السوريين، وفي السياق أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لقلء اعلامي الجمعة، أنه يوجد داخل قاعدة حميميم الآلاف من المدنيين الذين نزحوا من القرى المجاورة باتجاهها وأُخرجت أعداد قليلة منهم باتجاه محيطها، وأكد المرصد على أن القاعدة لا تزال تفتح أبوابها لمن يريد أن يحتمي بها.

وتواجه القوات الروسية في سوريا الكثير من التحديات، خاصة الاستهدافات التي تتعرض لها من قبل طائرات مسيرة كجهولة المصدر، في يوم الخميس الفائت اسقطت الدفاعات الروسية طائرتين مسيرتين خلال التصدي لمجموعة أهداف في سماء جبلة، بالتوازي مع استنفار للقوات الروسية في المواقع السورية. ويوم الأربعاء، اسقطت الدفاعات الجوية الروسية في الساحل السوري، طائرة مسيرة كانت تحلق في أجواء ريف طرطوس، ورصد المرصد السوري 28 آذار الفائت، إسقاط القوات الروسية مسيرة مجهولة في أجواء مطار حميميم بريف اللاذقية.
كما أسقطت القوات الروسية المتواجدة في مرفأ المدينة مسيرة مجهولة حاولت الاقتراب من المنطقة.ووفقاً للمرصد، سقطت الطائرة المسيرة بين المشفى العسكري السابق وبنك الدم على طريق قرية جديتي بعد استهدافها من قبل القوات الروسية..

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.