ازدادت في الآونة الأخيرة عمليات الخطف والاعتقال التعسفي التي يتعرض لها أهالي عفرين وريفها من قبل عناصر فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا على الرغم من اعلانها عن حل نفسها واندماجها في وزارة دفاع سلطة دمشق، إلا أن الانتهاكات المتواصلة التي يرتكبها هؤلاء العناصر يشير إلى أن الفصائل التي يتبعون لها لاتزال محتفظة بوضعها كما كان سابقاً. وتؤكد التقارير الحقوقية الموّثقة على أنه
بالرغم من عودة بعض عوائل المهجربن الكرد إلى ديارهم في ريف عفرين الا أن عمليات المداهمة والاعتقال مستمرة تحت تسمية “تسوية الوضع” وهي ذريعة غير قانونية يتم من خلالها ابتزاز المواطنين الكرد بهدف تحصيل الفدية، والتهمة التواصل مع “الإدارة الذاتية” أو “قسد” على الرغم من أن الجهتين تحظيان باعتراف دولي ويجريان مباحثات مباشرة مع سلطة دمشق التي لا تعتبر حتى الآن التعامل معهما تهمة تستوجب الاعتقال.
ووثقت “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا” إقدام عناصر الأمن العام ليلة السبت (ثاني أيام عيد الأضحى المبارك) بمداهمة قرية كاواندا ( ميدانا) التابعة لناحية راجو واعتقال مواطنين كرديين “عكيد رشيد حسن” (24 عاماً) و”رشيد سيدو بكر” (50 عاماً) اللذان كانا قد عادا من مناطق النزوح القسري مؤخراً إلى ديارهما منذ حوالي أسبوع تقريباً، وسبب الاعتقال وفقاً للمنظمة الحقوقية التعامل مع الإدارة الذاتية قبل عام 2018، وهي ذريعة غير قانونية وباتت معروفة كوسيلة لإجبار ذوي المعتقلين على دفع الفدية لإطلاق سراحهم تحت مسمى “تسوية الوضع”، حيث لايزالان قيد الاحتجاز التعسفي في مركز ناحية راجو. وفي حادثة أخرى وثّق نشطاء حقوقيين إقدام دورية تابعة لفصيل “القوة المشتركة” المكونة من مرتزقة “العمشات” و”الحمزات” على اعتقال الشابين “رشيد أحمد محمد” (20 عاماً) و”آزاد اسماعيل سيدو” (21 عاماً) من أهالي قرية قره كوله – ناحية بلبل بريف عفرين بعد عودتهما يوم وقفة عيد الأضحى الخميس الفائت وزيارتهما للقرية وقبور اقربائهم، وتم اقتيادهما إلى مدينة عفرين لعرضهما على القضاء من أجل استفزازهما لدفع الفدية المالية تحت مسمى”تسوية الوضع “. إلا أن التعاطف الشعبي معهما أجبر جهاز الأمن العام على إخلاء سبيلهما يوم الأحد.
وفي سياق متصل، أكد رامي عبدالرحمن (مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان) في لقاء اعلامي على أنه تُرتكب انتهاكات يومية بحق السوريين من قبل مجموعات مسلحة، تشمل الاعتداء، والقــتل، والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، حيث يتم توثيق هذه الانتهاكات من قبل المرصد السوري. وأشار إلى أن رغم الانتقادات المتكررة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين، إلا أن «التدخل الجدي والفعلي لوقف هذه التجاوزات لا يزال غائباً حتى اللحظة».
ووثقت تقارير حقوقية خلال الأيام القليلة الماضي مجموعة من الانتهاكات تم ارتكابها بحق أهالي عفرين، من ضمنها:
• تدمير مزار الشهيد رفيق في قرية ماتينوا بريف ناحية شران، في خطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الثقافية والوطنية لعفرين، بعد تهجـير السكان الأصليين وسرقة ممتلكاتهم.
• اقتحمت مجموعة من المستوطنين تحت تهديد السلاح، منزل المواطن الكُردي “شكري هوليلو/أبو علي” في قرية “هوليلو” التابعة لناحية “راجو”، وأقدمت على سرقة مصاغ ذهبي ونحو 3500 دولار بالإضافة إلى مقتنيات شخصية من داخل المنزل، يأتي ذلك وسط غياب أي محاسبة للمعتدين أو حماية قانونية للأهالي.
• اعتداء ملثميين مجهوليين على المواطن الكردي ” حنان رشيد كوربلو” (45 عاماً) من قرية خلالكا التابعة لناحية بلبل بريف عفرين وضربه بشكل عنيف بضربه على رأسه باستخدام مؤخرة بندقية روسية وذلك بعد تقييد يديه وتكميم فمه بمادة باللاصق، حيث تعرض “كوربلو” للهجوم أثناء قيامه بحراثة أرضه من الرعي الجائر بين الكرم وسرقة ورق العنب “اليبرق”.
• أقدم عدد من المستوطنين في اليوم الذي يسبق العيد على سرقة أضاحي العيد من عدد من أصحابها الكُرد في مدينة عفرين، في انتهاك صارخ للقيم الدينية والاجتماعية، ولأبسط حقوق السكان الأصليين.
• أقدمت مجموعة من المستوطنين ومسلحي فصائل مايعرف سابقا بـ”الجيش الوطني السوري” على حرق عشرات الهكتارات من غابات وحقول ناحية راجو، من أجل التحطيب والفحم والاتجار بها، علماً أن الكثير من الأشجار التي تم حرقها تعد مصدر رزق لأصحابها..
ويؤكد نشطاء حقوقيين على أن الانتهاكات ماتزال مستمرة بحق السكان الأصليين الكُرد وخاصة العائدين مؤخراً إلى ديارهم على أيدي عناصر فصائل “الجيش الوطني السوري ” وبعض عناصر الأمن العام الذين يشاركون هؤلاء العناصر أثناء اقتحام المنازل واعتقال المدنيين الكرد تحت مسمى “تسوية الوضع “، في ظل فلتان أمني وغياب العدالة والمساءلة وانتشار السلاح بيد المسلحين والمستوطنين بدعم من قبل الاستخبارات التركية وعجز جهاز الأمن العام التابع لسلطة دمشق عن فرض سيطرته الفعلية على أرض الواقع، وفقاً لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا..
نورث بالس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.