أقرّت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، إزالة اسم سوريا من لائحة “البلدان المارقة” التي تضم دولاً بينها إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا، تصنفها الولايات المتحدة كدول «معادية للمصالح الأمريكية، أو متهمة بدعم الإرهاب، أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل..». ودعت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين (العضوة البارزة في اللجنة) الدولة السورية إلى فك ارتباطاتها السابقة وأن تتجه نحو «الديمقراطية والاستقرار والأمن» في إشارة إلى كونها دولة رئيسية فيما يسمى “محور الممانعة” المناهض للسياسة الغربية في الشرق الأوسط. أما الحدث الآخر الذي يؤكد التحولات الدراماتيكية للدولة السورية من دولة رئيسية مناهضة للهيمنة الغربية وحليفة لخصوم أمريكا منذ أكثر من 60 سنة إلى دولة تحاول التودد إليها والتحالف معها، الأمر الذي اعتبره خبراء تطور نوعي في مسار الصراع الدولي في الشرق الأوسط ومكسب كبير للدولة الغربية. ففي محاولة لبناء الثقة مع الولايات المتحدة أبدت سلطة دمشق استعدادها للانضمام إلى اتفاقية أبراهام وتحقيق السلام مع إسرائيل وتصفية الوجود الإيراني في سوريا والضغط على روسيا عبر المجموعات المسلحة الرديفة لإجبارها على الانسحاب. وتجلت أحدث هذه السياسات في كل من:
1. البدء بإجراءات لإلغاء الجنسية السورية عن نحو 700 ألف من المواطنين الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين، إضافة إلى آلاف المقاتلين من أفغانستان، والذين حصلوا عليها خلال حكم النظام البعثي في سياق الأزمة السورية كمكافأة لقتالهم إلى جانبه، وفقاً لما نقله موقع “إرم نيوز” الإخباري عن مصادر في سلطة دمشق..
2. منع المجموعات المسلحة الموالية لإيران من مهاجمة إسرائيل انطلاقاً من الجنوب السوري، وتشير زيارة رئيس السلطة “أحمد الشرع” إلى محافظة درعا في يوم عيد الأضحى إلى إظهار سلطته على الجنوب السوري وقدرته على ضبط أمن إسرائيل بزيادة عدد قواته في المناطق القريبة من خط انتشار القوات الإسرائيلية، وسط أنباء بوجود “خط ساخن سري” بين الطرفين بوساطة أردنية أو تركية..
3. منح الامتيازات الاقتصادية للشركات الغربية والتركية والخليجية، وإيقاف المشاريع الاقتصادية الروسية والايرانية..
4. تجميد إدارة ترامب العقوبات المفروضة على سوريا بعد لقاءه الشرع في الرياض وزيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا “توماس باراك” لدمشق ورفع العلم الأمريكي في مقر السفارة الأمريكية في العاصمة.
5. دمج المقاتلين الإيغور المناهضين للصين والمقاتلين الأجانب المناهضين لروسيا وإيران في وزارة الدفاع، ومنح بعض زعمائهم رتباً عسكرية عالية..
6. إلغاء النظام الاشتراكي في سوريا وبذل جهود للانضمام إلى النظام المالي العالمي وإقامة علاقات مع البنك الدولي.
7. السماح بأي مشروع لنقل الغاز القطري عبر أنابيب إلى الأسواق الأوروبية من الساحل السوري، والذي يشكل تحدياً لمسألة احتكار روسيا للغاز المصدر إلى أوروبا وإعاقة لتسويق الغاز الإيراني ..
ويؤكد مراقبون على تصاعد وتيرة إعادة بناء النظام الإقليمي في المنطقة منذ انطلاق حرب غزة والتي كانت نتيجتها القضاء على سلطة حماس في غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني، وإسقاط النظام البعثي وإجبار إيران على الانسحاب من سوريا والقضاء على القيادة الرئيسية لحزب الله اللبناني وإعادة الدولة اللبنانية النظر في سياستها العدائية تجاه إسرائيل، واستعداد سلطة دمشق التطبيع مع إسرائيل بشرط استمرار نظام الشرع وعدم التدخل في شؤونه داخل سوريا. ويرى مراقبون هذه الأمور كتأكيد على خروج سوريا من ما يسمى بمحور الممانعة وفقدان خصوم الغرب للنظام البعثي كأبرز حلفائهم في المنطقة، الأمر الذي سيدفعهم إلى تأجيج الحرب العقائدية بين سلطة دمشق والتنظيمات الأخرى المناهضة لها …
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.