شهد مدينة رأس العين وريفها، الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة لما يُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، تصاعدا خطيرا في معدلات السرقات وعمليات السطو المسلح، وسط تدهور أمني ملحوظ وغياب تام للمحاسبة أو أي استجابة فعالة من الجهات المسيطرة.
وتتعدد الانتهاكات بين الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، ونهب منشآت زراعية وتجارية، وسرقة منازل ومرافق مدنية. وأفاد شهود عيان من داخل المدينة بأن بعض هذه العمليات تُنسب بشكل مباشر إلى فصائل بعينها، وسط حالة من الصمت المريب من الجهات الأمنية والعسكرية.
وفي حادثة بارزة، أقدم عناصر من فصيل ماتسمى “جيش الإسلام” على تفكيك معمل كامل في قرية عطية، حيث تمت سرقة المعدات والهيكل المعدني للمعمل بالكامل دون أي تدخل لوقف العملية أو محاسبة الفاعلين. كما نُسبت إلى فصيل ماتسمى “أحرار الشرقية” عمليات نهب طالت معدات زراعية وغطاسات آبار مملوكة لأهالٍ مسيحيين في قرية داودية، حيث تم نقلها إلى مستودعات تابعة للفصيل داخل المدينة.
وتوثق مصادر محلية وقوع ما لا يقل عن 19 عملية سطو مسلح خلال أسبوع واحد فقط، استهدفت متاجر ومخازن زراعية في وضح النهار، مما يكشف عن حالة تراخٍ أمني مقلقة، ويعزز مناخ الإفلات من العقاب.
وامتدت موجة السرقات إلى القرى المحيطة، حيث تم الاستيلاء على مواشي ومحركات آبار مياه تعود لفلاحين، ما أدى إلى تعطيل مشاريع زراعية حيوية وتكبد الأهالي خسائر جسيمة.
ويعيش السكان المتبقون في رأس العين حالة من الخوف والقلق في ظل هذا الانفلات الأمني، مع غياب أي آليات قانونية للمساءلة أو ضبط الوضع، ما يهدد بمزيد من التدهور في الاستقرار المحلي ويفتح الباب أمام احتمالات تصعيد إضافي في حال استمرت الفصائل في انتهاكاتها دون رادع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.