NORTH PULSE NETWORK NPN

الإدارة الذاتية تقترب من التحـ.ـرر من أعـ.ـباء مخـ.ـيم الهـ.ـول بعد أعوام من التـ.ـحديات التي فـ.ـرضها

 

 

تسبب مخيم الهول ولا يزال بأعباء كبيرة على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، وفرض الكثير من التحديات بسبب العدد الهائل للقاطنين فيه (نحو 60000) من مختلف الجنسيات، ومحدودية الموارد المالية اللازمة لإدارته، بالإضافة إلى تحوله إلى أكبر مصدر للخطر على الأمن المحلي والدولي، ووصفه مايكل كوريلا (قائد القيادة المركزية الأمريكية) بأنه “جيش داعـ.ـش المحتجز والذي يسعى لتحريره”، وذلك نظراً لوجود المئات من عناصر التنظيم من الرجال والنساء والأطفال ممن يسمون بـ”أشبال الخـ.ـلافة” (نحو 40000) حتى باتت تسمى دويلة داعـ.ـش. وتكبدت الإدارة الذاتية الكثير من الموارد والجهد الأمني والاستخباراتي لتأمين المخيم ومنع هروب العناصر المتواجدة فيه ومواجهة هجمات خلايا داعـ.ـش على المخيم، بالتوازي مع إحباط العمليات والمخططات التي كانت تحاك بين الخيم، ووفقاً لمصادر تم تفعيل “جهاز الحـ.ـسبة” وتنفيذ عمليات الإغتيال بحق الراغبين بالتحرر من قبضة التنظيم، وحفر الأنفاق وتخزين الأسلحة، ولإحباط هذه المخططات شنت قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع كل من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي عدة حملات أمنية داخل المخيم لتأمينه، حيث تم ضبط الكثير من الأسلحة والأنفاق واعتقال أبرز عناصر التنظيم.

 

وطالما أطلقت الإدارة الذاتية نداءات متكررة طالبت فيه المجتمع الدولي بحل ملف مخيم الهول والمخيمات الأخرى التي تأوي عناصر التنظيم، باستعادة الدول لرعاياها، وبالفعل استعادت الكثير منها مواطنيها، وكذلك تقديم الدعم المادي المناسب لإدارته بشكل فعّال، وهو ما يؤكد عليه أيضاً التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية التي طالبت سلطة دمشق بتحمل مسؤولية مخيم الهول ومحاربة تنظيم داعش وطرد المقاتلين الأجانب كجزء من شروط رفع العقوبات وتطبيع العلاقات. ويبدو أن سلطة دمشق تتجاوب بشكل نسبي مع هذا الطلب، حيث أفادت مصادر بقيام وفد من دمشق بزيارة مخيم الهول برفقة ممثلين عن قوات التحالف الدولي، والاجتماع مع الإدارة الذاتية لمناقشة عودة السوريين القاطنين في المخيم إلى مناطقهم الأصلية. وقالت جيهان حنان (الرئاسة المشتركة للمخيم) أن «وفد رسمي من الحكومة السورية، ضم ممثلين عن وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات، إلى جانب مسؤولين معنيين بملف مكافحة الإرهـ.ـاب، زارو مخيم الهول، السبت، برفقة وفد من قوات التحالف الدولي، بهدف بحث أوضاع السوريين القاطنين داخل المخيم». وأوضحت لوكالة “نورث برس” أن: «الوفد عقد اجتماعاً داخل المخيم مع الإدارة الذاتية وإدارة المخيم، وتركز الاجتماع على موضوع استرجاع السوريين القاطنين في المخيم إلى منازلهم وقراهم الأصلية».

 

وأفاد “معهد دراسات الحرب والسلام” الأمريكي في تقريره الدوري، أن الإدارة الأمريكية تتفاوض مع سلطة دمشق لنقل السيطرة على مرافق الاحتجاز والمخيمات التي تضم أكثر من 9000 من مقاتلي داعـ.ـش وأنصاره إلى الحكومة. وأكد معهد الدراسات أن هذا الإجراء «لن يعالج التهديد الذي يشكله مقاتلو داعش وأنصارهم». وطلبت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة بشكل منفصل علنًا في 21 أيار الجاري أن «تتحمل سوريا مسؤولية مرافق الاحتجاز ومخيمي الهول وروج للنازحين» من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. وشدد التقرير على أن «الاتفاق على نقل مقاتلي داعش وأنصارهم إلى سيطرة الحكومة السورية لن يقلل من التهديد الذي يشكلونه على الولايات المتحدة. ولن يعني نقل السيطرة إلى الحكومة السورية أن هذه المرافق والمعسكرات لم تعد موجودة أو أن الحكومة السورية يمكنها بسهولة إعادة أو دمج مقاتلي داعش وأنصارهم»، حيث لا تزال الحكومة السورية تفتقر إلى «الاستخبارات والمراقبة والرصد المتطور».

 

يؤكد مختصون في شؤون الجماعات المتطرفة على أن حل مشكلة مخيم الهول سيحقق الكثير من المكاسب للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على مختلف الأصعدة:

• من الناحية الأمنية ستنخفض مستوى التكاليف والجهود الأمنية التي تتكبدها الإدارة الذاتية وقسد لتأمين المخيم، وستتفرغ الأجهزة الأمنية المختصة بدرجة أكبر في ملاحقة خلايا التنظيم في المناطق الأخرى، وفي الوقت نفسه ستنخفض هجمات خلايا التنظيم ..

• من الناحية الاقتصادية، ستحوّل الإدارة الذاتية الكثير من الأموال التي كانت تصرف لتأمين المخيمات واستثمارها في مشاريع تنموية..

• من الناحية السياسية، ستطور الإدارة الذاتية دبلوماسيتها المجتمعية وستنسق أكثر مع سلطة دمشق التي ستتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الملف، كما وستستمر كحليف موثوق لدى التحالف الدولي، بعد إثبات كفائتها في إدارة المخيم ومراكز الاحتجاز.

• من الناحية الاجتماعية، ستتخلص الإدارة الذاتية من المشكلات الاجتماعية التي تتصاعد داخل المخيم، وبنفس الوقت عودة العشرات من العائلات إلى مناطقها الأصلية، وإعادة تأهيلهم للاندماج مجدداً في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى تبديد مخاوف المجتمعات المحلية تجاه المخيمات ومراكز الاحتجاز.

 

في هذا السياق يعتبر مراقبون حل مشكلة مخيم الهول بمثابة مكافئة للإدارة الذاتية على جهودها في تحمل مسؤوليات المخيم طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى فقدان التنظيم أحد أهم ذرائعه التي تستغل بؤس الساكنين في المخيم في عمليات التجنيد والتمويل والدعاية وتنفيذ الهجمات على قسد وقوى الأمن والمؤسسات الخدمية والشخصيات الاجتماعية التي تدعم السلام والديمقراطية….

 

 

نورث بالس

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.